إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-03-2023, 09:22 AM   #1
الشادي
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 2,589
افتراضي شهوت حب الدنيا وجمع المال

وهي أول شهوة حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أمّته حيث قال صلى الله عليه وسلم إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا
ولأن الرزق مضمون لذا لم يخش علينا النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر بل خاف علينا الغنى ، فأقسم صلى الله عليه وسلم وهل يحتاج مثله إلى قسم والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسِطت على من كان قبلكم ؛ فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم
والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها وصارت غاية قصدهم لها يطلبون وبها يرضون ومن أجلها يغضبون وبسببها يوالون وعليها يعادون وكم قُطِعت أرحام في سبيلها وسُفِكت دماء بسببها ووقعت فواحش من أجلها ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء وفُرِّق بين الأخ وأخيه وتقاتل الأب مع ابنه وتعادى الأصحاب والخلان والسبب دنيا
وهذا ما استشرفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى لم يؤثِّر في بصيرته الفرح بالغنيمة والانشغال بالنصر فقد أورد ابن حجر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُتي بمال من المشرق يُقال له نفل كسرى فأَمر به فصُبَّ وغُطِّي ثم دعا الناس فاجتمعوا ثم أمر به فكُشِف عنه فإذا حُلي كثير وجوهر ومتاع فبكى عمر وحمد الله عز وجل فقالوا له ما يبكيك يا أمير المؤمنين هذه غنائم غنمها الله لنا ونزعها من أهلها فقال
ما فُتِح من هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم واستحلوا حرمتهم
ولماذا لا يبكي عمر وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المصير في نظره لحالنا المؤلم من وراء ستار رقيق فقال كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه نقول كما أمرنا الله. قال أو غير ذلك؟ تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون
ولأنه رأى ما لم نر وأحس بما ينتظرنا وخاف من سوء عاقبتنا فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أناس يبيعون الدين بعرض الدنيا ، فقال صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يُصبح الرجل مؤمنا ويُمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا
وهو ما أخاف عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة حتى بكى فقال يا أبا فلان أتخشى علي قال كيف حبك للدرهم قال لا أحبه قال لا تخف فإن الله سيعينك
ومن آثارها المدمِّرة عدم جدوى نصيحة عشاقها وهو ما سبق ورصده أبو يحيى مالك بن دينار حين قال إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة
ومن آثارها المؤلمة والمشاهدة بوضوح والمُجرَّبة مرارا وتكرارا أنك بقدر ما تحزن للدنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك ،وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك
الشادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 04-03-2023 , 09:22 AM
الشادي الشادي غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 2,589
افتراضي شهوت حب الدنيا وجمع المال

وهي أول شهوة حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أمّته حيث قال صلى الله عليه وسلم إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا
ولأن الرزق مضمون لذا لم يخش علينا النبي صلى الله عليه وسلم من الفقر بل خاف علينا الغنى ، فأقسم صلى الله عليه وسلم وهل يحتاج مثله إلى قسم والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسِطت على من كان قبلكم ؛ فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم
والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها وصارت غاية قصدهم لها يطلبون وبها يرضون ومن أجلها يغضبون وبسببها يوالون وعليها يعادون وكم قُطِعت أرحام في سبيلها وسُفِكت دماء بسببها ووقعت فواحش من أجلها ونزلت القطيعة وحلَّت البغضاء وفُرِّق بين الأخ وأخيه وتقاتل الأب مع ابنه وتعادى الأصحاب والخلان والسبب دنيا
وهذا ما استشرفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى لم يؤثِّر في بصيرته الفرح بالغنيمة والانشغال بالنصر فقد أورد ابن حجر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُتي بمال من المشرق يُقال له نفل كسرى فأَمر به فصُبَّ وغُطِّي ثم دعا الناس فاجتمعوا ثم أمر به فكُشِف عنه فإذا حُلي كثير وجوهر ومتاع فبكى عمر وحمد الله عز وجل فقالوا له ما يبكيك يا أمير المؤمنين هذه غنائم غنمها الله لنا ونزعها من أهلها فقال
ما فُتِح من هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم واستحلوا حرمتهم
ولماذا لا يبكي عمر وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المصير في نظره لحالنا المؤلم من وراء ستار رقيق فقال كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه نقول كما أمرنا الله. قال أو غير ذلك؟ تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون
ولأنه رأى ما لم نر وأحس بما ينتظرنا وخاف من سوء عاقبتنا فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أناس يبيعون الدين بعرض الدنيا ، فقال صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يُصبح الرجل مؤمنا ويُمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا
وهو ما أخاف عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة حتى بكى فقال يا أبا فلان أتخشى علي قال كيف حبك للدرهم قال لا أحبه قال لا تخف فإن الله سيعينك
ومن آثارها المدمِّرة عدم جدوى نصيحة عشاقها وهو ما سبق ورصده أبو يحيى مالك بن دينار حين قال إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة
ومن آثارها المؤلمة والمشاهدة بوضوح والمُجرَّبة مرارا وتكرارا أنك بقدر ما تحزن للدنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك ،وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM