إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-05-2017, 12:42 AM   #11
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

رمضانيات (6)
تخترق الحُجُب


- اعتمر علي رضي الله عنه يوماً فرأى رجلاً متعلـّقاً بأستار الكعبة وهو يقول :
يا من لا يَشغَلـُه سمْعٌ عن سمع ، ولا تُغلطُه المسائل ، ولا يُبرمه إلحاح المُلِحّين ؛
أذِقني بردَعفوك ، وحلاوة مغفرتك .
فقال علي : والذي نفسي بيده ، لو قلتَها وعليك ملءُ السموات والأرَضين ذنوباً لَغُفِر لك .

***

- دعا أعرابيّ عند الملتزَم فقال : اللهمّ إن لك عليّ حقوقاً ، فتصدّقْ بها عليّ ، وللناس قِبَلي تَبِعات ، فتحمّلْها عنّي ، وقد أوْجَبْتَ لكل ضيف قِرى ، وأنا ضيفك . فاجعل قرايَ الجنّة .

***

- وقال آخر: اللهمّ إليك خرجْتُ ، وما عندك طلبْتُ ، فلا تَحرمني خيرَ ما عندك لشرِّ ما عندي . اللهمّ وإن كنتَ لم ترحمْ نَصَبي وتعبي فلا تَحرمني أجرَ المصاب على مصيبته.

***

- وقال آخر : اللهمّ ؛ إنه مَن تهيّأ أو تعبّأ وأعدّ واستعدّ لوفادة مخلوق رجاء رِفده وطَلَبَ نَيلِه ، فإن تهيـُّئي وتعبـّئي وإعدادي واستعدادي لك رجاء رِفدك وطَلَبَ نَيلك الذي لا شبيه له ولا مثيل . .. اللهمّ إنّي لم آتِك بعملٍ صالح قدّمْتـُه ، ولا شفاعةِ مخلوق رجَوتـُه ، أتيتُك مُقِرّاً بالظلم والإساءة على نفسي ، أتيتُك بأني لا حُجّة لي . أرجو عظيمَ عفوك الذي عُدْتَ به على الخطـّائين ، ثمّ لم يمنَعكَ عُكوفُهم على عظيم الجُرم أنْ جُدْتَ لهم بالمغفرة . فيامن رحمتُه واسعةُ ، وفضلُه عظيم ، اغفرِ الذنبَ العظيم .

***

- وقال آخر : اللهمّ لا تُدخلنا النار بعد أن أسكنْتَ قلوبنا توحيدَك ، إنّي لأرجو أن لا تفعل ، ولئنْ فعلتَ لتجمعَنّ بيننا وبين قوم عادَيناهم فيك .

***

- وقال آخر :
وإني لأدعـو الـلـهَ والأمـرُ ضيّقٌ *** عـَلـَيّ فـمـا يـنـْفـَكّ أن يـتـَفـرّجا
ورُبّ فـَتىً سُـدّتْ عليـه وجـوهُـهُ *** أصابَ له في دعوة الله مخرَجا

***

- قال إبراهيم بن أدهم لأصحابه حين عرض لهم سَبُعٌ : قولوا :
اللهم احرُسنا بعينك التي لا تنام ، واجعلنا في كَنَفِك الذي لا يُرام ، وارحمنا بقدرتك علينا ، لا نَهلك وأنت رجاؤنا .
قال خلف : فما زلت أكرّرُها مذ سمعتها ، فما عرض لي قَـَطّ لص ولا غيرُه.
- قال أعرابيّ : مَنْ أقام بارضنا فليُكثِر من الاستغفار ، فإنّ مع الاستغفار القـُطار ( السحاب العظيم القطر ) .
- وكان أعرابي يدعو : اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجِز ، ولا إلى الناس فنضيع ، اللهم اجعل خير عملي ما قاربَ أجلي .
- ومسك الختام دعوة سيّد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم :
" اللهم اجعلني لك شَكـّاراً ، لك ذكّاراً ، لك رهّاباً ، لك مطيعاً ، إليك مُخبتاً ، لك أوّاهاً منيباً ، ربّ تقبّل توبتي ، وغسل حَوبتي ، وأجب دعوتي ، وثبّتْ حُجّتي ، واهدِ قلبي ، وسدّدْ لساني .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29-05-2017 , 12:42 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

رمضانيات (6)
تخترق الحُجُب


- اعتمر علي رضي الله عنه يوماً فرأى رجلاً متعلـّقاً بأستار الكعبة وهو يقول :
يا من لا يَشغَلـُه سمْعٌ عن سمع ، ولا تُغلطُه المسائل ، ولا يُبرمه إلحاح المُلِحّين ؛
أذِقني بردَعفوك ، وحلاوة مغفرتك .
فقال علي : والذي نفسي بيده ، لو قلتَها وعليك ملءُ السموات والأرَضين ذنوباً لَغُفِر لك .

***

- دعا أعرابيّ عند الملتزَم فقال : اللهمّ إن لك عليّ حقوقاً ، فتصدّقْ بها عليّ ، وللناس قِبَلي تَبِعات ، فتحمّلْها عنّي ، وقد أوْجَبْتَ لكل ضيف قِرى ، وأنا ضيفك . فاجعل قرايَ الجنّة .

***

- وقال آخر: اللهمّ إليك خرجْتُ ، وما عندك طلبْتُ ، فلا تَحرمني خيرَ ما عندك لشرِّ ما عندي . اللهمّ وإن كنتَ لم ترحمْ نَصَبي وتعبي فلا تَحرمني أجرَ المصاب على مصيبته.

***

- وقال آخر : اللهمّ ؛ إنه مَن تهيّأ أو تعبّأ وأعدّ واستعدّ لوفادة مخلوق رجاء رِفده وطَلَبَ نَيلِه ، فإن تهيـُّئي وتعبـّئي وإعدادي واستعدادي لك رجاء رِفدك وطَلَبَ نَيلك الذي لا شبيه له ولا مثيل . .. اللهمّ إنّي لم آتِك بعملٍ صالح قدّمْتـُه ، ولا شفاعةِ مخلوق رجَوتـُه ، أتيتُك مُقِرّاً بالظلم والإساءة على نفسي ، أتيتُك بأني لا حُجّة لي . أرجو عظيمَ عفوك الذي عُدْتَ به على الخطـّائين ، ثمّ لم يمنَعكَ عُكوفُهم على عظيم الجُرم أنْ جُدْتَ لهم بالمغفرة . فيامن رحمتُه واسعةُ ، وفضلُه عظيم ، اغفرِ الذنبَ العظيم .

***

- وقال آخر : اللهمّ لا تُدخلنا النار بعد أن أسكنْتَ قلوبنا توحيدَك ، إنّي لأرجو أن لا تفعل ، ولئنْ فعلتَ لتجمعَنّ بيننا وبين قوم عادَيناهم فيك .

***

- وقال آخر :
وإني لأدعـو الـلـهَ والأمـرُ ضيّقٌ *** عـَلـَيّ فـمـا يـنـْفـَكّ أن يـتـَفـرّجا
ورُبّ فـَتىً سُـدّتْ عليـه وجـوهُـهُ *** أصابَ له في دعوة الله مخرَجا

***

- قال إبراهيم بن أدهم لأصحابه حين عرض لهم سَبُعٌ : قولوا :
اللهم احرُسنا بعينك التي لا تنام ، واجعلنا في كَنَفِك الذي لا يُرام ، وارحمنا بقدرتك علينا ، لا نَهلك وأنت رجاؤنا .
قال خلف : فما زلت أكرّرُها مذ سمعتها ، فما عرض لي قَـَطّ لص ولا غيرُه.
- قال أعرابيّ : مَنْ أقام بارضنا فليُكثِر من الاستغفار ، فإنّ مع الاستغفار القـُطار ( السحاب العظيم القطر ) .
- وكان أعرابي يدعو : اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجِز ، ولا إلى الناس فنضيع ، اللهم اجعل خير عملي ما قاربَ أجلي .
- ومسك الختام دعوة سيّد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم :
" اللهم اجعلني لك شَكـّاراً ، لك ذكّاراً ، لك رهّاباً ، لك مطيعاً ، إليك مُخبتاً ، لك أوّاهاً منيباً ، ربّ تقبّل توبتي ، وغسل حَوبتي ، وأجب دعوتي ، وثبّتْ حُجّتي ، واهدِ قلبي ، وسدّدْ لساني .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:45 AM   #12
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوريّ رحمه الله كنز من كنوز الادب والعلم ، كثيراً ما ألجأ إلى رياضه أتجول بين بستان وحديقة ، وقطيفة وأيكة . فما يزال يُمدّني بالحكم والمواعظ والشعر والأدب والفكرة والخاطرة .
قرأت اليوم من إحدى روضات زهدياته ، فأحببت أن أنقل لكم بعض حِكمها وعظاتها :
- كان زيد الرقاشي يخاطب نفسه قائلاً : ويحك يايزيد ؛ من يصوم عنك ؟ من يصلّي عنك ؟ ومنذا يترضّى لك ربك من بعدك؟ ثم يقول : يا معشرَ مَنِ الموتُ موعدُه ، والقبر بيتُه ؛ ألا تبكون؟ ! .. فيبكي حتى تسقط أشفار عينيه .
- وكان سيّار بن جعفر يقول : أخوك مَن وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه .
- وتكلم الحسن البصري يوماً حتى أبكى مَن حوله ، فقال: عجيجٌ كعجيج النساء ، ولا عزم ، وخدعة كخدعة إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء وهم يبكون ؟ . ( والعجيج : الصياح ورفع الصوت ) .
- فقد مالك بن دينار مصحفه في مجلسه ، فنظر إليهم كلّهم يبكون ، فقال : كلّكم يبكي ! فمن سرق المصحف ؟! ... قرأت ماقاله ، فابتسمت ابتسامة الموافق تعجّبـَه ، فقد صلينا التراويح في مسجد حينا أمس الأول فلما أردت الخروج لم أجد حذائي ، وهذه ثالث مرة أو رابعها أفقده . وعدت إلى البيت حافياً .. واشتريت حذاءً يزهد الناس فيه .
- قال ابن الحواريّ : رأيت أبا سليمان الداراني يبكي ، فقلت له : ما يبكيك ؟ قال : إنما أبكي لذلك الغمّ الذي ليس فيه فرح ، وذلك الأمد الذي ليس له انقطاع .
- قال بعضهم : أتيت الشام ، فمررت بدير حَرمَلة ، وبه راهب كأن عينيه عِدلا مزاد ؛ فقلت : ما يُبكيك ؟ قال : يا مسلم ؛ أبكي على ما فرّطْتُ فيه من عمري ، وعلى يوم مضى من أجَلي لم يَحْسُن به عملي . قال : ثم مررت بعد ذلك ، فسألتُ عنه ، فقالوا : أسلمَ ، وغزا ، فقـُتـِل في بلاد الروم .
- قال ابن الحواريّ : دخلت على أبي سليمان الدارانيّ وهو يبكي ، فقلت : ما يُبكيك ؟ قال : يا أحمد ؛ إنه إذا جنّ الليل ، وهدأت العيون ، وأنِس كل خليل بخليله فرَش أهل المحبّة أقدامَهم ، وجرَتْ دموعُهم على خدودهم ، وأشرف عليهم الجليل فقال : بعيني مَنْ تلذّذ بكلامي واستراح إليّ ، فما هذا البكاء الذي أراه منكم؟ هل أخبركم أحد أن حبيباً يعذّب أحبّاءَه ؟! أم كيف أبّيِّتُ قوماً وعند البيات أجدهم وقوفاً يتملّقونني ! فبي حلفتُ أن أكشف لهم يوم القيامة عن وجهي ينظرون إليّ .
- قالت الخنساء : كنت أبكي لصخر من القتل ، فأنا أبكي له اليوم من النار.
- قال عمر بن ذدٍّ لأبيه : يا أبَتِ ؛ ما لك إذا تكلّمتَ أبكيت الناس ، وإذا تكلّم غيرُك لم يُبكِهم ؟ فقال : يا بنيّ ؛ ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة .
- قال الفضيل لأحد تلامذته وقد أخذ بيده : يا ولدي ؛ كذب مَن الدّعى محبتي وإذا جنّ ليلُه نام عنّي ، أليس كل حبيب يحبّ خَلوةَ حبيبه ؟! ها أنَذا مطّلع على أحبائي ، إذا جنّ الليل جعلتُ أبصارهم في قلوبهم ، مثّلت نفسي بين أعينهم ، فخاطبوني على المشاهدة ، وكلّموني على الحضور .
- وفي بعض ما أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه : هبْ لي مِن قلبك الخشوعَ ، ومن بدنك الخضوعَ ، ومن عينك الدموعَ ، وادْعُني ، فإنّي قريب .
- وكان عمر رضي الله عنه يقول : استغزِروا العيونَ بالتذكّر .
- ومسك الختام قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29-05-2017 , 12:45 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوريّ رحمه الله كنز من كنوز الادب والعلم ، كثيراً ما ألجأ إلى رياضه أتجول بين بستان وحديقة ، وقطيفة وأيكة . فما يزال يُمدّني بالحكم والمواعظ والشعر والأدب والفكرة والخاطرة .
قرأت اليوم من إحدى روضات زهدياته ، فأحببت أن أنقل لكم بعض حِكمها وعظاتها :
- كان زيد الرقاشي يخاطب نفسه قائلاً : ويحك يايزيد ؛ من يصوم عنك ؟ من يصلّي عنك ؟ ومنذا يترضّى لك ربك من بعدك؟ ثم يقول : يا معشرَ مَنِ الموتُ موعدُه ، والقبر بيتُه ؛ ألا تبكون؟ ! .. فيبكي حتى تسقط أشفار عينيه .
- وكان سيّار بن جعفر يقول : أخوك مَن وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه .
- وتكلم الحسن البصري يوماً حتى أبكى مَن حوله ، فقال: عجيجٌ كعجيج النساء ، ولا عزم ، وخدعة كخدعة إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء وهم يبكون ؟ . ( والعجيج : الصياح ورفع الصوت ) .
- فقد مالك بن دينار مصحفه في مجلسه ، فنظر إليهم كلّهم يبكون ، فقال : كلّكم يبكي ! فمن سرق المصحف ؟! ... قرأت ماقاله ، فابتسمت ابتسامة الموافق تعجّبـَه ، فقد صلينا التراويح في مسجد حينا أمس الأول فلما أردت الخروج لم أجد حذائي ، وهذه ثالث مرة أو رابعها أفقده . وعدت إلى البيت حافياً .. واشتريت حذاءً يزهد الناس فيه .
- قال ابن الحواريّ : رأيت أبا سليمان الداراني يبكي ، فقلت له : ما يبكيك ؟ قال : إنما أبكي لذلك الغمّ الذي ليس فيه فرح ، وذلك الأمد الذي ليس له انقطاع .
- قال بعضهم : أتيت الشام ، فمررت بدير حَرمَلة ، وبه راهب كأن عينيه عِدلا مزاد ؛ فقلت : ما يُبكيك ؟ قال : يا مسلم ؛ أبكي على ما فرّطْتُ فيه من عمري ، وعلى يوم مضى من أجَلي لم يَحْسُن به عملي . قال : ثم مررت بعد ذلك ، فسألتُ عنه ، فقالوا : أسلمَ ، وغزا ، فقـُتـِل في بلاد الروم .
- قال ابن الحواريّ : دخلت على أبي سليمان الدارانيّ وهو يبكي ، فقلت : ما يُبكيك ؟ قال : يا أحمد ؛ إنه إذا جنّ الليل ، وهدأت العيون ، وأنِس كل خليل بخليله فرَش أهل المحبّة أقدامَهم ، وجرَتْ دموعُهم على خدودهم ، وأشرف عليهم الجليل فقال : بعيني مَنْ تلذّذ بكلامي واستراح إليّ ، فما هذا البكاء الذي أراه منكم؟ هل أخبركم أحد أن حبيباً يعذّب أحبّاءَه ؟! أم كيف أبّيِّتُ قوماً وعند البيات أجدهم وقوفاً يتملّقونني ! فبي حلفتُ أن أكشف لهم يوم القيامة عن وجهي ينظرون إليّ .
- قالت الخنساء : كنت أبكي لصخر من القتل ، فأنا أبكي له اليوم من النار.
- قال عمر بن ذدٍّ لأبيه : يا أبَتِ ؛ ما لك إذا تكلّمتَ أبكيت الناس ، وإذا تكلّم غيرُك لم يُبكِهم ؟ فقال : يا بنيّ ؛ ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة .
- قال الفضيل لأحد تلامذته وقد أخذ بيده : يا ولدي ؛ كذب مَن الدّعى محبتي وإذا جنّ ليلُه نام عنّي ، أليس كل حبيب يحبّ خَلوةَ حبيبه ؟! ها أنَذا مطّلع على أحبائي ، إذا جنّ الليل جعلتُ أبصارهم في قلوبهم ، مثّلت نفسي بين أعينهم ، فخاطبوني على المشاهدة ، وكلّموني على الحضور .
- وفي بعض ما أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه : هبْ لي مِن قلبك الخشوعَ ، ومن بدنك الخضوعَ ، ومن عينك الدموعَ ، وادْعُني ، فإنّي قريب .
- وكان عمر رضي الله عنه يقول : استغزِروا العيونَ بالتذكّر .
- ومسك الختام قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:46 AM   #13
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قرأ الإمام اليوم في صلاة فجر الثاني والعشرين من رمضان عام 1429 للهجرة قوله تعالى في سورة الشورى الآية الخامسة والأربعين " ... وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ " : فقلت إنه والله لأمر جلل أن يبيع الإنسان نفسه للهوى والشيطان رخيصة ، فيخلد في النار ، ويخسر كل شيء ، وأول ما يخسر نفسه .
قد يخسر الإنسان ماله ، فيعوّضه . وقد يخسر عقاراته ، فيسعى للحصول على غيرها ، وقد يخسر خيوله وأنعامه فيجدّ ويجتهد لتعويض خسارته . كل شيء يمكن أن يُعَوّض ، لكنّ خسارة النفس ، وتضييعها لا يُعوّض أبداً . وهنا الألم القاتل والحسرة الدائمة .. ولات حين مندم .
يطلع المؤمنون - وهم في جنة الله ورضوانه ونعيمه ، وعسانا أن نكون من الوارثين لهذا الفردوس المقيم بفضل الله ورحمته – يطّلعون على الكفار في عذاب النار وألمه الذي لا يُطاق فماذا يقولون :
إن من يدخل النار إما أن يكون أهله معه فيها ، فلا انتفاع بهم .
وإما أن يكونوا في الجنة ، فقد حيل بينه وبينهم ، ونالهم غيره .
أما من يدخل الجنة فإما أن يكون أهله معه ، فيسعد بهم ويزداد سروره بوجودهم معه .
وإما أن يكون أهله في النار فيبدله الله تعالى في الجنة أهلاً خيراً منهم من
الحور العين .
وَفِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إلا لَهُ منزلان ، مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّة وَمَنْزِلٌ فِي النَّار فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار وَرِثَ أَهلُ الْجَنَّة مَنْزِله ، فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ " )[ الْمُؤْمِنُونَ : 10 ].
وعلى هذا يُضاعف ملكُه في الجنّة فوق حقه هبة وإرثاً بفضل الله تعالى ، يرث ما كان للرجل الكافر لو كان مؤمناً . وَفِي مُسْنَد الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلهُ اللَّه الْجَنَّة إلا زَوَّجَهُ اثنتين وَسَبْعِينَ زَوْجَة مِنْ الحُور الْعِين وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ، .. ) .
قَالَ هِشَام بْن خَالِد : ( مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ) يَعْنِي رجالاً أُدْخِلُوا النَّار فَوَرِثَ أَهْل الْجَنَّة نِسَاءَهُمْ كَمَا وَرِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم اِمْرَأَة فِرعَون .
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية : إن الخَسَارالأكبر لمن ذُهَبَ بِهِمْ إِلَى النَّار فَعَدِمُوا لذتهم فِي دَار الأبد وَخَسِرُوا أَنفُسهم ، وَفَـُرَّقَ بَينهم وَبَيْن أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم ، فَخَسِرُوهُمْ " ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَاب مُقِيم " دَائِم سرمديّ أبديّ لا خُرُوج لهم منها ، ولا مَحِيد لهم عنها .
ولا يقول المؤمنون هذا القول : إلا حين يعاينون لذة الجنة ونعيمها ، يقولون ذلك ويحمدون الله تعالى أن هداهم للإيمان وأكرمهم بالإسلام ، ورزقهم الخلود الأبدي في نعيم لا ينقطع وسعادة لا تزول ، وخير يتجدد .


إن كنت إلى خير تسعى *** وافاك الخير ونجّاك
وإلى الفردوس مع النّا *** جين بكل هناء وافـاكَ
يا فرحة قلبك حين ترى *** أحبابَك جـذلى إذْ ذاكَ
والله تعـالـى بالإكـرا *** م وحور الجنّة أرضاك
بل تشـكر ربّك تحمده *** إذ جعـل الجنّـة مأواكَ
وحمـاك بمنّتـه نــاراً *** بلظاها تشوي الأفـّاك
وأعاذك منها ، وحباكَ *** فضلاً ونعيماً يغشـاكَ
وغِراس الجنّة تسبيحٌ *** تهليلٌ ، فالزم ذكـراكَ
واعمل للجنّة في دَأَبٍ *** كي يحلُـوَ فيها مثواكَ
عثمان
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29-05-2017 , 12:46 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قرأ الإمام اليوم في صلاة فجر الثاني والعشرين من رمضان عام 1429 للهجرة قوله تعالى في سورة الشورى الآية الخامسة والأربعين " ... وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ " : فقلت إنه والله لأمر جلل أن يبيع الإنسان نفسه للهوى والشيطان رخيصة ، فيخلد في النار ، ويخسر كل شيء ، وأول ما يخسر نفسه .
قد يخسر الإنسان ماله ، فيعوّضه . وقد يخسر عقاراته ، فيسعى للحصول على غيرها ، وقد يخسر خيوله وأنعامه فيجدّ ويجتهد لتعويض خسارته . كل شيء يمكن أن يُعَوّض ، لكنّ خسارة النفس ، وتضييعها لا يُعوّض أبداً . وهنا الألم القاتل والحسرة الدائمة .. ولات حين مندم .
يطلع المؤمنون - وهم في جنة الله ورضوانه ونعيمه ، وعسانا أن نكون من الوارثين لهذا الفردوس المقيم بفضل الله ورحمته – يطّلعون على الكفار في عذاب النار وألمه الذي لا يُطاق فماذا يقولون :
إن من يدخل النار إما أن يكون أهله معه فيها ، فلا انتفاع بهم .
وإما أن يكونوا في الجنة ، فقد حيل بينه وبينهم ، ونالهم غيره .
أما من يدخل الجنة فإما أن يكون أهله معه ، فيسعد بهم ويزداد سروره بوجودهم معه .
وإما أن يكون أهله في النار فيبدله الله تعالى في الجنة أهلاً خيراً منهم من
الحور العين .
وَفِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إلا لَهُ منزلان ، مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّة وَمَنْزِلٌ فِي النَّار فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار وَرِثَ أَهلُ الْجَنَّة مَنْزِله ، فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ " )[ الْمُؤْمِنُونَ : 10 ].
وعلى هذا يُضاعف ملكُه في الجنّة فوق حقه هبة وإرثاً بفضل الله تعالى ، يرث ما كان للرجل الكافر لو كان مؤمناً . وَفِي مُسْنَد الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلهُ اللَّه الْجَنَّة إلا زَوَّجَهُ اثنتين وَسَبْعِينَ زَوْجَة مِنْ الحُور الْعِين وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ، .. ) .
قَالَ هِشَام بْن خَالِد : ( مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار ) يَعْنِي رجالاً أُدْخِلُوا النَّار فَوَرِثَ أَهْل الْجَنَّة نِسَاءَهُمْ كَمَا وَرِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم اِمْرَأَة فِرعَون .
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية : إن الخَسَارالأكبر لمن ذُهَبَ بِهِمْ إِلَى النَّار فَعَدِمُوا لذتهم فِي دَار الأبد وَخَسِرُوا أَنفُسهم ، وَفَـُرَّقَ بَينهم وَبَيْن أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم ، فَخَسِرُوهُمْ " ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَاب مُقِيم " دَائِم سرمديّ أبديّ لا خُرُوج لهم منها ، ولا مَحِيد لهم عنها .
ولا يقول المؤمنون هذا القول : إلا حين يعاينون لذة الجنة ونعيمها ، يقولون ذلك ويحمدون الله تعالى أن هداهم للإيمان وأكرمهم بالإسلام ، ورزقهم الخلود الأبدي في نعيم لا ينقطع وسعادة لا تزول ، وخير يتجدد .


إن كنت إلى خير تسعى *** وافاك الخير ونجّاك
وإلى الفردوس مع النّا *** جين بكل هناء وافـاكَ
يا فرحة قلبك حين ترى *** أحبابَك جـذلى إذْ ذاكَ
والله تعـالـى بالإكـرا *** م وحور الجنّة أرضاك
بل تشـكر ربّك تحمده *** إذ جعـل الجنّـة مأواكَ
وحمـاك بمنّتـه نــاراً *** بلظاها تشوي الأفـّاك
وأعاذك منها ، وحباكَ *** فضلاً ونعيماً يغشـاكَ
وغِراس الجنّة تسبيحٌ *** تهليلٌ ، فالزم ذكـراكَ
واعمل للجنّة في دَأَبٍ *** كي يحلُـوَ فيها مثواكَ
عثمان
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:55 AM   #14
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قال ابن قتيبة الدينوري رحمه الله :
1- سمعت بعض العُبّاد يقول : علامة التوبة الخروجُ من الجهل ، والندمُ على الذنب ، والتجافي عن الشهوة ، واعتقادُ مقْتِ نفسك المُسَوّلة ، وإخراجُ المَظلمةِ ، وإصلاحُ الكَسرةِ ، وتركُ الكذبِ ، وقطْعُ الغِيبة ، والانتهاءُ عنْ خِدنِ السوء .
2- لقي زاهدٌ زاهداً ، فقال له : يا أخي ؛ أحبك في الله . قال الآخَر : لو علمتَ ما في نفسي لأبغضتَني في الله . قال له الأوّل : لو علمتُ من نفسي ما تعلم من نفسك لكان لي من نفسي شُغـُلٌ عن بغضك .
3- قال بَهْزُ بن حكيم : صلى بنا زرارةُ بن أوفى الغداةَ فلما قرأ " فإذا نُقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير " خرّ مَغشيّاً عليه فحملناه ميْتاً .
4- كان عمر بن عبد العزيز يقول : الصلاةُ تُبَلغك نصفَ الطريق ، والصومُ يبلغك بابَ الملك ، والصدقة تُدخلك عليه .
5- أراد قوم السفر ، فحادوا عن الطريق ، وانتَهَوا إلى راهب منفرد في ناحية ، فنادَوه ، فأشرف عليهم . فقالوا : إنا قد ضللنا ، فكيف الطريق ؟ قال لهم : ها هنا ، وأومأ إلى السماء . فعلموا الذي أرادَ . فقالوا : إنا سائلوك ، أفتجيبُنا ؟ قال : سلوا ، ولا تُكثروا ، فإن النهار لن يرجع ، والعمُرَ لن يعودَ ، والطالبَ حثيثٌ في طلبه ذو اجتهاد . قالوا : ما الخلقُ غداً عند مليكهم ؟ قال : على نيّاتهم . قالوا : فإلامَ الموئلُ؟ قال : إلى المُقـَدِّم . قالوا : أوْصنا .قال : تزوّدوا على قدْر سفركم ، فإن خير الزاد ما بلّغ المحلّ . ثم أرشدهم إلى الطريق وغاب في صومعته .
6- قال أحدُهم : قلت لعابد : عِظني عِظَة نافعة . قال : جميع المواعظ منتظمة في حرف واحد . قلت : ما هو ؟ قال : تُجمع على طاعته ، فإذا أنت قد حوَيتَ المواعظَ والأذكار .
7- قال الأصمعيّ : قيل لأعرابي معه ماشية : لمن هذه ؟ قال : لله عندي ...
8- وكان ابن السمّاك يقول : لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم . أما تستَحيون من الله من طول ما لاتستَحيون؟!
9- وقال بكر بن عبد الله : اجتهدوا في العمل ؛ فإن قصّر بكم ضعفٌ فكُفّوا عن المعاصي .
10- قال منصور بن عمّار : ما أرى إساءة تكبر عن عفو الله فلا تيئس، وربما أخذ الله على الصغير منها فلا تأمن.
11- أتَتْ عائشةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بصَحفة فيها خبزُ شعير وقِطعةٌ من الكَرِش ، فقالت : يا رسول الله ذبحنا اليوم شاة ، فما أمسكنا منها إلا هذا . قال " بل كلها أمسكتم إلا هذا " .
12- قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم : ما بالُنا نكرهُ الموت؟ قال : لأنكم عَمَرْتمُ الدنيا ، وأخربتم الآخرة . فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب . وحين أخبره بوعيد الله للمذنبين قال له سليمان : فأين رحمة الله ؟ قال أبو حازم : قريب من المحسنين .
13- قيل لرجل جاء من حَلْبة سباق : من سبق يا عمّ ؟ قال : " المقرّبون " ، وقيل لشيخ رأى ظلماً : أين ربك ؟ قال : " بالمرصاد " .
14- قيل : إن المسيح عليه السلام خرج من بيت عاص ، فقيل له ما تفعل عنده يا روح الله ؟! قال: " إنما يأتي الطبيبُ المرضى " . ومرّ بقوم شتموه ، فقال خيراً . فقال له حواريّوه : كلما زادوك شراً زدتَ خيراً؟! قال : " كل إناء بما فيه ينضح " .
15- قيل لأحد الحكماء : مَنْ شرّ الناس؟ قال : من لا يُبالي أن يراه الناسُ مسيئاً .
16- وقال علي رضي الله عنه : عَجِبتُ لمن لمن يهلك والنجاة معه . قالوا : وماهي يا أبا الحسن ؟ قال : الاستغفار .
17- كان فتىً يجالس سفيان الثوريّ ولا يتكلم . وكان سفيان يحب أن يسمع منه ليرى أين هو من رجاحة العقل . فمرّ به يوماً فقال : يا فتى ؛ إنّ مَن كان قبلنا مرّوا على خيل ، وبقينا على حمير دَبِرة ؛ فقال الفتى : يا أبا عبد الله ؛ إنْ كنا على الطريق فما أسرع لحوقَنا بالقوم .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29-05-2017 , 12:55 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قال ابن قتيبة الدينوري رحمه الله :
1- سمعت بعض العُبّاد يقول : علامة التوبة الخروجُ من الجهل ، والندمُ على الذنب ، والتجافي عن الشهوة ، واعتقادُ مقْتِ نفسك المُسَوّلة ، وإخراجُ المَظلمةِ ، وإصلاحُ الكَسرةِ ، وتركُ الكذبِ ، وقطْعُ الغِيبة ، والانتهاءُ عنْ خِدنِ السوء .
2- لقي زاهدٌ زاهداً ، فقال له : يا أخي ؛ أحبك في الله . قال الآخَر : لو علمتَ ما في نفسي لأبغضتَني في الله . قال له الأوّل : لو علمتُ من نفسي ما تعلم من نفسك لكان لي من نفسي شُغـُلٌ عن بغضك .
3- قال بَهْزُ بن حكيم : صلى بنا زرارةُ بن أوفى الغداةَ فلما قرأ " فإذا نُقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير " خرّ مَغشيّاً عليه فحملناه ميْتاً .
4- كان عمر بن عبد العزيز يقول : الصلاةُ تُبَلغك نصفَ الطريق ، والصومُ يبلغك بابَ الملك ، والصدقة تُدخلك عليه .
5- أراد قوم السفر ، فحادوا عن الطريق ، وانتَهَوا إلى راهب منفرد في ناحية ، فنادَوه ، فأشرف عليهم . فقالوا : إنا قد ضللنا ، فكيف الطريق ؟ قال لهم : ها هنا ، وأومأ إلى السماء . فعلموا الذي أرادَ . فقالوا : إنا سائلوك ، أفتجيبُنا ؟ قال : سلوا ، ولا تُكثروا ، فإن النهار لن يرجع ، والعمُرَ لن يعودَ ، والطالبَ حثيثٌ في طلبه ذو اجتهاد . قالوا : ما الخلقُ غداً عند مليكهم ؟ قال : على نيّاتهم . قالوا : فإلامَ الموئلُ؟ قال : إلى المُقـَدِّم . قالوا : أوْصنا .قال : تزوّدوا على قدْر سفركم ، فإن خير الزاد ما بلّغ المحلّ . ثم أرشدهم إلى الطريق وغاب في صومعته .
6- قال أحدُهم : قلت لعابد : عِظني عِظَة نافعة . قال : جميع المواعظ منتظمة في حرف واحد . قلت : ما هو ؟ قال : تُجمع على طاعته ، فإذا أنت قد حوَيتَ المواعظَ والأذكار .
7- قال الأصمعيّ : قيل لأعرابي معه ماشية : لمن هذه ؟ قال : لله عندي ...
8- وكان ابن السمّاك يقول : لقد أمهلكم حتى كأنه أهملكم . أما تستَحيون من الله من طول ما لاتستَحيون؟!
9- وقال بكر بن عبد الله : اجتهدوا في العمل ؛ فإن قصّر بكم ضعفٌ فكُفّوا عن المعاصي .
10- قال منصور بن عمّار : ما أرى إساءة تكبر عن عفو الله فلا تيئس، وربما أخذ الله على الصغير منها فلا تأمن.
11- أتَتْ عائشةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بصَحفة فيها خبزُ شعير وقِطعةٌ من الكَرِش ، فقالت : يا رسول الله ذبحنا اليوم شاة ، فما أمسكنا منها إلا هذا . قال " بل كلها أمسكتم إلا هذا " .
12- قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم : ما بالُنا نكرهُ الموت؟ قال : لأنكم عَمَرْتمُ الدنيا ، وأخربتم الآخرة . فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب . وحين أخبره بوعيد الله للمذنبين قال له سليمان : فأين رحمة الله ؟ قال أبو حازم : قريب من المحسنين .
13- قيل لرجل جاء من حَلْبة سباق : من سبق يا عمّ ؟ قال : " المقرّبون " ، وقيل لشيخ رأى ظلماً : أين ربك ؟ قال : " بالمرصاد " .
14- قيل : إن المسيح عليه السلام خرج من بيت عاص ، فقيل له ما تفعل عنده يا روح الله ؟! قال: " إنما يأتي الطبيبُ المرضى " . ومرّ بقوم شتموه ، فقال خيراً . فقال له حواريّوه : كلما زادوك شراً زدتَ خيراً؟! قال : " كل إناء بما فيه ينضح " .
15- قيل لأحد الحكماء : مَنْ شرّ الناس؟ قال : من لا يُبالي أن يراه الناسُ مسيئاً .
16- وقال علي رضي الله عنه : عَجِبتُ لمن لمن يهلك والنجاة معه . قالوا : وماهي يا أبا الحسن ؟ قال : الاستغفار .
17- كان فتىً يجالس سفيان الثوريّ ولا يتكلم . وكان سفيان يحب أن يسمع منه ليرى أين هو من رجاحة العقل . فمرّ به يوماً فقال : يا فتى ؛ إنّ مَن كان قبلنا مرّوا على خيل ، وبقينا على حمير دَبِرة ؛ فقال الفتى : يا أبا عبد الله ؛ إنْ كنا على الطريق فما أسرع لحوقَنا بالقوم .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:56 AM   #15
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

هذا الضيف العزيز الذي يزورنا كل سنة شهراً يعطينا ولا يأخذ منا . لا يكلفنا ما لا نستطيع إنما يخفف عنا كثيراً من العناء ، ويساعدنا على التخلي عما يضر ولا ينفع . يعيننا مادياً ومعنوياً ونفسياً وفكرياً ... أما كيف ؟ فهاك ما رأيته وأراه .
يأكل أحدنا ما يريد في الوقت الذي يشاء . وفي الوقت الذي يشاؤه غيره في كثير من الأحيان . فقد تلتقي بعضهم فيدعوك بإلحاح إلى غداء أو إفطار ما كنت تحسب له حساباً ، إنك تخرج من البيت أو تتغدى في مطعم وتنطلق إلى عملك فتلتقي صديقاً أو عميلاً يريد أن يتقرب إليك و يكرمك ، وتخبره أن معدتك ممتلئة أو إنك لا ترغب فعلاً بإدخال شيء إليها لعدم شعورك بالجوع أو الرغبة في الطعام ، فلا يراعي الأمر ، ويصر على ذلك ، ولعله يعتبر عدم إجابة دعوته نوعاً من التهرب أو الإهانة !! فإذا أصررت على موقفك فقد تخسر موقفاً أو عميلاً ، وإن جاريته مُكرهاً خسرت صحتك ، نعم خسرت صحتك فالمعدة بيت الداء والحمية أصل كل دواء .
في رمضان تتخلص من كل هذه المواقف الحرجة . ومن أضغوط بعضهم وعدم تفهّمهم الأمور صحيحة .
بل إنك في الإفطار تتناول ثلاث تمرات وتشرب كأساً من الماء ، وتنطلق لصلاة المغرب ، فتؤديها مرتاحاً ثم تعود لتأكل مع أسرتك أو أهلك وأحبابك .. والمسلم الحق يخفف الأكل نوعاً وكمية ، فيرتاح جسمه ويتخلص من الفضلات المقيمة في جسمه ، فيعاوده النشاط وتتحسن صحته ، هذا على فرض فهمنا لمعاني الصيام والعمل به .. أما ما يجري على الطبيعة فمخالف – مع الأسف – لحكمة الصيام ومسنونيته ، إذ ترى الصائمين ! يتموّنون في هذا الشهر ما لم يكونوا يفعلونه في الأشهر الأخرى ، فترتفع فاتورة الشراء وتكثر أنواع الأطعمة على مائدة الإفطار، وكأن القوم عائدون من بلاد الجوع ، أو من إرهاق شديد بعد رياضة مضنية أو عمل شاق .
يُحكى أن مدخّناً يستهلك في اليوم علبة دخان واحدة قرر أن يمتنع عن اليدخين يوماً واحداً ليبرهن لنفسه أنه قادر على لجمها ، فعل ذلك بحق، لكنه كافأ نفسه في اليوم التالي فدخّن علبتين ! وهذا حالنا معشر الصائمين إلا من رحم ربنا ، فإنك ترى أنواع العصائر وتنوّع الأطعمة على الخوان تنتظر مدفع الإفطار حتى يصير ما عليه في خبر كان ، ثم ينطلق الجميع إلى صلاة التراويح شبه نائمين بسبب بخار الطعام المرتفع إلى الرأس ، فإذا ما أدوا صلاة التراويح ( التساريع ) ومرّت ساعتان على وقت الإفطار عاد الناس يتناولون الحـَلـْوَيات وغيرها مما لذ وطاب فإذا المخزون من الطعام في أجسامنا شهر رمضان فاق نظيره في بقية الشهور وتبدّل شهر الصيام إلى شهر المأكولات . ولا ننسَ ما يتناوله الناس في ليالي السمرمن أنواع الحلوى أمثال القطايف ، وغزل البنات ، والكُنافة بأنواعها ، والشُّعيبيات ، وقد تُسمى ( الوَربات ) .... وهي قائمة طويلة ...
والمطلوب في رمضان نوع من الغذاء نحتاجه كثيراً لأنه شهر البركات وشهر العفو والمغفرة ، إنه غذاء الروح والقلب والعقل . وهل أطيب من ذكر الله تعالى وتسبيحه والثناء عليه جل في علاه ؟. وهل ألذ من ركيعات في جوف الليل تغسل أدران الحياة وتجلو القلوب وتُرضي رب العباد سبحانه ؟
وهل أفضل من إصلاح ذات البين ، فنعتذر ممن أسأنا إليه ونستسمحه ، وندعو له ويدعو لنا فإذا كانت ليلة القدر شملنا الله تعالى بالعتق من النار ، وغفر ذنوبنا وستر عيوبنا وقرّبنا إليه سبحانه ؟
لهذا كان أسلافنا ينتظرون هذا الشهر الكريم بفارغ الصبر ويقولون " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلّغنا رمضان" .
ونحن نلهج إلى الله تعالى راغبين أن يجمع قلوبنا ويلم شملنا ، ويجعلنا قوة واحدة ويداً واحدة ترفع مقامنا بين الأمم وأن ينصرنا على أعدائنا ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29-05-2017 , 12:56 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

هذا الضيف العزيز الذي يزورنا كل سنة شهراً يعطينا ولا يأخذ منا . لا يكلفنا ما لا نستطيع إنما يخفف عنا كثيراً من العناء ، ويساعدنا على التخلي عما يضر ولا ينفع . يعيننا مادياً ومعنوياً ونفسياً وفكرياً ... أما كيف ؟ فهاك ما رأيته وأراه .
يأكل أحدنا ما يريد في الوقت الذي يشاء . وفي الوقت الذي يشاؤه غيره في كثير من الأحيان . فقد تلتقي بعضهم فيدعوك بإلحاح إلى غداء أو إفطار ما كنت تحسب له حساباً ، إنك تخرج من البيت أو تتغدى في مطعم وتنطلق إلى عملك فتلتقي صديقاً أو عميلاً يريد أن يتقرب إليك و يكرمك ، وتخبره أن معدتك ممتلئة أو إنك لا ترغب فعلاً بإدخال شيء إليها لعدم شعورك بالجوع أو الرغبة في الطعام ، فلا يراعي الأمر ، ويصر على ذلك ، ولعله يعتبر عدم إجابة دعوته نوعاً من التهرب أو الإهانة !! فإذا أصررت على موقفك فقد تخسر موقفاً أو عميلاً ، وإن جاريته مُكرهاً خسرت صحتك ، نعم خسرت صحتك فالمعدة بيت الداء والحمية أصل كل دواء .
في رمضان تتخلص من كل هذه المواقف الحرجة . ومن أضغوط بعضهم وعدم تفهّمهم الأمور صحيحة .
بل إنك في الإفطار تتناول ثلاث تمرات وتشرب كأساً من الماء ، وتنطلق لصلاة المغرب ، فتؤديها مرتاحاً ثم تعود لتأكل مع أسرتك أو أهلك وأحبابك .. والمسلم الحق يخفف الأكل نوعاً وكمية ، فيرتاح جسمه ويتخلص من الفضلات المقيمة في جسمه ، فيعاوده النشاط وتتحسن صحته ، هذا على فرض فهمنا لمعاني الصيام والعمل به .. أما ما يجري على الطبيعة فمخالف – مع الأسف – لحكمة الصيام ومسنونيته ، إذ ترى الصائمين ! يتموّنون في هذا الشهر ما لم يكونوا يفعلونه في الأشهر الأخرى ، فترتفع فاتورة الشراء وتكثر أنواع الأطعمة على مائدة الإفطار، وكأن القوم عائدون من بلاد الجوع ، أو من إرهاق شديد بعد رياضة مضنية أو عمل شاق .
يُحكى أن مدخّناً يستهلك في اليوم علبة دخان واحدة قرر أن يمتنع عن اليدخين يوماً واحداً ليبرهن لنفسه أنه قادر على لجمها ، فعل ذلك بحق، لكنه كافأ نفسه في اليوم التالي فدخّن علبتين ! وهذا حالنا معشر الصائمين إلا من رحم ربنا ، فإنك ترى أنواع العصائر وتنوّع الأطعمة على الخوان تنتظر مدفع الإفطار حتى يصير ما عليه في خبر كان ، ثم ينطلق الجميع إلى صلاة التراويح شبه نائمين بسبب بخار الطعام المرتفع إلى الرأس ، فإذا ما أدوا صلاة التراويح ( التساريع ) ومرّت ساعتان على وقت الإفطار عاد الناس يتناولون الحـَلـْوَيات وغيرها مما لذ وطاب فإذا المخزون من الطعام في أجسامنا شهر رمضان فاق نظيره في بقية الشهور وتبدّل شهر الصيام إلى شهر المأكولات . ولا ننسَ ما يتناوله الناس في ليالي السمرمن أنواع الحلوى أمثال القطايف ، وغزل البنات ، والكُنافة بأنواعها ، والشُّعيبيات ، وقد تُسمى ( الوَربات ) .... وهي قائمة طويلة ...
والمطلوب في رمضان نوع من الغذاء نحتاجه كثيراً لأنه شهر البركات وشهر العفو والمغفرة ، إنه غذاء الروح والقلب والعقل . وهل أطيب من ذكر الله تعالى وتسبيحه والثناء عليه جل في علاه ؟. وهل ألذ من ركيعات في جوف الليل تغسل أدران الحياة وتجلو القلوب وتُرضي رب العباد سبحانه ؟
وهل أفضل من إصلاح ذات البين ، فنعتذر ممن أسأنا إليه ونستسمحه ، وندعو له ويدعو لنا فإذا كانت ليلة القدر شملنا الله تعالى بالعتق من النار ، وغفر ذنوبنا وستر عيوبنا وقرّبنا إليه سبحانه ؟
لهذا كان أسلافنا ينتظرون هذا الشهر الكريم بفارغ الصبر ويقولون " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان ، وبلّغنا رمضان" .
ونحن نلهج إلى الله تعالى راغبين أن يجمع قلوبنا ويلم شملنا ، ويجعلنا قوة واحدة ويداً واحدة ترفع مقامنا بين الأمم وأن ينصرنا على أعدائنا ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 12:57 AM   #16
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قرأت بعض أخبار السلف الصالح ، فلم أستطع المقارنة بيننا وبينهم ، فأين الثرى من الثريّا ، وأين وهاد الأرض من القمم السامقة؟! وأين الوشل من النهر الواسع العذب . فشتان ما بين الرياض الزاهرة والأرض المعشبة ، وما بين ضوء القمر وذبالة السراج .
قلت :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكـرام فلاح
ألم يقل الشافعي وهو من القمم الذاهبة في سماء أمتنا ومن الشموس المضيئة في عالمنا الإسلامي والنجوم الزاهرة في حياة المسلمين :
أحب الصالحين ولستُ منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة ؟؟
فإن قال هذا وهو مَن هو من السادة العلماء والرجال النجباء ، فأولى بنا أن نعرف شيئاً عنهم لعلنا نتخذ منهم القدوة الحسنة ، ونحبهم ونعمل بعض عملهم ، فينطبق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يحشر المرء مع من أحب "
ولم أنقل لك سوى عباداتهم أما جهادهم فله - إن شاء الله تعالى - خاطرة أخرى .
- قال الوليد بن مسلم : رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه ، يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ويخبرنا عن السلف : أن ذلك كان هديهم ، فإذا طلعت الشمس ، قام بعضهم إلى بعض ، فأفاضوا في ذكر الله ، والتفقه في دينه .
- روى حماد بن زيد عن أيوب قال : قيل لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة ، فإن قضى الله موتا ، دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا .
- من التوازن عن السلف رحمهم الله أنهم يضاحك بعضهم بعضاً ، فإذا جاء الليل كانوا رهبانا .
- وقال ابن المبارك : قيل لوهيب : أيجد طعم العبادة من يعصي ؟ قال : ولا من يهم بالمعصية.
- وقال الحارث بن قيس العابد الفقيه التابعي : إذا كنت في الصلاة ، فقال لك الشيطان : إنك ترائي ، فزدها طولا.
- عن نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } بكى حتى يغلبه البكاء . وكان لابن عمر مهراس فيه ماء , فيصلي فيه ماقدر له , ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر , ثم يقوم , فيتوضأ ويصلي , يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمساً .

- أما عامر بن قيس الزاهد فقد كان من عباد التابعين ، يشغل نفسه بإقراء الناس ، كان يقول : من أُقرئ ؟ فيأتيه ناس ، فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر ، ثم يصلي إلى العصر ، ثم يقرئ الناس إلى المغرب ، ثم يصلي مابين العشائين ، ثم ينصرف إلى منزله ، فيأكل رغيفا ، وينام نومة خفيفة ، ثم يقوم لصلاته ، ثم يتسحر رغيفا ويخرج ، ولما احتضر بكى ، فقيل مايبكيك ؟ قال : ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل .
- أما العابد التابعي هرم بن حيان العبدي ، فقد قاد بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ، قال ابن سعد : كان عاملا لعمر ، وكان ثقة ، له فضل وعبادة .وكان يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته : عجبت من الجنة كيف نام طالبها ؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها ؟ ثم يقول : { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}
وكان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه ودهم .
- أما الإمام أبو عمرو الأسود بن يزيد النخعي فكان من رؤوس العلم والعمل .ويضرب بعبادته المثل .سئل الشعبي عنه فقال : كان صواماً قواماً حجاجاً . وكان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال .
قال عنه علقمة بن مرثد: كان الأسود يجتهد في العبادة ، ويصوم حتى يخضر ويصفر ، فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ فقال : مالي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت ، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه ، فلا يزال مستحييا منه .
- أما مُرّة الطيب الهمداني الكوفيّ ، ويقال له : مرة الخير لعبادته وخيره وعلمه ، فتابعيّ روى عن أبي بكر وعمر وابن مسعود رضي الله عنهم .
يصفه يحيى بن معين فيقول : بلغنا عنه أنه سجد لله حتى أكل التراب جبهته .وقال عطاء بن السائب : رأيت مصلى مُرّة الهمداني مثل مبرك البعير . كان همه العبادة وقراءة القرآن والبحث عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- أما أبو بحر الأحنف بن قيس التميمي ، أحد السادة الأمراء والحلماء ، ومن يُضرب بحلمه المثل ، فإنه كان يكثر الصيام ، فقيل له : إنك كبير ، والصوم يضعفك . قال إني أعده لسفر طويل . وعُرف عنه محاسبة النفس ، فقد كان يقول : ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا ؟. وذهبت عينه فقال : ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .
- أما شبيه الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته فعمرو بن الأسود العنسي الحمصي ، أدرك الجاهلية والأسلام ، كان من سادة التابعين دينا وورعا .
حج ابن الأسود ، فلما انتهى إلى المدينة ، نظر إليه ابن عمر وهو يصلي فسأل عنه ، فقيل : شامي يقال له : عمرو بن الأسود ، فقال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل .
ثم بعث إليه ابن عمر بقرىً وعلف ونفقة ، فقبل ذلك ورد النفقة .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #16  
قديم 29-05-2017 , 12:57 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

قرأت بعض أخبار السلف الصالح ، فلم أستطع المقارنة بيننا وبينهم ، فأين الثرى من الثريّا ، وأين وهاد الأرض من القمم السامقة؟! وأين الوشل من النهر الواسع العذب . فشتان ما بين الرياض الزاهرة والأرض المعشبة ، وما بين ضوء القمر وذبالة السراج .
قلت :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكـرام فلاح
ألم يقل الشافعي وهو من القمم الذاهبة في سماء أمتنا ومن الشموس المضيئة في عالمنا الإسلامي والنجوم الزاهرة في حياة المسلمين :
أحب الصالحين ولستُ منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة ؟؟
فإن قال هذا وهو مَن هو من السادة العلماء والرجال النجباء ، فأولى بنا أن نعرف شيئاً عنهم لعلنا نتخذ منهم القدوة الحسنة ، ونحبهم ونعمل بعض عملهم ، فينطبق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يحشر المرء مع من أحب "
ولم أنقل لك سوى عباداتهم أما جهادهم فله - إن شاء الله تعالى - خاطرة أخرى .
- قال الوليد بن مسلم : رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه ، يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ويخبرنا عن السلف : أن ذلك كان هديهم ، فإذا طلعت الشمس ، قام بعضهم إلى بعض ، فأفاضوا في ذكر الله ، والتفقه في دينه .
- روى حماد بن زيد عن أيوب قال : قيل لعمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة ، فإن قضى الله موتا ، دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا .
- من التوازن عن السلف رحمهم الله أنهم يضاحك بعضهم بعضاً ، فإذا جاء الليل كانوا رهبانا .
- وقال ابن المبارك : قيل لوهيب : أيجد طعم العبادة من يعصي ؟ قال : ولا من يهم بالمعصية.
- وقال الحارث بن قيس العابد الفقيه التابعي : إذا كنت في الصلاة ، فقال لك الشيطان : إنك ترائي ، فزدها طولا.
- عن نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ: { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } بكى حتى يغلبه البكاء . وكان لابن عمر مهراس فيه ماء , فيصلي فيه ماقدر له , ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر , ثم يقوم , فيتوضأ ويصلي , يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمساً .

- أما عامر بن قيس الزاهد فقد كان من عباد التابعين ، يشغل نفسه بإقراء الناس ، كان يقول : من أُقرئ ؟ فيأتيه ناس ، فيقرئهم القرآن ثم يقوم فيصلي إلى الظهر ، ثم يصلي إلى العصر ، ثم يقرئ الناس إلى المغرب ، ثم يصلي مابين العشائين ، ثم ينصرف إلى منزله ، فيأكل رغيفا ، وينام نومة خفيفة ، ثم يقوم لصلاته ، ثم يتسحر رغيفا ويخرج ، ولما احتضر بكى ، فقيل مايبكيك ؟ قال : ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل .
- أما العابد التابعي هرم بن حيان العبدي ، فقد قاد بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ، قال ابن سعد : كان عاملا لعمر ، وكان ثقة ، له فضل وعبادة .وكان يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته : عجبت من الجنة كيف نام طالبها ؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها ؟ ثم يقول : { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا}
وكان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه ودهم .
- أما الإمام أبو عمرو الأسود بن يزيد النخعي فكان من رؤوس العلم والعمل .ويضرب بعبادته المثل .سئل الشعبي عنه فقال : كان صواماً قواماً حجاجاً . وكان يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين ، وكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال .
قال عنه علقمة بن مرثد: كان الأسود يجتهد في العبادة ، ويصوم حتى يخضر ويصفر ، فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ فقال : مالي لا أجزع ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت ، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه ، فلا يزال مستحييا منه .
- أما مُرّة الطيب الهمداني الكوفيّ ، ويقال له : مرة الخير لعبادته وخيره وعلمه ، فتابعيّ روى عن أبي بكر وعمر وابن مسعود رضي الله عنهم .
يصفه يحيى بن معين فيقول : بلغنا عنه أنه سجد لله حتى أكل التراب جبهته .وقال عطاء بن السائب : رأيت مصلى مُرّة الهمداني مثل مبرك البعير . كان همه العبادة وقراءة القرآن والبحث عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- أما أبو بحر الأحنف بن قيس التميمي ، أحد السادة الأمراء والحلماء ، ومن يُضرب بحلمه المثل ، فإنه كان يكثر الصيام ، فقيل له : إنك كبير ، والصوم يضعفك . قال إني أعده لسفر طويل . وعُرف عنه محاسبة النفس ، فقد كان يقول : ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا ؟. وذهبت عينه فقال : ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .
- أما شبيه الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته فعمرو بن الأسود العنسي الحمصي ، أدرك الجاهلية والأسلام ، كان من سادة التابعين دينا وورعا .
حج ابن الأسود ، فلما انتهى إلى المدينة ، نظر إليه ابن عمر وهو يصلي فسأل عنه ، فقيل : شامي يقال له : عمرو بن الأسود ، فقال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة ولا هديا ولا خشوعا ولا لبسة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الرجل .
ثم بعث إليه ابن عمر بقرىً وعلف ونفقة ، فقبل ذلك ورد النفقة .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 01:00 AM   #17
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

" فيه تفسير ابن كثير والجلالين والطبري والقرطبي رحمهم الله إلى جانب كل آية من آيات القرآن الكريم . فتعرّج على معنى الآيات في جمع هذه التفاسير الجليلة بسهولة ويسر، وتدرس ما فيها وتقارن مقارنة قاطف الورد وناسم الرّوح لا مقارنة التفضيل والتقديم ، فما يحق لي أن أكون إلا تلميذاً صغيراً من تلاميذ تلامذتهم وأقل من ذلك بكثير . نسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله تحت لواء سيد البشر وخاتم النبيين .
كنت أقرأ تفسير قوله تعالى آخر سورة آل عمران " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) " فمررت في تفسير ابن كثير بقصة العالمين الجليلين " عبد الله بن المبارك " و" الفضيل بن عياض " رحمهما الله تعالى . وكلاهما عالم جليل وإمام في الدين . فقد كان ابن المبارك في أحد الثغور الإسلامية ،يجاهد في سبيل الله تعالى ، وكان الفضيل بن عياض في الحرم المكي معتكفاً لا يكاد يخرج منه إلا لزيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام في المدينته المشرفة ، ففي قصتهما عبرة وعظة ، وأدب وأخلاق .
رَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُكَيْنَة قَالَ : أَملَى عَلَيَّ عَبْد اللَّه بن الْمُبَارَك هَذِهِ الأبيات بِطَرَسُوس ( على حدود الروم ) وَوَدَّعْته لِلْخُرُوجِ وَأَنْشَدَهَا مَعِي إِلَى الْفُضَيْل بْن عِيَاض فِي سَنَة سَبْعِينَ ومئة وَفِي رِوَايَة سَنَة سَبْع وَسَبْعِينَ وَمِئَة.

يَا عَابِد الْحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَرْتنَا --- لَعَلِمْت أَنَّك فِي الْعِبَادَة تَلْعَبُ
مَنْ كَانَ يَخْضِبُ خَدّه بِدُمُوعِهِ --- فَنُحُـورنَـا بِدِمَائِنَـا تَتَخَضَّـبُ
أَوْ كَانَ يُتعِب خَيلَهُ فِي بَاطِـل --- فَخُيُولنَا يَوْم الصَّبِيحَة تَتْعَبُ
رِيح العَبِير لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرنَا --- رَهْج السَّنَابِك وَالغبارالأطيبُ
وَلَقَدْ أَتَـانَـا مِنْ مَقـال نَبِيّنَـا --- قَوْل صَحِيح صَادِق لايكذبُ
لا تسْتَوِي أغُبَار خَيْل اللَّه فِي --- أَنْف اِمْرِئٍ وَدُخَانُ نَار تَلْهَبُ
هَذَا كِتـاب اللَّـه يَنْطِق بَينـنَـا --- لَيْسَ الشَّـهِيـد بِمَيّتٍ لا يكذَبُ

قَالَ فَلَقِيت الْفُضَيْل بْن عِيَاض بِكِتَابِهِ فِي الْمَسْجد الْحَرَام فَلَمَّا قَرَأَهُ ذَرَفَتْ عَينَاهُ وَقَالَ : صَدَقَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَنَصَحَنِي ، ثُمَّ قَالَ : أَنتَ مِمَّنْ يكتُب الحَدِيث ؟ قُلْت : نَعَمْ قَالَ : فَاكْتُبْ هَذَا الحَدِيث كِرَاء ( أجرة ) حَمْلك كِتَاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن إِلَيْنَا . وَأَمْلَى عَلَيّ الْفُضَيل بْن عِيَاض :
حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة : أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي عملاً أَنَال بِهِ ثَوَاب الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه فَقَالَ " هَلْ تَسْتَطِيع أَنْ تُصَلِّي فلا تَفـْتُر وَتَصُوم فَلا تُفـْطِر ؟ " فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَنَا أَضْعَف مِنْ أَنْ أَسْتَطِيع ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طُوِّقْت ذَلِكَ مَا بَلَغْت الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه أَوَمَا عَلِمْت أَنَّ الْفَرَس الْمُجَاهِد لَيَسْتَنّ فِي طِوَلِه فَيُكْتَب لَهُ بِذَلِكَ الْحَسَنَات " .
فأقر الفُضيل رحمه الله تعالى بفضل المجاهد على العابد .. والأحاديث الواردة بهذا الخصوص كثيرة وصحيحة . وما أعظم أن يكون المسلم صواماً قوّاماً ومجاهداً مقاتلاً في سبيل الله فينال الأجرين معاً ، وهؤلاء قليل ندرة الأحجار الكريمة في أرض مليئة بالصخور والأحجار . فطوبى للمشمّرين .
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #17  
قديم 29-05-2017 , 01:00 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

" فيه تفسير ابن كثير والجلالين والطبري والقرطبي رحمهم الله إلى جانب كل آية من آيات القرآن الكريم . فتعرّج على معنى الآيات في جمع هذه التفاسير الجليلة بسهولة ويسر، وتدرس ما فيها وتقارن مقارنة قاطف الورد وناسم الرّوح لا مقارنة التفضيل والتقديم ، فما يحق لي أن أكون إلا تلميذاً صغيراً من تلاميذ تلامذتهم وأقل من ذلك بكثير . نسأل الله تعالى أن يحشرنا معهم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله تحت لواء سيد البشر وخاتم النبيين .
كنت أقرأ تفسير قوله تعالى آخر سورة آل عمران " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) " فمررت في تفسير ابن كثير بقصة العالمين الجليلين " عبد الله بن المبارك " و" الفضيل بن عياض " رحمهما الله تعالى . وكلاهما عالم جليل وإمام في الدين . فقد كان ابن المبارك في أحد الثغور الإسلامية ،يجاهد في سبيل الله تعالى ، وكان الفضيل بن عياض في الحرم المكي معتكفاً لا يكاد يخرج منه إلا لزيارة المصطفى عليه الصلاة والسلام في المدينته المشرفة ، ففي قصتهما عبرة وعظة ، وأدب وأخلاق .
رَوَى الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُكَيْنَة قَالَ : أَملَى عَلَيَّ عَبْد اللَّه بن الْمُبَارَك هَذِهِ الأبيات بِطَرَسُوس ( على حدود الروم ) وَوَدَّعْته لِلْخُرُوجِ وَأَنْشَدَهَا مَعِي إِلَى الْفُضَيْل بْن عِيَاض فِي سَنَة سَبْعِينَ ومئة وَفِي رِوَايَة سَنَة سَبْع وَسَبْعِينَ وَمِئَة.

يَا عَابِد الْحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَرْتنَا --- لَعَلِمْت أَنَّك فِي الْعِبَادَة تَلْعَبُ
مَنْ كَانَ يَخْضِبُ خَدّه بِدُمُوعِهِ --- فَنُحُـورنَـا بِدِمَائِنَـا تَتَخَضَّـبُ
أَوْ كَانَ يُتعِب خَيلَهُ فِي بَاطِـل --- فَخُيُولنَا يَوْم الصَّبِيحَة تَتْعَبُ
رِيح العَبِير لَكُمْ وَنَحْنُ عَبِيرنَا --- رَهْج السَّنَابِك وَالغبارالأطيبُ
وَلَقَدْ أَتَـانَـا مِنْ مَقـال نَبِيّنَـا --- قَوْل صَحِيح صَادِق لايكذبُ
لا تسْتَوِي أغُبَار خَيْل اللَّه فِي --- أَنْف اِمْرِئٍ وَدُخَانُ نَار تَلْهَبُ
هَذَا كِتـاب اللَّـه يَنْطِق بَينـنَـا --- لَيْسَ الشَّـهِيـد بِمَيّتٍ لا يكذَبُ

قَالَ فَلَقِيت الْفُضَيْل بْن عِيَاض بِكِتَابِهِ فِي الْمَسْجد الْحَرَام فَلَمَّا قَرَأَهُ ذَرَفَتْ عَينَاهُ وَقَالَ : صَدَقَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن وَنَصَحَنِي ، ثُمَّ قَالَ : أَنتَ مِمَّنْ يكتُب الحَدِيث ؟ قُلْت : نَعَمْ قَالَ : فَاكْتُبْ هَذَا الحَدِيث كِرَاء ( أجرة ) حَمْلك كِتَاب أَبِي عَبْد الرَّحْمَن إِلَيْنَا . وَأَمْلَى عَلَيّ الْفُضَيل بْن عِيَاض :
حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن الْمُعْتَمِر عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة : أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي عملاً أَنَال بِهِ ثَوَاب الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه فَقَالَ " هَلْ تَسْتَطِيع أَنْ تُصَلِّي فلا تَفـْتُر وَتَصُوم فَلا تُفـْطِر ؟ " فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أَنَا أَضْعَف مِنْ أَنْ أَسْتَطِيع ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طُوِّقْت ذَلِكَ مَا بَلَغْت الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيل اللَّه أَوَمَا عَلِمْت أَنَّ الْفَرَس الْمُجَاهِد لَيَسْتَنّ فِي طِوَلِه فَيُكْتَب لَهُ بِذَلِكَ الْحَسَنَات " .
فأقر الفُضيل رحمه الله تعالى بفضل المجاهد على العابد .. والأحاديث الواردة بهذا الخصوص كثيرة وصحيحة . وما أعظم أن يكون المسلم صواماً قوّاماً ومجاهداً مقاتلاً في سبيل الله فينال الأجرين معاً ، وهؤلاء قليل ندرة الأحجار الكريمة في أرض مليئة بالصخور والأحجار . فطوبى للمشمّرين .
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 01:02 AM   #18
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

تحدث الكثير من الشعراء العرب على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهر الكريم فقال أحدهم:
أدِم الصيام مع القيام تعبدا
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم
فلربما تأتي المنية بغتة
يا حبذا عينان في غسق الدجى
فكلاهما عملان مقبولان
إلا كنومة حائر ولهان
فتساق من فرس إلى أكفان
من خشية الرحمن باكيتان


وللصاحب بن عباد:

قد تعدَّوا على الصيام وقالوا
كذبوا في الصيام للمرء مهما
موقف بالنهار غير مريب
حرم العبد فيه حسن العوائد
كان مستيقظًا أتم الفوائد
واجتماع بالليل عند المساجد



اروع ما قيل في رمضان 13418643442.jpg



وقالوا ايضا...........

رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ



عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ



وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ *** فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ



اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ



لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ



وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم ***ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ



وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ



هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم *** سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ



الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ ***يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ



الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً *** وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ



ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ *** وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ



ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ *** أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ



ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ



الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى *** وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ



الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً *** وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ



الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ *** بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ



شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا *** وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ



كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه *** غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ



ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ *** وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ



الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ *** لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ



صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا *** عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ



قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها *** تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ



صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم *** فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ



صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها*** صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ



سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً *** فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ



مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم *** وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ



هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم *** قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ



لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه *** يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ



أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً *** بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـابِ



اروع ما قيل في رمضان 13418643443.jpg



وقالوا............


نلت فـــــي ذا الصـــــــيام ما ترتجيه *** ووقــــــــــاك الإلــــــــــه ما تقـــــــيه

أنت في النّاس مثل شهرك في الأشــهر*** أو مثل ليـــــلة القـــــدر فـــــــيه





تهنَ



تهنَّ بهذا الصوم يا خـــير صــــائر **** إلى كـــل ما يُهوى، ويا خير صائم

ومن صام عن كل الفواحش عمره ****فأهون شــــيء هجره للمطاعــــم


وقالوا .........

شهر الصيام، لقد كرمت نزيلاً ******** وشفيت من كـل القلوب عليلاً

فيه الجنان تفتّحت لقدـومه **********والحور فيه تـزينت تحفـــــيلاً

وبليلة قد قــــام يخـــــتم ورده ******* متبـــــتلاً لإلــــــــهه تبتـــــيلاً

فأجهد، عساك تنالها فيما بقى ****** بالجد، وأحذر أنْ تكون غفولاَ

شهر الأمانة والصيانة والتقى *******والفوز فيه لمـــــن أراد قبولاً

طوبى لعبد صح فــــيه صيامه *******ودعا المهيمن بـــكرة وأصيلاً

شهر يفوز عـلى الشهور بليلة ***** من ألف شهر فضلت تفضيلاً







جاء شهر الصوم



قد جاء شهر الصوم فيه الأمان ******والعـــــتق، والفوز بسكنى الجنان

طوبـــــى لعـــــبد صامه، واتقى *****مــــــولاه في الفعل ونطق اللسان

ذلك الذي قد خصـــــه ربــــــــه ***** بجــــــــــنّة الخلد، وحور الحسان



اروع ما قيل في رمضان 13418648923.jpg


شهر الرضا


شهر الرضا، والعفو عن زلاتكم ****** والله فــــيه عن الجرائم قد عفا

فأحــــــــــيوا لياليه المنيرة كلها ***** وأجـــروا لفرقته الدموع تأسفا

يا صائمي رمضان فوزوا بالمنا *****وتحقــــــقوا نيل السعادة والغنا

وثقوا بوعد الله إذ فيه الهــــــنا **** أو ليس هذا القول قول إلا هُنا؟


(الصوم لي وأنا الذي أجزى به)

من صام نال الفوز من رب العلا***** وبوجـــهه أضحى عليه مقبلاً

يا من يروم توّسلاً وتوصّلاً *****صـــــم رغبة في قول ربِّ قد علا:

(الصوم لي وأنا الذي أجزى به)








اروع ما قيل في رمضان 13418643444.gif



شهرأطل بفخره البسام....دنيامن الاشراق والالهام

شهرأطل فمرحبآبقدومه.........وبفيضه المتدفق المكرام

شهرعظيم القدرفيه ليلة......تسمو فضائلهاعلى الأعوام

أشعرفؤادك رحمة ومحبة........للبائس المحروم والأيتام

وامسح دموع البائسين ...ولا تكن فظآغليظ القلب والانعام

رمضان ياخيرالشهورتحية..,,,,.أشرق بهدي الله والاسلام

صومواتصحوا فاالصيام عبادة......ورياضة الأرواح والأجسام


اروع ما قيل في رمضان 13418643445.jpg


****
إسعد فؤادي بالهدى قد جاءَ
رمضانُ عَمَّ الأرض والأرجاءَ

وأنار كل الكون بالنور الذي
بالخير في جل البلاد أضاءَ

مازلتَ تهفو للصيام بشهره
وتروم فيه البر والآلاءَ

قد جاء فانهض لاحتفائك بالتقى
في ركبه قد عَمَّر الأنحاءَ

واجعل قصيدك مادحا مترنما
بالصوم سابق في المنى الشعراءَ

رمضانُ يا خير الشهور بمهجتي
أشواق حبي تستشف ضياءَ

من صومك المبرور يصلح للورى
روحا وقلبا .. مهجةً ودماءَ

ويبث فيها معطيات جمة
منها تلاقي بالعلا الأضواءَ

قد جاء للناس الطبيب فأقبلوا
لتعالجوا في شهره الأعضاءَ

ولكي تصحوا فالصيام مصحةٌ
فيها نودع كلنا الأدواءَ

ونؤم عافية القلوب وبرءنا
من كل هم بكرة ومساءَ

ونعيش في رمضان عيشا مسعدا
عيشا جميلا ساطعا وضَّاءَ

ونصوم صوم المخبتين لربهم
في شهره نتلمس البؤساءَ

ونرد بالعطف الوفير غوائلا
نالت بعجزٍ في الورى الضعفاءَ

ونواصل الأرحام وصلا طيبا
بالحب نجمع بالقريب إخاءَ

ونقوم بالليل القيام جماعةً
لله ندعو خشية ورجاءَ

وبكل أوقات التهجد ننبري
للفرد نرفع بالدموع دعاءَ

يا من يمن على الخلائق هب لنا
بالصوم يا رب الأنام رضاءَ

إن ترض عنا فالرضا أسنى المنى
يا من خلقت الجنةَ الخضراءَ

فيها لنا أملُ الدخول بمدخلٍ
من باب صومٍ مِنَّةً وعطاءَ

واجمع بفضلك بيننا والمصطفى
بالخلد نسكن كلنا العلياءَ

ونصاحب الآلَ الكرام وجدَّهم
وخديجةَ الكبرى .. كذا الزهراءَ

صلى الإله على الحبيب وآله
ما هَلَّ صومٌ بالورى أو جاءَ
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #18  
قديم 29-05-2017 , 01:02 AM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

تحدث الكثير من الشعراء العرب على مر العصور الإسلامية عن فضائل الشهر الكريم فقال أحدهم:
أدِم الصيام مع القيام تعبدا
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم
فلربما تأتي المنية بغتة
يا حبذا عينان في غسق الدجى
فكلاهما عملان مقبولان
إلا كنومة حائر ولهان
فتساق من فرس إلى أكفان
من خشية الرحمن باكيتان


وللصاحب بن عباد:

قد تعدَّوا على الصيام وقالوا
كذبوا في الصيام للمرء مهما
موقف بالنهار غير مريب
حرم العبد فيه حسن العوائد
كان مستيقظًا أتم الفوائد
واجتماع بالليل عند المساجد



اروع ما قيل في رمضان 13418643442.jpg



وقالوا ايضا...........

رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ



عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ



وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ *** فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ



اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ



لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ



وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم ***ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ



وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ



هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم *** سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ



الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ ***يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ



الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً *** وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ



ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ *** وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ



ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ *** أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ



ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ



الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى *** وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ



الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً *** وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ



الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ *** بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ



شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا *** وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ



كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه *** غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ



ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ *** وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ



الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ *** لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ



صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا *** عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ



قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها *** تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ



صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم *** فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ



صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها*** صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ



سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً *** فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ



مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم *** وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ



هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم *** قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ



لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه *** يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ



أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً *** بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـابِ



اروع ما قيل في رمضان 13418643443.jpg



وقالوا............


نلت فـــــي ذا الصـــــــيام ما ترتجيه *** ووقــــــــــاك الإلــــــــــه ما تقـــــــيه

أنت في النّاس مثل شهرك في الأشــهر*** أو مثل ليـــــلة القـــــدر فـــــــيه





تهنَ



تهنَّ بهذا الصوم يا خـــير صــــائر **** إلى كـــل ما يُهوى، ويا خير صائم

ومن صام عن كل الفواحش عمره ****فأهون شــــيء هجره للمطاعــــم


وقالوا .........

شهر الصيام، لقد كرمت نزيلاً ******** وشفيت من كـل القلوب عليلاً

فيه الجنان تفتّحت لقدـومه **********والحور فيه تـزينت تحفـــــيلاً

وبليلة قد قــــام يخـــــتم ورده ******* متبـــــتلاً لإلــــــــهه تبتـــــيلاً

فأجهد، عساك تنالها فيما بقى ****** بالجد، وأحذر أنْ تكون غفولاَ

شهر الأمانة والصيانة والتقى *******والفوز فيه لمـــــن أراد قبولاً

طوبى لعبد صح فــــيه صيامه *******ودعا المهيمن بـــكرة وأصيلاً

شهر يفوز عـلى الشهور بليلة ***** من ألف شهر فضلت تفضيلاً







جاء شهر الصوم



قد جاء شهر الصوم فيه الأمان ******والعـــــتق، والفوز بسكنى الجنان

طوبـــــى لعـــــبد صامه، واتقى *****مــــــولاه في الفعل ونطق اللسان

ذلك الذي قد خصـــــه ربــــــــه ***** بجــــــــــنّة الخلد، وحور الحسان



اروع ما قيل في رمضان 13418648923.jpg


شهر الرضا


شهر الرضا، والعفو عن زلاتكم ****** والله فــــيه عن الجرائم قد عفا

فأحــــــــــيوا لياليه المنيرة كلها ***** وأجـــروا لفرقته الدموع تأسفا

يا صائمي رمضان فوزوا بالمنا *****وتحقــــــقوا نيل السعادة والغنا

وثقوا بوعد الله إذ فيه الهــــــنا **** أو ليس هذا القول قول إلا هُنا؟


(الصوم لي وأنا الذي أجزى به)

من صام نال الفوز من رب العلا***** وبوجـــهه أضحى عليه مقبلاً

يا من يروم توّسلاً وتوصّلاً *****صـــــم رغبة في قول ربِّ قد علا:

(الصوم لي وأنا الذي أجزى به)








اروع ما قيل في رمضان 13418643444.gif



شهرأطل بفخره البسام....دنيامن الاشراق والالهام

شهرأطل فمرحبآبقدومه.........وبفيضه المتدفق المكرام

شهرعظيم القدرفيه ليلة......تسمو فضائلهاعلى الأعوام

أشعرفؤادك رحمة ومحبة........للبائس المحروم والأيتام

وامسح دموع البائسين ...ولا تكن فظآغليظ القلب والانعام

رمضان ياخيرالشهورتحية..,,,,.أشرق بهدي الله والاسلام

صومواتصحوا فاالصيام عبادة......ورياضة الأرواح والأجسام


اروع ما قيل في رمضان 13418643445.jpg


****
إسعد فؤادي بالهدى قد جاءَ
رمضانُ عَمَّ الأرض والأرجاءَ

وأنار كل الكون بالنور الذي
بالخير في جل البلاد أضاءَ

مازلتَ تهفو للصيام بشهره
وتروم فيه البر والآلاءَ

قد جاء فانهض لاحتفائك بالتقى
في ركبه قد عَمَّر الأنحاءَ

واجعل قصيدك مادحا مترنما
بالصوم سابق في المنى الشعراءَ

رمضانُ يا خير الشهور بمهجتي
أشواق حبي تستشف ضياءَ

من صومك المبرور يصلح للورى
روحا وقلبا .. مهجةً ودماءَ

ويبث فيها معطيات جمة
منها تلاقي بالعلا الأضواءَ

قد جاء للناس الطبيب فأقبلوا
لتعالجوا في شهره الأعضاءَ

ولكي تصحوا فالصيام مصحةٌ
فيها نودع كلنا الأدواءَ

ونؤم عافية القلوب وبرءنا
من كل هم بكرة ومساءَ

ونعيش في رمضان عيشا مسعدا
عيشا جميلا ساطعا وضَّاءَ

ونصوم صوم المخبتين لربهم
في شهره نتلمس البؤساءَ

ونرد بالعطف الوفير غوائلا
نالت بعجزٍ في الورى الضعفاءَ

ونواصل الأرحام وصلا طيبا
بالحب نجمع بالقريب إخاءَ

ونقوم بالليل القيام جماعةً
لله ندعو خشية ورجاءَ

وبكل أوقات التهجد ننبري
للفرد نرفع بالدموع دعاءَ

يا من يمن على الخلائق هب لنا
بالصوم يا رب الأنام رضاءَ

إن ترض عنا فالرضا أسنى المنى
يا من خلقت الجنةَ الخضراءَ

فيها لنا أملُ الدخول بمدخلٍ
من باب صومٍ مِنَّةً وعطاءَ

واجمع بفضلك بيننا والمصطفى
بالخلد نسكن كلنا العلياءَ

ونصاحب الآلَ الكرام وجدَّهم
وخديجةَ الكبرى .. كذا الزهراءَ

صلى الإله على الحبيب وآله
ما هَلَّ صومٌ بالورى أو جاءَ
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 01:42 PM   #19
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

فهذه فائدة طريفة :

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/183
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } (102) سورة التوبة .والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم،
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف ال في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
واختلف أهل العلم في سبب تقديم الظالم في الوعد بالجنة على المقتصد والسابق ، فقال بعضهم : قدم الظالم لئلا يقنط ، وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط .
وقال بعضهم : قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم . كما قال تعالى : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ } [ ص : 24 ] .
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/64 و 4/1635 ط: الأولى .
__________________
في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية10/480 :
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : لا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إذَا وَافَقَ هَوَاهُ وَيُخَالِفُهُ إذَا خَالَفَ هَوَاهُ =فَإِذَا أَنْتَ لا تُثَابُ عَلَى مَا اتَّبَعْته مِنْ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا خَالَفْته.
وَهُوَ كَمَا قَال-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إنَّمَا قَصَدَ اتِّبَاعَ هَوَاهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #19  
قديم 29-05-2017 , 01:42 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

فهذه فائدة طريفة :

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/183
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه { خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } (102) سورة التوبة .والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم،
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف ال في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
واختلف أهل العلم في سبب تقديم الظالم في الوعد بالجنة على المقتصد والسابق ، فقال بعضهم : قدم الظالم لئلا يقنط ، وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط .
وقال بعضهم : قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم . كما قال تعالى : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ } [ ص : 24 ] .
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/64 و 4/1635 ط: الأولى .
__________________
في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية10/480 :
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : لا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إذَا وَافَقَ هَوَاهُ وَيُخَالِفُهُ إذَا خَالَفَ هَوَاهُ =فَإِذَا أَنْتَ لا تُثَابُ عَلَى مَا اتَّبَعْته مِنْ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا خَالَفْته.
وَهُوَ كَمَا قَال-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إنَّمَا قَصَدَ اتِّبَاعَ هَوَاهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 01:47 PM   #20
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

مقتطفات رمضاانيه ..

فهذه إشراقات رمضانية، ونفحات ربانية تنير دروب الصائمين وتشرح صدور القانتين وتهدي قلوب الحائرين
فيها الحكم الشرعي والهدي النبوي والموعظة البليغة والآداب الرشيدة اختصرناها
من كلام الإمام أبي الفرج ابن الجوزي في كتابه التبصرة والله نسأل الإخلاص في الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

قال الله عز وجل:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]

إنما سمي الشهر شهراً لشهرته في دخوله وخروجه قاله النحاس وقال ثعلب: "سمي رمضان لأن الإبل ترمض فيه من الحر".

قوله تعالى: { هُدًى لِلنَّاسِ} أي: بياناً لهم.
والبينات: الآيات الواضحات
والفرقان: المفرق في الدين بين الضلالة والشبهة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين».
وفي لفظ «فتحت أبواب الجنة». أخرجاه في الصحيحين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب جهنم فلا يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». أخرجاه في الصحيحين.

وقد أخرجاه من حديث يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة ولفظه: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً».

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أعطيت أمتي خمس خصال في شهر رمضان لم تعطهن أمة قبلهم، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد مردة الشياطين لا يخلصون إلى ما كانوا يخصلون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة».
قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟
قال: «لا ولكن العامل يوفى أجره إذا قضى عمله». رواه أحمد وفيه ضعف.

شعر:

من نــــــالــه داء دوٍ بـــــذنوبــــــه *** فليأت في رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا *** أشهـى من المسـك وطيبه
أوليس هذا القول قول مليكـكـم *** لاصوم لي وأنا الذي أجزي به

إخواني! أين من كان معكم في رمضان الماضي ؟

أما أفتنته آفات المنون القواضي؟

أين من كان يتردد إلى المساجد في الظلم؟ سافر عن داره منذ زمان وانعدم!

أين من صبر على مشقة الجوع والظمأ؟ غاب فما آب ومضى فانقضى

أين الذين ارتفعت أصواتهم بالأدعية؟ خرجت تلك الجواهر من تلك الأوعية...

اين هم الأن اليس تحت الثري والجنادل وحدهم رهن أعمالهم في القبور ومايعلم بحالهم إلا الله تبارك وتعالي .. نسأل الله ان يجعلهم في رياض الجنه وفي قبورهم منعمين امنين مطمئنين ..


سل الأيام ما فعلت بكسرى *** وقيصر والقصور وساكنيها
أما استدعتهم للمـــوت طُراًّ *** فلم تدع الحليم ولا السفيها
أما لو بيعت الدنيا بفــــلس *** أنفت لعاقل أن يشتريها

إخواني ...

تفكروا لماذا خلقتم فالتفكير عبادة، وامتثلوا أمر الإله قد امر عباده، والتفتوا عن أسباب الشقاء إلى أسباب السعادة، واعلموا أنكم في نقص من الأعمار لا في زيادة.


أيها الغافل عن فضيلة الشهر، اعرف زمانك...
يا كثير الحديث فيمـا يؤذي، احفـظ لسانك...
يا مسؤولاً عن أعمالـه اعقــل شانــك...
يا متلوثاً بالزلل، اغسل بالتوبة ما شانــك...
يا مكتوباً عليه كل قبيح، تصـفح ديوانـك...


قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]

كتب بمعنى فرض.

سأل المأمون علي بن موسى الرضا: أي شيء فائدة الصوم في الحكمة؟
فقال: علم الله ما ينال الفقير من شدة الجوع، فأدخل على الغني الصوم، ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى
لا ينسى الفقير.
فقال المأمون: أقسم بالله لا كتبت هذا إلا بيدي


من آداب الصيام ..


وللصوم آداب يجمعها:
حفظ الجوارح الظاهرة، وحراسة الخواطر الباطنة، فينبغي أن يتلقى رمضان بتوبة صادقة، وعزيمة موافقة، وينبغي تقديم النية، وهي لازمة في كل ليلة.
ولابد من ملازمة الصمت عن الكلام الفاحش والغيبة، فإنه ما صام من ظل يأكل لحوم الناس.
وكف البصر عن النظر الحرام، ويلزم الحذر من تكرار النظر إلى الحلال.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». انفرد بإخراجه البخاري.

ويستحب تعجيل الفطر:
وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: إن أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً» [رواه الترمذي].

وفي حديث سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمراً فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور» [رواه أحمد وأهل السنن].

وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاءالله» [وراه أبو داود وحسنه الدارقطني].

ويستحب السحور وتأخيره:
وفي الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تسحروا فإن في السحور بركة».

وينبغي للصائم أن يتشاغل طول نهاره بالذكر والتلاوة.
وكان الشافعي رضي الله عنه يختم في رمضان ستين ختمة!!

وعن الزهري قال: "تسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة في غيره".

حق شهر رمضان شيئان إن كنت من الموجبين *** حــق الصيــام
تقــــــــــطـــع الصـــــــوم في نهـــــــارك بالذكــــر *** وتفني ظلامه بالقيام

ويستحب للصائم أن يفطر الصوام إذا أمكنه، فعن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً» [رواه أحمد والترمذي وصححه].

موعظة:
فبادروا إخواني شهركم بأفعال الخير، وأفردوها عن الخطايا لتكون وحدها لا غير، واعلموا أن شهركم هذا شهر إنعام ومير، تعرف حرمته الملائكة والجن والطير.

وآهاً لأوقاته من زواهر ما أشرفها ولساعاته التي كالجواهر ما أظرفها...
أشرقت لياليها بصلاة التراويح وأنارت أيامها بالصلاة والتسبيح...
حليتها الإخلاص والصدق وثمرتها الخلاص والعتق...

إخواني هذا شهر التيقظ.. هذا أوان التحفظ
إخواني بين أيديكم سفر.. والأعمار فيها قصر...
وكلكم والله على خطر... فاعرفوا قدر من قدر..
وتذكروا كيف عصيتم وستر...

قال سري السقطي: "السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها وأنفاس العباد ثمرتها".

فشهر رجب أيام توريقها.. وشعبان أيام تفريعها.. ورمضان أيام قطفها... والمؤمنون قطافها..

هذه الأشهر الثلاث المعظمة كالجمرات الثلاث... فرجب كأول جمرة تحمي بها العزائم، وشعبان كالثانية تذوب فيها مياه العيون، ورمضان كالثالثة تورق فيها أشجار المجاهدات... وأي شجرة لم تورق في الربيع قطعت للحطب!
فيا من قد ذهبت عنه هذه الأشهر وما تغير، أحسن الله عزاءك!!

واعجباً! لو عرض عليك أن تشرب شربة ماء في رمضان لما شربت ولو ضربت، وأنت فيه تغش في البيع، وتطفف في الميزان، فإذا خرج عصيت الله في شوال، أما كان الناهي عن هذا هو الناهي عن ذاك!

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: 85]

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له».

باع قوم جارية قبيل رمضان، فلما حصلت عند المشتري قال لها: هيئي لنا ما يصلح للصوم فقالت: لقد كنت قبلكم لقوم كان زمانهم رمضان!

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان» [رواه الترمذي وفيه ضعف].

من فطر صائماً فله أجر صائم، فاجتهد أن تصوم رمضان ستين يوماً.

فضائل الصيام عموماً
اعلموا أن الصوم من أشرف العبادات وله فضيلة ينفرد بها عن جميع التعبدات وهي إضافته إلى الله عز وجل بقوله: «الصوم لي وأنا أجزي به» [رواه البخاري].

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عن فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» متفق عليه.

وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، يلا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد». متفق عليه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» [رواه ابن حبان وصححه الألباني].

تحذير
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يصخب
ولا يرفث فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».

وقد لا تخلص النية، ولا يحصل الأجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب].

مع السلف
كان أبو أمامة وامرأته لا يلفون إلا صياماً، فإذا رأوا عندهم ناراً أو دخاناً في منزلهم، عرفوا أن قد اعتراهم ضعف.

وكان جماعة من السلف يغتنمون العمر، فيسردون الصوم ولا يفطرون إلا الأيام المحرمة.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسرد الصوم، وسرده أبو طلحة وأبو أمامة وعائشة وعروة وسعيد بن المسيب وكان بعض السلف يبكي عند الموت فقيل له: ما يبكيك؟
قال: أبكي على يوم ما صمته وليلة ما قمتها!!

فاغتنموا إخواني زمنكم وبادروا بالصحة سقمكم، واحفظوا أمانة التكليف لمن أمنكم وكأنكم بالحميم وقد دفنكم وبالعمل في القبر قد ارتهنكم.

ألم يأن تركــي مــــا علــي ولا ليـــا ***وعزمي ما فيه إصلاح حاليا
وقد نال مني الدهر وابيــض مفرقي *** بكـــر الليالــــي كمــــا هيا
أليس الليالي غاصباتــــي مهجتي *** كما غصبت قبلي القرون الخواليا
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29-05-2017 , 01:47 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

مقتطفات رمضاانيه ..

فهذه إشراقات رمضانية، ونفحات ربانية تنير دروب الصائمين وتشرح صدور القانتين وتهدي قلوب الحائرين
فيها الحكم الشرعي والهدي النبوي والموعظة البليغة والآداب الرشيدة اختصرناها
من كلام الإمام أبي الفرج ابن الجوزي في كتابه التبصرة والله نسأل الإخلاص في الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

قال الله عز وجل:

{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]

إنما سمي الشهر شهراً لشهرته في دخوله وخروجه قاله النحاس وقال ثعلب: "سمي رمضان لأن الإبل ترمض فيه من الحر".

قوله تعالى: { هُدًى لِلنَّاسِ} أي: بياناً لهم.
والبينات: الآيات الواضحات
والفرقان: المفرق في الدين بين الضلالة والشبهة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين».
وفي لفظ «فتحت أبواب الجنة». أخرجاه في الصحيحين.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب جهنم فلا يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». أخرجاه في الصحيحين.

وقد أخرجاه من حديث يحي بن أبي كثير عن أبي سلمة ولفظه: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً».

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أعطيت أمتي خمس خصال في شهر رمضان لم تعطهن أمة قبلهم، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد مردة الشياطين لا يخلصون إلى ما كانوا يخصلون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة».
قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟
قال: «لا ولكن العامل يوفى أجره إذا قضى عمله». رواه أحمد وفيه ضعف.

شعر:

من نــــــالــه داء دوٍ بـــــذنوبــــــه *** فليأت في رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم اعلموا *** أشهـى من المسـك وطيبه
أوليس هذا القول قول مليكـكـم *** لاصوم لي وأنا الذي أجزي به

إخواني! أين من كان معكم في رمضان الماضي ؟

أما أفتنته آفات المنون القواضي؟

أين من كان يتردد إلى المساجد في الظلم؟ سافر عن داره منذ زمان وانعدم!

أين من صبر على مشقة الجوع والظمأ؟ غاب فما آب ومضى فانقضى

أين الذين ارتفعت أصواتهم بالأدعية؟ خرجت تلك الجواهر من تلك الأوعية...

اين هم الأن اليس تحت الثري والجنادل وحدهم رهن أعمالهم في القبور ومايعلم بحالهم إلا الله تبارك وتعالي .. نسأل الله ان يجعلهم في رياض الجنه وفي قبورهم منعمين امنين مطمئنين ..


سل الأيام ما فعلت بكسرى *** وقيصر والقصور وساكنيها
أما استدعتهم للمـــوت طُراًّ *** فلم تدع الحليم ولا السفيها
أما لو بيعت الدنيا بفــــلس *** أنفت لعاقل أن يشتريها

إخواني ...

تفكروا لماذا خلقتم فالتفكير عبادة، وامتثلوا أمر الإله قد امر عباده، والتفتوا عن أسباب الشقاء إلى أسباب السعادة، واعلموا أنكم في نقص من الأعمار لا في زيادة.


أيها الغافل عن فضيلة الشهر، اعرف زمانك...
يا كثير الحديث فيمـا يؤذي، احفـظ لسانك...
يا مسؤولاً عن أعمالـه اعقــل شانــك...
يا متلوثاً بالزلل، اغسل بالتوبة ما شانــك...
يا مكتوباً عليه كل قبيح، تصـفح ديوانـك...


قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]

كتب بمعنى فرض.

سأل المأمون علي بن موسى الرضا: أي شيء فائدة الصوم في الحكمة؟
فقال: علم الله ما ينال الفقير من شدة الجوع، فأدخل على الغني الصوم، ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى
لا ينسى الفقير.
فقال المأمون: أقسم بالله لا كتبت هذا إلا بيدي


من آداب الصيام ..


وللصوم آداب يجمعها:
حفظ الجوارح الظاهرة، وحراسة الخواطر الباطنة، فينبغي أن يتلقى رمضان بتوبة صادقة، وعزيمة موافقة، وينبغي تقديم النية، وهي لازمة في كل ليلة.
ولابد من ملازمة الصمت عن الكلام الفاحش والغيبة، فإنه ما صام من ظل يأكل لحوم الناس.
وكف البصر عن النظر الحرام، ويلزم الحذر من تكرار النظر إلى الحلال.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». انفرد بإخراجه البخاري.

ويستحب تعجيل الفطر:
وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: إن أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً» [رواه الترمذي].

وفي حديث سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمراً فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور» [رواه أحمد وأهل السنن].

وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاءالله» [وراه أبو داود وحسنه الدارقطني].

ويستحب السحور وتأخيره:
وفي الصحيحين من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تسحروا فإن في السحور بركة».

وينبغي للصائم أن يتشاغل طول نهاره بالذكر والتلاوة.
وكان الشافعي رضي الله عنه يختم في رمضان ستين ختمة!!

وعن الزهري قال: "تسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة في غيره".

حق شهر رمضان شيئان إن كنت من الموجبين *** حــق الصيــام
تقــــــــــطـــع الصـــــــوم في نهـــــــارك بالذكــــر *** وتفني ظلامه بالقيام

ويستحب للصائم أن يفطر الصوام إذا أمكنه، فعن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً» [رواه أحمد والترمذي وصححه].

موعظة:
فبادروا إخواني شهركم بأفعال الخير، وأفردوها عن الخطايا لتكون وحدها لا غير، واعلموا أن شهركم هذا شهر إنعام ومير، تعرف حرمته الملائكة والجن والطير.

وآهاً لأوقاته من زواهر ما أشرفها ولساعاته التي كالجواهر ما أظرفها...
أشرقت لياليها بصلاة التراويح وأنارت أيامها بالصلاة والتسبيح...
حليتها الإخلاص والصدق وثمرتها الخلاص والعتق...

إخواني هذا شهر التيقظ.. هذا أوان التحفظ
إخواني بين أيديكم سفر.. والأعمار فيها قصر...
وكلكم والله على خطر... فاعرفوا قدر من قدر..
وتذكروا كيف عصيتم وستر...

قال سري السقطي: "السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها وأنفاس العباد ثمرتها".

فشهر رجب أيام توريقها.. وشعبان أيام تفريعها.. ورمضان أيام قطفها... والمؤمنون قطافها..

هذه الأشهر الثلاث المعظمة كالجمرات الثلاث... فرجب كأول جمرة تحمي بها العزائم، وشعبان كالثانية تذوب فيها مياه العيون، ورمضان كالثالثة تورق فيها أشجار المجاهدات... وأي شجرة لم تورق في الربيع قطعت للحطب!
فيا من قد ذهبت عنه هذه الأشهر وما تغير، أحسن الله عزاءك!!

واعجباً! لو عرض عليك أن تشرب شربة ماء في رمضان لما شربت ولو ضربت، وأنت فيه تغش في البيع، وتطفف في الميزان، فإذا خرج عصيت الله في شوال، أما كان الناهي عن هذا هو الناهي عن ذاك!

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: 85]

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له».

باع قوم جارية قبيل رمضان، فلما حصلت عند المشتري قال لها: هيئي لنا ما يصلح للصوم فقالت: لقد كنت قبلكم لقوم كان زمانهم رمضان!

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان» [رواه الترمذي وفيه ضعف].

من فطر صائماً فله أجر صائم، فاجتهد أن تصوم رمضان ستين يوماً.

فضائل الصيام عموماً
اعلموا أن الصوم من أشرف العبادات وله فضيلة ينفرد بها عن جميع التعبدات وهي إضافته إلى الله عز وجل بقوله: «الصوم لي وأنا أجزي به» [رواه البخاري].

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عن فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» متفق عليه.

وعن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، يلا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد». متفق عليه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» [رواه ابن حبان وصححه الألباني].

تحذير
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يصخب
ولا يرفث فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».

وقد لا تخلص النية، ولا يحصل الأجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب].

مع السلف
كان أبو أمامة وامرأته لا يلفون إلا صياماً، فإذا رأوا عندهم ناراً أو دخاناً في منزلهم، عرفوا أن قد اعتراهم ضعف.

وكان جماعة من السلف يغتنمون العمر، فيسردون الصوم ولا يفطرون إلا الأيام المحرمة.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسرد الصوم، وسرده أبو طلحة وأبو أمامة وعائشة وعروة وسعيد بن المسيب وكان بعض السلف يبكي عند الموت فقيل له: ما يبكيك؟
قال: أبكي على يوم ما صمته وليلة ما قمتها!!

فاغتنموا إخواني زمنكم وبادروا بالصحة سقمكم، واحفظوا أمانة التكليف لمن أمنكم وكأنكم بالحميم وقد دفنكم وبالعمل في القبر قد ارتهنكم.

ألم يأن تركــي مــــا علــي ولا ليـــا ***وعزمي ما فيه إصلاح حاليا
وقد نال مني الدهر وابيــض مفرقي *** بكـــر الليالــــي كمــــا هيا
أليس الليالي غاصباتــــي مهجتي *** كما غصبت قبلي القرون الخواليا
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM