إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16-05-2012, 12:36 AM   #1
ااالقادم
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,800
افتراضي موضوع فيه ابداع ووالله انه يستحق القرائه والتمعن فشكراً لكاتبه

بسم الله الرحمن الرحيم



تأملات فنية أيمانية ... {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} !!!؟




قراءة القران ليست كقراءة أي كتاب ...

فيكفي أنها كلام الله تعالى ... خالق السموات والأرض ... سبحانه ..


وهو الكتاب الوحيد الذي يدعوك لتأمل آياته وسبر أغوارها ... وفيه تحدي للمنكرين له أن يجدوا فيه خطأ واحدا ً ....


وإعجاز القران في دقة اختيار حروفه وألفاظه ... يمكن تشبيهه بدائرة ...


فكلما أراد المفسر التعمق في معنى هذه الكلمة .... وجد أن كل المعاني صحيحة عند قراءة الآية ...

وكلما أراد المفسر التوسع في دائرة المعنى الذي تدل عليه هذه الكلمة ... كلما وصل الي نفس النتيجة ...

وهي أن الآية تبقى تعطي معاني جديدة وصحيحة لهذه الآية..

وهذا من إعجاز البيان في القران الكريم .... وتوظيف الحرف العربي ... بصورة معجزة وبالغة الدقة والجمال ...

يدل دلاله قاطعه أن هذه الكتاب هو من عند الخالق الواحد سبحانه ...


جميعنا أن شاء الله نقرا القران الكريم ...

وأغلبنا عند قراءة سورة ( الحج ) ....

نمر مرور الكرام على الآية رقم ( 5 ) والتي تتحدث عن مراحل خلق الإنسان ..

من نطفة الي مضغة الي طفل الي بلوغ الأشد الي مرحلة أرذل العمر ....


لا أحد منا (( تقريبا)) ..... تشده وصف المضغة بأنها ( مضغة مخلقة وغير مخلقة ) ....

سوى المختص في علم الأحياء (أو البيولوجيا) ...



ففي هذا الوصف ألأعجازي .... يخبرنا الحق سبحانه عن (( المرحلة )) التي يبدأ عندها نمو الأعضاء التخصصية في الإنسان ...

وفي هذه المرحلة بالذات ( المضغة ) ... تنقسم الأجنة الي نوعين ....

جنين ينمو بشكل سليم تماما ... أو جنين ينمو بصورة يشوبها تشويه بطريقة النمو ...

ففي أغلب الحالات ينمو الجنين بصورة سليمة .... ويولد طفلا ...

وفي بعض الحالات .... يحدث له تشوه في بداية تشكل أعضاءه المتخصصة ... فيستمر بالنمو بينما يزداد ذلك التشوه ....

فأن شاء الله سبحانه ..... ولد هذا الطفل المشوه أو غير سوي الخلقة ....

وأحيانا لا تستقر المضغة المخلقة و الغير مخلقة في الرحم ... و يحدث لأمه إجهاض قسري .....


ولذلك نجد الحق سبحانه يأتي بذلك الحدث المهم بعد ذكر وصف المضغة المخلقة وغير المخلقة

قال تعالى ( مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء )




وفي مثال أخر ... في سورة المائدة ....


نقرأ هذه الآية ( قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (23)

أغلبنا أن لم يكن كلنا .... نمر على هذه الآية مرور الكرام .....

وقد نجدها واضحة .... شديدة الوضوح .... لا تحتاج الي مزيد من التفسير ... أو الشرح ...



ولكن كل من له اهتمام و اطلاع بعلم ( التكتيك العسكري ) ...

يقف مبهورا .... لعظم دقة هذا الآية الصغيرة في عدد الحروف .... العظيمة في المعنى العسكري ....

فهي تجمع كل ما يحتاجه القائد في أمر العمليات ....


فأمر العمليات قد يكون احتلال أو تعطيل أو أعاقة أو منع ...

والهدف أو الغرض بالمصطلح العسكري قد يكون قلعه أو مدينة أو ميناء أو مطار ...

والحشد قد يكون بالنسق الأول ... أو النسق الثاني ... أو بالاحتياطي ...

وتطوير الهجوم قد يكون ... تدمير أو احتلال ... أو تطويق أو اختراق أو التفاف .... الخ


وفي هذه الآية المعجزة من الناحية العسكرية .... نجد كل ما يحتاجه القائد العسكري ...


للقيام بنظرية ( الحرب الخاطفة ) والتي لم تطبق بشكل سليم وكبير ... إلا أثناء عمليه غزو روسيا عام 1941م ...

في الاجتياح النازي للأرضي الروسية في ما عرف بعملية ( بربروسا ) أو اللحية الحمراء ....


فأمر العلميات في هذه الآية: ( أدخلوا ) ...

وهو ( أمر عملياتي ) يمتاز بالوضوح والبساطة كما و هي من الشروط الهامة في التكتيك العسكري عند وضع الخطط العسكرية ...



والهدف : ( الباب ) وهو باب المدينة ... ومن الناحية العسكرية يسمى تحديد الغرض ...

فالهدف هو ( الباب ) فقط ... وكل المجهود العسكري سوف يوظف لخدمة أحتلال هذا الغرض العسكري ...

وهذا التحيد يخرج المناطق الهامة الاخرى من دائرة الاهتمام أثناء تنفيذ هذه الخطة العسكرية المحكمة ..

ففهي المرحلة الاولى لا يتم أستهداف وسط المدينة ولا سورها ولا حاميته الخارجية ولا قلاعها وأبراجها ...

الغرض والهدف هو ( الباب ) فقط .... وهو قمة دقة التحديد للهدف العسكري المستهدف من هذا الهجوم الخاطف ...

وفي هذا (( الأمر ألعملياتي )) الواضح ... يتم استخدام وتطبيق الكثير من مبادئ الحرب البرية الحديثة بشكل صحيح

مثل ...

الحشد , العمل الهجومي , المفاجئة , الاقتصاد بالقوة , الخ


أما شرط تطوير الهجوم : وهي المرحلة الثانية من الهجوم .... وتنفذ عند نجاح المرحلة الأولى ....

نجدها موضحة بدقة في كلمه ( فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ )


ونصل أخيرا ً ... أي مرحلة تطوير الهجوم بمرحلته الثانية والأخيرة ....

ونجدها موضحة بدقة في احتلال بقية المدينة بدون عناء أو مشقة ( فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ) ...

نظرا لما سوف يوفره النجاح في المرحلة الأولى من الحرب الخاطفة ...

والتي قد تكون من أفضل الخطط العسكرية أذا كان العدو يتفوق بالعداد والعدة ...


وهي نفس الأسلوب الذي لأتبعه القائد الألماني روميل الشهير ... ثعلب الصحراء ....

حيث أعتمد على نظرية مثلث ( الصدمة - النار – الحركة )

في حسم المعارك لصالحة في معارك شمال أفريقيا .... ضد القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية ...






والفلكي .... له نصيب وافر من الآيات العجزة .. والتي تجعلنا جميعا نقول ...( سبحان الله ) ...



(( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ )) (الواقعة:75،76).



فالقسم لم يكن بعظمة خلق النجوم .... وهي خلقا عظيم من خلق الله ...

بل بمواقعها ... وهذه شي غير معتاد ....

وفي هذا العصر اكتشف الفلكيين ... أن جميع النجوم التي نراها في السماء اليوم ...

تبعد عنا مئات السنوات الضوئية ...

أي أننا نرى الآن مواقعها قبل مئات السنوات .... بل أن الغريب أن بعضها ليس موجود في هذا الوقت ....

فبعضها قد تفجرت واختفى من الوجود ومع ذلك مازلنا نراه منيرا في وسط السماء ...

فسبحان الله ....



قال الله جل وعلا: ﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾(الرعد:2).


وهذه أشارة خفيه أن السماء مرفوعة بقوة لنراها ...

وحاليا يتدارس العلماء أن جميع المجرات والنجوم والكواكب مرتبطة بمجالات كهرومغناطيسية ...

لا يمكن رؤيتها ... وهي واحدة من أربع قوى مفترضة .... كما يخبرنا الدكتور/ زغلول النجار .... وهي


1- القوة النووية الشديدة:

2- القوة النووية الضعيفة:

3- القوة الكهربائية المغناطيسية:

4- قوى الجاذبية


فسبحان الله ....





أما ما يخص موضوعنا وهو ..... التحليل الفني ... فأنا تستوقفني كثيرا .....

بعض الآيات والتي كلما قراءتها أو سمعتها .... يتبادر الي ذهني وفكري ....

بعض العلوم عن التحليل الفني بعضها يخص السلوك البشري ... وبعضها يخص حركة الأسهم ....


ودعونا نتأمل الآية الأولى ... وأسال الله أن يتجاوز عن خطانا وان جبر عثرتنا ...




(( قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) ))
سورة الكهف

في كتب التفسير لمن قراءها يتبن له أن موسى عليه السلام ... لم ينقص قوة العزيمة من ناحية الصبر ...

فهو من الرسل أولي العزم ....

ومع ذلك يقول له الخضر عليه السلام ... أنك لن تستطيع معي صبرا .... وبصيغه الجزم والتأكيد ...

فلماذا كان الخضر واثق من عدم قدرة موسى عليه السلام على (( الصبر )) ...


ومعروف لسيدنا الخضر عليه السلام ...من هو موسى عليه السلام ....

هو كليم الله .... وهو الرجل الذي وقف في وجه جبروت فرعون وجنوده ....

ولعده سنوات ... مع أن لم يكن معه سوى شعب مستعبد لا يستطيع الدفاع عن نفسه ....

فكيف أتت كل هذه الثقة (( الأكيدة )) للخضر عليه السلام ....

بعدم قدرة موسى عليه السلام على ( الصمود والصبر ) في وجه الأحداث القادمة التي سوف تحدث أمامه ...



و كانت ألإجابة الشافية والشاملة على هذا السؤال الكبير ....

موجودة بوضوح شديد في نفس كلام الخضر عليه السلام ....


فقد قرن الصبر بالعلم ... بقوله {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}


وكلمه (( خبرا )) مصدر بمعنى لم تحط أي لم تخبر حقيقته ....


كما في {معجم اللغة العربية المعاصر } .

1.خبُرَ / خبُرَ بـ يخبُر ، خُبْرًا وخِبْرَةً ، فهو خبير .

خبُر الشَّخصُ صار خبيرًا.•

خبُر بالأمرِ: عرفه معرفة جيِّدة .




وفي كتاب (( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )) .... للشيخ عبد الرحمن السعدي


نجد معنى تفسير رائع لمعنى هذه الكلمة ( خبرا ) .... حيث يقول الشيخ السعدي ...

" أي: كيف تصبر على أمر ، ما أحطت بباطنه وظاهره ولا علمت المقصود منه ومآله؟ "


والآن يتضح الشرط الرئيسي الذي يجب أن يتحلى فيه الشخص ليستطيع تحمل مشقة الصبر ...

وهو ليس قوة العزيمة أو قوة تحمل الشقة الجسدية أو العقلية ....


بل الشرط الوحيد هو العلم ... والإحاطة وهي شمول معرفة الشي من جميع جوانبه ...



ونستطيع أن نطبق هذا على التحليل الفني .... وبالأخص سلوك المتداول ....

فالمتداول الذي لا يملك المعرفة والخبرة على إحاطة كل ما يظهر على الشارت ...


فلن يستطيع الصبر على حركة السوق واضطرابه ...

فهو لن يستطيع الصبر على اكتمال أرباحه في الأسواق الصاعدة (( الموجات الصاعده )) ...

الي حين وصولها الي قمتها الأخيرة ...

ولن يستطيع أيضا الصبر على عدم الشراء في الأسواق الهابطة (( التصحيح الفني )) ...

الي حين وصولها الي قاعها الأخير ....



ولن يكون واثق من صحة اختياراته في البيع والشراء .... لأنه لا يملك العلم والخبرة ...


بينما الذي يملك العلم والخبرة فهو سيكون أكثر ثباتا وقدرة على العمل واتخاذ القرارات ...

كما هو الحال بين الخضر عليه السلام ... الذي يملك العلم والإحاطة الكاملة بما يجري أمامه من أحداث ....


و بين حال موسى عليه السلام ... الذي لا تنقصه أبداً القدرة على التحمل والصبر ....


بينما كان يفتقد العلم الكافي لما كان يجري أمامه في المواقف الثلاثة ....

خرق السفينة ... و قتل الغلام .... وأقامه الجدار ...

بينما كان موسى عليه السلام ... يتبع الخضر عليه السلام .....

ولذلك لم يستطيع أن يكمل المشوار مع الخضر ...



وهذه الحاله بين افتقاد العلم الكافي في موضوع ما .... وبين عدم القدرة على الصبر عليه ....

حاله عامة تتكرر في شتى مجالات الحياة ومواقفها المختلفة ...






ودمتم بحفظ الله ورعايته

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته



منقول للكاتب المبدع مقتفي أثر
ااالقادم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #1  
قديم 16-05-2012 , 12:36 AM
ااالقادم ااالقادم غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,800
افتراضي موضوع فيه ابداع ووالله انه يستحق القرائه والتمعن فشكراً لكاتبه

بسم الله الرحمن الرحيم



تأملات فنية أيمانية ... {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} !!!؟




قراءة القران ليست كقراءة أي كتاب ...

فيكفي أنها كلام الله تعالى ... خالق السموات والأرض ... سبحانه ..


وهو الكتاب الوحيد الذي يدعوك لتأمل آياته وسبر أغوارها ... وفيه تحدي للمنكرين له أن يجدوا فيه خطأ واحدا ً ....


وإعجاز القران في دقة اختيار حروفه وألفاظه ... يمكن تشبيهه بدائرة ...


فكلما أراد المفسر التعمق في معنى هذه الكلمة .... وجد أن كل المعاني صحيحة عند قراءة الآية ...

وكلما أراد المفسر التوسع في دائرة المعنى الذي تدل عليه هذه الكلمة ... كلما وصل الي نفس النتيجة ...

وهي أن الآية تبقى تعطي معاني جديدة وصحيحة لهذه الآية..

وهذا من إعجاز البيان في القران الكريم .... وتوظيف الحرف العربي ... بصورة معجزة وبالغة الدقة والجمال ...

يدل دلاله قاطعه أن هذه الكتاب هو من عند الخالق الواحد سبحانه ...


جميعنا أن شاء الله نقرا القران الكريم ...

وأغلبنا عند قراءة سورة ( الحج ) ....

نمر مرور الكرام على الآية رقم ( 5 ) والتي تتحدث عن مراحل خلق الإنسان ..

من نطفة الي مضغة الي طفل الي بلوغ الأشد الي مرحلة أرذل العمر ....


لا أحد منا (( تقريبا)) ..... تشده وصف المضغة بأنها ( مضغة مخلقة وغير مخلقة ) ....

سوى المختص في علم الأحياء (أو البيولوجيا) ...



ففي هذا الوصف ألأعجازي .... يخبرنا الحق سبحانه عن (( المرحلة )) التي يبدأ عندها نمو الأعضاء التخصصية في الإنسان ...

وفي هذه المرحلة بالذات ( المضغة ) ... تنقسم الأجنة الي نوعين ....

جنين ينمو بشكل سليم تماما ... أو جنين ينمو بصورة يشوبها تشويه بطريقة النمو ...

ففي أغلب الحالات ينمو الجنين بصورة سليمة .... ويولد طفلا ...

وفي بعض الحالات .... يحدث له تشوه في بداية تشكل أعضاءه المتخصصة ... فيستمر بالنمو بينما يزداد ذلك التشوه ....

فأن شاء الله سبحانه ..... ولد هذا الطفل المشوه أو غير سوي الخلقة ....

وأحيانا لا تستقر المضغة المخلقة و الغير مخلقة في الرحم ... و يحدث لأمه إجهاض قسري .....


ولذلك نجد الحق سبحانه يأتي بذلك الحدث المهم بعد ذكر وصف المضغة المخلقة وغير المخلقة

قال تعالى ( مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء )




وفي مثال أخر ... في سورة المائدة ....


نقرأ هذه الآية ( قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (23)

أغلبنا أن لم يكن كلنا .... نمر على هذه الآية مرور الكرام .....

وقد نجدها واضحة .... شديدة الوضوح .... لا تحتاج الي مزيد من التفسير ... أو الشرح ...



ولكن كل من له اهتمام و اطلاع بعلم ( التكتيك العسكري ) ...

يقف مبهورا .... لعظم دقة هذا الآية الصغيرة في عدد الحروف .... العظيمة في المعنى العسكري ....

فهي تجمع كل ما يحتاجه القائد في أمر العمليات ....


فأمر العمليات قد يكون احتلال أو تعطيل أو أعاقة أو منع ...

والهدف أو الغرض بالمصطلح العسكري قد يكون قلعه أو مدينة أو ميناء أو مطار ...

والحشد قد يكون بالنسق الأول ... أو النسق الثاني ... أو بالاحتياطي ...

وتطوير الهجوم قد يكون ... تدمير أو احتلال ... أو تطويق أو اختراق أو التفاف .... الخ


وفي هذه الآية المعجزة من الناحية العسكرية .... نجد كل ما يحتاجه القائد العسكري ...


للقيام بنظرية ( الحرب الخاطفة ) والتي لم تطبق بشكل سليم وكبير ... إلا أثناء عمليه غزو روسيا عام 1941م ...

في الاجتياح النازي للأرضي الروسية في ما عرف بعملية ( بربروسا ) أو اللحية الحمراء ....


فأمر العلميات في هذه الآية: ( أدخلوا ) ...

وهو ( أمر عملياتي ) يمتاز بالوضوح والبساطة كما و هي من الشروط الهامة في التكتيك العسكري عند وضع الخطط العسكرية ...



والهدف : ( الباب ) وهو باب المدينة ... ومن الناحية العسكرية يسمى تحديد الغرض ...

فالهدف هو ( الباب ) فقط ... وكل المجهود العسكري سوف يوظف لخدمة أحتلال هذا الغرض العسكري ...

وهذا التحيد يخرج المناطق الهامة الاخرى من دائرة الاهتمام أثناء تنفيذ هذه الخطة العسكرية المحكمة ..

ففهي المرحلة الاولى لا يتم أستهداف وسط المدينة ولا سورها ولا حاميته الخارجية ولا قلاعها وأبراجها ...

الغرض والهدف هو ( الباب ) فقط .... وهو قمة دقة التحديد للهدف العسكري المستهدف من هذا الهجوم الخاطف ...

وفي هذا (( الأمر ألعملياتي )) الواضح ... يتم استخدام وتطبيق الكثير من مبادئ الحرب البرية الحديثة بشكل صحيح

مثل ...

الحشد , العمل الهجومي , المفاجئة , الاقتصاد بالقوة , الخ


أما شرط تطوير الهجوم : وهي المرحلة الثانية من الهجوم .... وتنفذ عند نجاح المرحلة الأولى ....

نجدها موضحة بدقة في كلمه ( فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ )


ونصل أخيرا ً ... أي مرحلة تطوير الهجوم بمرحلته الثانية والأخيرة ....

ونجدها موضحة بدقة في احتلال بقية المدينة بدون عناء أو مشقة ( فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ) ...

نظرا لما سوف يوفره النجاح في المرحلة الأولى من الحرب الخاطفة ...

والتي قد تكون من أفضل الخطط العسكرية أذا كان العدو يتفوق بالعداد والعدة ...


وهي نفس الأسلوب الذي لأتبعه القائد الألماني روميل الشهير ... ثعلب الصحراء ....

حيث أعتمد على نظرية مثلث ( الصدمة - النار – الحركة )

في حسم المعارك لصالحة في معارك شمال أفريقيا .... ضد القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية ...






والفلكي .... له نصيب وافر من الآيات العجزة .. والتي تجعلنا جميعا نقول ...( سبحان الله ) ...



(( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ )) (الواقعة:75،76).



فالقسم لم يكن بعظمة خلق النجوم .... وهي خلقا عظيم من خلق الله ...

بل بمواقعها ... وهذه شي غير معتاد ....

وفي هذا العصر اكتشف الفلكيين ... أن جميع النجوم التي نراها في السماء اليوم ...

تبعد عنا مئات السنوات الضوئية ...

أي أننا نرى الآن مواقعها قبل مئات السنوات .... بل أن الغريب أن بعضها ليس موجود في هذا الوقت ....

فبعضها قد تفجرت واختفى من الوجود ومع ذلك مازلنا نراه منيرا في وسط السماء ...

فسبحان الله ....



قال الله جل وعلا: ﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾(الرعد:2).


وهذه أشارة خفيه أن السماء مرفوعة بقوة لنراها ...

وحاليا يتدارس العلماء أن جميع المجرات والنجوم والكواكب مرتبطة بمجالات كهرومغناطيسية ...

لا يمكن رؤيتها ... وهي واحدة من أربع قوى مفترضة .... كما يخبرنا الدكتور/ زغلول النجار .... وهي


1- القوة النووية الشديدة:

2- القوة النووية الضعيفة:

3- القوة الكهربائية المغناطيسية:

4- قوى الجاذبية


فسبحان الله ....





أما ما يخص موضوعنا وهو ..... التحليل الفني ... فأنا تستوقفني كثيرا .....

بعض الآيات والتي كلما قراءتها أو سمعتها .... يتبادر الي ذهني وفكري ....

بعض العلوم عن التحليل الفني بعضها يخص السلوك البشري ... وبعضها يخص حركة الأسهم ....


ودعونا نتأمل الآية الأولى ... وأسال الله أن يتجاوز عن خطانا وان جبر عثرتنا ...




(( قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) ))
سورة الكهف

في كتب التفسير لمن قراءها يتبن له أن موسى عليه السلام ... لم ينقص قوة العزيمة من ناحية الصبر ...

فهو من الرسل أولي العزم ....

ومع ذلك يقول له الخضر عليه السلام ... أنك لن تستطيع معي صبرا .... وبصيغه الجزم والتأكيد ...

فلماذا كان الخضر واثق من عدم قدرة موسى عليه السلام على (( الصبر )) ...


ومعروف لسيدنا الخضر عليه السلام ...من هو موسى عليه السلام ....

هو كليم الله .... وهو الرجل الذي وقف في وجه جبروت فرعون وجنوده ....

ولعده سنوات ... مع أن لم يكن معه سوى شعب مستعبد لا يستطيع الدفاع عن نفسه ....

فكيف أتت كل هذه الثقة (( الأكيدة )) للخضر عليه السلام ....

بعدم قدرة موسى عليه السلام على ( الصمود والصبر ) في وجه الأحداث القادمة التي سوف تحدث أمامه ...



و كانت ألإجابة الشافية والشاملة على هذا السؤال الكبير ....

موجودة بوضوح شديد في نفس كلام الخضر عليه السلام ....


فقد قرن الصبر بالعلم ... بقوله {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}


وكلمه (( خبرا )) مصدر بمعنى لم تحط أي لم تخبر حقيقته ....


كما في {معجم اللغة العربية المعاصر } .

1.خبُرَ / خبُرَ بـ يخبُر ، خُبْرًا وخِبْرَةً ، فهو خبير .

خبُر الشَّخصُ صار خبيرًا.•

خبُر بالأمرِ: عرفه معرفة جيِّدة .




وفي كتاب (( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )) .... للشيخ عبد الرحمن السعدي


نجد معنى تفسير رائع لمعنى هذه الكلمة ( خبرا ) .... حيث يقول الشيخ السعدي ...

" أي: كيف تصبر على أمر ، ما أحطت بباطنه وظاهره ولا علمت المقصود منه ومآله؟ "


والآن يتضح الشرط الرئيسي الذي يجب أن يتحلى فيه الشخص ليستطيع تحمل مشقة الصبر ...

وهو ليس قوة العزيمة أو قوة تحمل الشقة الجسدية أو العقلية ....


بل الشرط الوحيد هو العلم ... والإحاطة وهي شمول معرفة الشي من جميع جوانبه ...



ونستطيع أن نطبق هذا على التحليل الفني .... وبالأخص سلوك المتداول ....

فالمتداول الذي لا يملك المعرفة والخبرة على إحاطة كل ما يظهر على الشارت ...


فلن يستطيع الصبر على حركة السوق واضطرابه ...

فهو لن يستطيع الصبر على اكتمال أرباحه في الأسواق الصاعدة (( الموجات الصاعده )) ...

الي حين وصولها الي قمتها الأخيرة ...

ولن يستطيع أيضا الصبر على عدم الشراء في الأسواق الهابطة (( التصحيح الفني )) ...

الي حين وصولها الي قاعها الأخير ....



ولن يكون واثق من صحة اختياراته في البيع والشراء .... لأنه لا يملك العلم والخبرة ...


بينما الذي يملك العلم والخبرة فهو سيكون أكثر ثباتا وقدرة على العمل واتخاذ القرارات ...

كما هو الحال بين الخضر عليه السلام ... الذي يملك العلم والإحاطة الكاملة بما يجري أمامه من أحداث ....


و بين حال موسى عليه السلام ... الذي لا تنقصه أبداً القدرة على التحمل والصبر ....


بينما كان يفتقد العلم الكافي لما كان يجري أمامه في المواقف الثلاثة ....

خرق السفينة ... و قتل الغلام .... وأقامه الجدار ...

بينما كان موسى عليه السلام ... يتبع الخضر عليه السلام .....

ولذلك لم يستطيع أن يكمل المشوار مع الخضر ...



وهذه الحاله بين افتقاد العلم الكافي في موضوع ما .... وبين عدم القدرة على الصبر عليه ....

حاله عامة تتكرر في شتى مجالات الحياة ومواقفها المختلفة ...






ودمتم بحفظ الله ورعايته

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته



منقول للكاتب المبدع مقتفي أثر
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM