السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد : ـ
أخواني وأخواتي الأحباء الكرام شرفني القائمين على هذا المنتدى بهذا ( اللقب ) واسأل الله العظيم أن يعينني عليه وبهذه المناسبة يا ليت يسمح لي المشرفين والمراقبين الكرام بإنزال بعض المواضيع التي لا تتعلق بالأسهم والمتعلقة بديننا الحنيف من فترة إلى أخرى لنتدارسها ولنتفقه بها مع أن هذا المنتدى خاص بالأسهم ولكن لا غنى لنا عن ديننا الحنيف والله يوفقنا وإياكم على عمل الخير .
بسم الله نبدأ أول موضوع لنا تفسير سورة (( الإخلاص )) العظيمة وهي (( مكية )) والتي تعدل ثلث القرآن الكريم كما روى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ " قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : " الله أحد الله الصمد تعدل ثلث القرآن " ورواه أيضا مسلم من حديث أبو الدرداء.
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
أي { قُلْ } قولًا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، { هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
{ اللَّهُ الصَّمَدُ } أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لكمال غناه { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .