إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29-05-2017, 02:01 PM   #21
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

كل نظرة ..وكل كلمة.. وكل زلة مكتوبة ..



تضيع اللصلاة.. الغيبة النميمة.. الكبائر ..الصغائر ..كلها في الكتاب



( لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ...وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)



أحبتي في الله



تعالوا بنا لنقف ....مع أنفسنا في هذه الدقائق ...وقفة محاسبة



كان سلفنا الصالح... يحاسبون أنفسهم ....في السكنات والحركات



عاشوا مع الله جل وعلا ..وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ



حديثنا اليوم ..عن ساعات يمر بها العبد هي ساعات الندم



وما أحسن قول يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى ...نادماً مع الخاسرين



روي أن حاتم الأصم وهو رجل صالح ...فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلاها في البيت،.. فجلس يبكي؛ ..



فجاءه أصحابه يعزونه..... على فوات صلاة الجماعة،



فنظر إليهم... وكانوا قلة.... فبكى،...لما يبكي ؟



قالوا: ما يبكيك يرحمك الله؟



قال: لو مات ابن من أبنائي ...لأتى أهلُ المدينة كلهم يعزونني،



ووالله لموت أبنائي جميعاً ....أهون عندي من فوات صلاة الجماعة:



فهذه من ساعاتِ الندم....عند المؤمنين الطائعين ...
من ..منا.. يا عباد الله ...يجلس يوميا ..ويحاسب نفسه ..؟؟
ومن ساعات الندم يا عباد الله..... ساعةٌ كلنا ُمقبِلون عليها،



ساعةٌ سوف تأتي، ....على الصالحِ والفاجر



ساعة سوف تأتي ...على الصغير والكبير



ساعة سوف تأتي...على الأغنياء والفقراء



ما هي هذه الساعة؟ ......إنها ساعة الاحتضار،



(( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ))



لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ



ساعةٌ يا عبد الله....



ساعةُ ندم، ....تتذكر فيها ..الغدرات والفجرات ..



ساعة تتذكر فيها... يوم جلست أمام التلفاز وتتابع المحطات ..



ساعة تتذكر فيها ..يوم أن ظلمت عبدا من عباد الله تعالى....



ساعة تتذكر يوم تكلمت في عرض فلان.. فلان



وفي تلك الساعة



عبد الله ...تنظر حولك،... فإذا الأم والزوجة والأبناء ..كلهم يبكون



تنظر إلى أبيك... وقد جاء بالطبيب،



تنظر إلى أحبابك يبكون ويندبون ..



(( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ))
والروح تريد أن تخرج ....فتنطلق تلك الصرخة ...



رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ..



فتسمع الجواب: يا من ضيعت أمر الله ....ظلمت واعتديت



كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ....وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ




لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة ...ماذا كان يقول؟



قال: [أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار... ثم قال: مرحباً بالموت زائراً مغيباً،... وحبيباً جاء على فاقة،



اللهم إني كنت أخافك... وأنا اليوم أرجوك ].
وهذا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه لما حضرته الوفاة،



أتعرفون من هو أبو هريرة ؟ إنه طالب العلم الزاهد العابد،



كان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم



ليسمع العلم ...لما حضرته الوفاة ...بكى،



فقيل له: ما يبكيك؟



قال: [بعدُ السفر.. وقلةُ الزاد..والخوفُ من الوقوع عن الصراط في النار ].
وساعة يا عباد الله



من ساعات الندم ...ساعةُ الانتباهِ في القبور...



يقام العبد في ذلك القبر الضيق المظلم الموحش... فماذا ينظر؟



وماذا يرى ؟



يرى ملكين أسودين أزرقين ....يقولان له: من ربك؟



ما دينك؟ ما تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟



يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ



وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27]^.



عبد الله...أمة الله



إن لم تجب على ذلك السؤال ..ماذا يكون مصيرك؟!!
فيتذكرفي تلك الساعة.. عقوق والديه....ويتذكر يوم أكل الربا،..



ويتذكر المعاصي والذنوب



عباد الله ...انظروا الى ذلك المشهد



يأتيه رجلٌ منتنُ الثياب.. قبيحُ المنظر.. وجهه يجيء بالشر



فيقول: من أنت؛ فوجهك يجيء بالشر؟



فيقول: أنا عملك الخبيث.. أنا المنكرات،والمعاصي ..



أنا الأغاني والمسلسلات، أنا أكل الربا ..أنا المعاصي والفجور



فيقول له ..أبشر بالذي يسوءك،... هذا يومك الذي كنت توعد.



فلا إله إلا الله ...فلا ينفع الندم ...



وساعة يا عباد الله ... من ساعات الندم ....ساعةُ البعثِ من القبور
يوم يكونُ العبدُ في قبره معذباً...



وفي لحظةٍ من اللحظات ...يخرج من قبره،.. ماذا يسمع؟



يسمعُ صوتَ السماء....هي تنشق وتنفطر....



ينظر إلى الكواكب... وهي تتناثر،



وينظر إلى الشمس قد انطمست وذهب نورها،



{ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ *



وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * }



يخرج من قبره ....فينظر إلى البحار قد انفجرت...



ويخرج من تحته أناس ينفضون عن وجوههم التراب،



ماذا يقول؟... يقول.. إن كان مفرطاً في جنب الله تعالى



(يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) [يس:52]^



يصرخ.. يا ويلنا ..ماذا فعلنا في الدنيا؟!... كان لاهياً غافلاً



فَيصرخُ ويقول: ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) [يس:52]^







فيقول له الصالحون: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ



وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [ق:41-42]^



عبد الله ..أمة الله عش بقلبك مع تلك الأهوال والأحوال ..



يا لها من ساعة ندم! .....ويا لها من حسرة!



الرجال والنساء ...حفاة عراة ..غرلا ..



تخرج من قبرك ..فتنظر إلى أمك وهي تناديك ..وتقول: يا بني!



الم يكن لك بطني وعاء ..وصدري لك سقاء



حسنةٌ أتبلغ بها،.. يا بني:.. حسنة أنجو بها من النار



فتقول لها: إليكِ عني، إليكِ عني.



يناديك الأب، فيقول: يا ولدي! لقد أطعمتك من جوع



وكسيتك من عري،... يا بني! حسنة أتبلغ بها،



فتقول له: نفسي نفسي، إليكَ عني يا أبي.



يأتيك الابن فيبكي ويقول: يا أبي! حسنة ...أدخل بها الجنة،



فتقول له: إليك عني... إليك عني.



{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }عبس



لا اله الا الله .....



وساعة يا عباد الله ..من ساعات الندم ...في يوم الحسرة والندامة



فإذا رأوا جهنم ...تذكروا الدنيا،... وتذكروا الملذات،



والناس إذا رأوا جهنم...جثوا على الركب،



وهناك يقول كل واحد من الناس: نفسي نفسي:



إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ..سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان:12]^



يرى الناس جهنم وهي تجر،. لها سبعون ألف زمام



مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها،



فإذا النبيون يقولون ... نفسي نفسي، فماذا يقول المذنبون؟



ماذا يقول المسيئون؟ ماذا نقول نحن ...يا عباد الله؟
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً [المعارج:6-7]^



(( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً *



وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ* يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى))




ترى يا عبد الله..يا امة الله.. في يوم الحسرة؟ بعض الناس يصرخ...



وترى الولدان شيبة،...والقلوب قد بلغت الحناجر



والناس حفاة عراة غرلا .....الرجال والنساء.....



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج1



في تلك الساعة ..يُظهر الندم ....يبكي ويقول: يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #21  
قديم 29-05-2017 , 02:01 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

كل نظرة ..وكل كلمة.. وكل زلة مكتوبة ..



تضيع اللصلاة.. الغيبة النميمة.. الكبائر ..الصغائر ..كلها في الكتاب



( لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ...وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)



أحبتي في الله



تعالوا بنا لنقف ....مع أنفسنا في هذه الدقائق ...وقفة محاسبة



كان سلفنا الصالح... يحاسبون أنفسهم ....في السكنات والحركات



عاشوا مع الله جل وعلا ..وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ



حديثنا اليوم ..عن ساعات يمر بها العبد هي ساعات الندم



وما أحسن قول يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى ...نادماً مع الخاسرين



روي أن حاتم الأصم وهو رجل صالح ...فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلاها في البيت،.. فجلس يبكي؛ ..



فجاءه أصحابه يعزونه..... على فوات صلاة الجماعة،



فنظر إليهم... وكانوا قلة.... فبكى،...لما يبكي ؟



قالوا: ما يبكيك يرحمك الله؟



قال: لو مات ابن من أبنائي ...لأتى أهلُ المدينة كلهم يعزونني،



ووالله لموت أبنائي جميعاً ....أهون عندي من فوات صلاة الجماعة:



فهذه من ساعاتِ الندم....عند المؤمنين الطائعين ...
من ..منا.. يا عباد الله ...يجلس يوميا ..ويحاسب نفسه ..؟؟
ومن ساعات الندم يا عباد الله..... ساعةٌ كلنا ُمقبِلون عليها،



ساعةٌ سوف تأتي، ....على الصالحِ والفاجر



ساعة سوف تأتي ...على الصغير والكبير



ساعة سوف تأتي...على الأغنياء والفقراء



ما هي هذه الساعة؟ ......إنها ساعة الاحتضار،



(( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ))



لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ



ساعةٌ يا عبد الله....



ساعةُ ندم، ....تتذكر فيها ..الغدرات والفجرات ..



ساعة تتذكر فيها... يوم جلست أمام التلفاز وتتابع المحطات ..



ساعة تتذكر فيها ..يوم أن ظلمت عبدا من عباد الله تعالى....



ساعة تتذكر يوم تكلمت في عرض فلان.. فلان



وفي تلك الساعة



عبد الله ...تنظر حولك،... فإذا الأم والزوجة والأبناء ..كلهم يبكون



تنظر إلى أبيك... وقد جاء بالطبيب،



تنظر إلى أحبابك يبكون ويندبون ..



(( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ))
والروح تريد أن تخرج ....فتنطلق تلك الصرخة ...



رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ..



فتسمع الجواب: يا من ضيعت أمر الله ....ظلمت واعتديت



كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ....وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ




لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة ...ماذا كان يقول؟



قال: [أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار... ثم قال: مرحباً بالموت زائراً مغيباً،... وحبيباً جاء على فاقة،



اللهم إني كنت أخافك... وأنا اليوم أرجوك ].
وهذا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه لما حضرته الوفاة،



أتعرفون من هو أبو هريرة ؟ إنه طالب العلم الزاهد العابد،



كان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم



ليسمع العلم ...لما حضرته الوفاة ...بكى،



فقيل له: ما يبكيك؟



قال: [بعدُ السفر.. وقلةُ الزاد..والخوفُ من الوقوع عن الصراط في النار ].
وساعة يا عباد الله



من ساعات الندم ...ساعةُ الانتباهِ في القبور...



يقام العبد في ذلك القبر الضيق المظلم الموحش... فماذا ينظر؟



وماذا يرى ؟



يرى ملكين أسودين أزرقين ....يقولان له: من ربك؟



ما دينك؟ ما تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟



يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ



وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27]^.



عبد الله...أمة الله



إن لم تجب على ذلك السؤال ..ماذا يكون مصيرك؟!!
فيتذكرفي تلك الساعة.. عقوق والديه....ويتذكر يوم أكل الربا،..



ويتذكر المعاصي والذنوب



عباد الله ...انظروا الى ذلك المشهد



يأتيه رجلٌ منتنُ الثياب.. قبيحُ المنظر.. وجهه يجيء بالشر



فيقول: من أنت؛ فوجهك يجيء بالشر؟



فيقول: أنا عملك الخبيث.. أنا المنكرات،والمعاصي ..



أنا الأغاني والمسلسلات، أنا أكل الربا ..أنا المعاصي والفجور



فيقول له ..أبشر بالذي يسوءك،... هذا يومك الذي كنت توعد.



فلا إله إلا الله ...فلا ينفع الندم ...



وساعة يا عباد الله ... من ساعات الندم ....ساعةُ البعثِ من القبور
يوم يكونُ العبدُ في قبره معذباً...



وفي لحظةٍ من اللحظات ...يخرج من قبره،.. ماذا يسمع؟



يسمعُ صوتَ السماء....هي تنشق وتنفطر....



ينظر إلى الكواكب... وهي تتناثر،



وينظر إلى الشمس قد انطمست وذهب نورها،



{ إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ *



وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * }



يخرج من قبره ....فينظر إلى البحار قد انفجرت...



ويخرج من تحته أناس ينفضون عن وجوههم التراب،



ماذا يقول؟... يقول.. إن كان مفرطاً في جنب الله تعالى



(يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) [يس:52]^



يصرخ.. يا ويلنا ..ماذا فعلنا في الدنيا؟!... كان لاهياً غافلاً



فَيصرخُ ويقول: ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا) [يس:52]^







فيقول له الصالحون: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ



وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [ق:41-42]^



عبد الله ..أمة الله عش بقلبك مع تلك الأهوال والأحوال ..



يا لها من ساعة ندم! .....ويا لها من حسرة!



الرجال والنساء ...حفاة عراة ..غرلا ..



تخرج من قبرك ..فتنظر إلى أمك وهي تناديك ..وتقول: يا بني!



الم يكن لك بطني وعاء ..وصدري لك سقاء



حسنةٌ أتبلغ بها،.. يا بني:.. حسنة أنجو بها من النار



فتقول لها: إليكِ عني، إليكِ عني.



يناديك الأب، فيقول: يا ولدي! لقد أطعمتك من جوع



وكسيتك من عري،... يا بني! حسنة أتبلغ بها،



فتقول له: نفسي نفسي، إليكَ عني يا أبي.



يأتيك الابن فيبكي ويقول: يا أبي! حسنة ...أدخل بها الجنة،



فتقول له: إليك عني... إليك عني.



{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }عبس



لا اله الا الله .....



وساعة يا عباد الله ..من ساعات الندم ...في يوم الحسرة والندامة



فإذا رأوا جهنم ...تذكروا الدنيا،... وتذكروا الملذات،



والناس إذا رأوا جهنم...جثوا على الركب،



وهناك يقول كل واحد من الناس: نفسي نفسي:



إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ..سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً [الفرقان:12]^



يرى الناس جهنم وهي تجر،. لها سبعون ألف زمام



مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها،



فإذا النبيون يقولون ... نفسي نفسي، فماذا يقول المذنبون؟



ماذا يقول المسيئون؟ ماذا نقول نحن ...يا عباد الله؟
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً [المعارج:6-7]^



(( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً *



وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ* يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْأِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى))




ترى يا عبد الله..يا امة الله.. في يوم الحسرة؟ بعض الناس يصرخ...



وترى الولدان شيبة،...والقلوب قد بلغت الحناجر



والناس حفاة عراة غرلا .....الرجال والنساء.....



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج1



في تلك الساعة ..يُظهر الندم ....يبكي ويقول: يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 02:04 PM   #22
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

* الدنيا ساعـه فـ إجعلها طاعــه *

قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا:
[ مالي وللدنيا, ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها ] رواه الترمذي -

الدنيا..
إذا كسـت أوكست..
وإذا أيـنـعـت نـعــت ..
وإذا جـلـت أوجـلــت ..
وكم من قبـور تـُـبـنى وما تبنا ..
وكم من مــريض عدنا وما عــدنا..
وكم من ملك رفعت له علامات ,فلما علا.. مات..


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرنَكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرنّكُم باللَّهِ الْغَرُورُ

يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ

((الدنيا ممـــر وليست مقـــر)). وان الساعة التي تمر من حياتنا دون أن نستغلها ستكون علينا حسرة وندامة يوم القيامة وعندها لا ينفع الندم

للإنسان ثلاثة أحوال :
- حال قبل أن يخلق وهي طويلة لا بداية لها،
- حال بعد أن يموت وهي طويلة لا نهاية لها،
- وحال بينهما وهي قصيرة جدا بالنسبة إليهما.

لم توصف الدنيا إلا بأدنى الأوصاف : اللعنة، الغرور، المتاع...إلخ
يقول ابن الفجاءة :
أما بعد، فإني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وراقت بالقليل، وتحببت بالعاجلة، وحليت بالآمال، وتزينت بالغرور، لاتدوم حبرتها، ولا تؤمن فجعتها، غرارة، طرارة، خوانة، غدارة، حائلة، زائلة، نافذة، مائلة، أكالة، غوالة، بدالة، نقالة...
فالسعيد من جرب رباعها وإذا مدت له باعها..
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #22  
قديم 29-05-2017 , 02:04 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

* الدنيا ساعـه فـ إجعلها طاعــه *

قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا:
[ مالي وللدنيا, ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها ] رواه الترمذي -

الدنيا..
إذا كسـت أوكست..
وإذا أيـنـعـت نـعــت ..
وإذا جـلـت أوجـلــت ..
وكم من قبـور تـُـبـنى وما تبنا ..
وكم من مــريض عدنا وما عــدنا..
وكم من ملك رفعت له علامات ,فلما علا.. مات..


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرنَكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرنّكُم باللَّهِ الْغَرُورُ

يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ

((الدنيا ممـــر وليست مقـــر)). وان الساعة التي تمر من حياتنا دون أن نستغلها ستكون علينا حسرة وندامة يوم القيامة وعندها لا ينفع الندم

للإنسان ثلاثة أحوال :
- حال قبل أن يخلق وهي طويلة لا بداية لها،
- حال بعد أن يموت وهي طويلة لا نهاية لها،
- وحال بينهما وهي قصيرة جدا بالنسبة إليهما.

لم توصف الدنيا إلا بأدنى الأوصاف : اللعنة، الغرور، المتاع...إلخ
يقول ابن الفجاءة :
أما بعد، فإني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وراقت بالقليل، وتحببت بالعاجلة، وحليت بالآمال، وتزينت بالغرور، لاتدوم حبرتها، ولا تؤمن فجعتها، غرارة، طرارة، خوانة، غدارة، حائلة، زائلة، نافذة، مائلة، أكالة، غوالة، بدالة، نقالة...
فالسعيد من جرب رباعها وإذا مدت له باعها..
رد مع اقتباس
قديم 29-05-2017, 02:09 PM   #23
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

... الاستعداد لشهر الغنيمة ....





ها قد بدأ عهد العدَّة والاستعداد لشهر الغنيمة، والله -جل وعلا- يقول: {وَلَو أَرَادوا الخروجَ لأَعَدّوا لَه عدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّه انبِعَاثَهم فَثَبَّطَهم وَقِيلَ اقعدوا مَعَ القَاعِدِينَ} [التوبة: 46].


هل لا تهفو نفسك إلى العتق من النيران في هذا الزمان؟ هل لا تهفو نفسك إلى المغفرة والرحمة والعفو من قِبَل ربك الرحيم الرحمن؟
كلنا يدَّعي ذلك، والأمر ليس بالأماني.. إنما نحتاج إلى نية حقيقية لبلوغ هذه المنازل العالية، فلو لم تعدّ عدتك فلا تخدعنّ نفسك..

فخبرني بالله عليك ممن ستكون؟ هل ستكون من السابقين للخيرات؟ أم ستكون من المبعدين المخلفين عن صراط الله المستقيم؟
إذا أردت أن تعرف هل أنت من السابقين الذين سيعدون العدَّة أم أنك من المخلَّفين، فانظر إلى حالك وصفتك وقارنها بصفات أولئك:

الصفة الأولى: خشية الله

قال -تعالى-: {..الَّذِينَ هم مِّن خَشيَةِ رَبِّهِم مّشفِقونَ} [المؤمنون: 57]، والخشية مصدرها العلم: {إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العلَمَاء} [فاطر: 28]، فهم عرفوا ابتداءًا من هو ربهم بصفات جلاله ولذلك أشفقوا وخافوا وعظّموا ويعلمون أن الله مطلعٌ عليهم في الخلوات، وقد قال أهل العلم: "أعظم سائق إلى الله الخوف والخشية منه"؛ فخوفهم هو الباعث لهم على سلوك صراط ربهم المستقيم...

فهل أنت كذلك؟ خائف؟ وجِّل؟ مشفِّق؟... أم أنك لاهٍ؟ عابث؟ تدخل على الفتن بجرأة؟

الصفة الثانية: يتدبرون ويؤمنون بآيات ربهم

قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ هم بِآيَاتِ رَبِّهِم يؤمِنونَ} [المؤمنون: 58]، وآيات الله على قسمين: آياته المتلوة و آياته المشاهدة في الكون.

هؤلاء يوقنون، يؤمنون، يصدقون بقلوبهم وتظهر علامات التصديق في أعمالهم، هؤلاء إذا مرت عليهم آية من آيات الله تدبروها وتأملوها و علموا مُراد الله منها.

وأنت يا عبد الله، ألا تمُر عليك النُذر بعد النُذر؟ ألم يمُت لك قريب أو صديق؟ ألم تمر عليك بعض البلايا، التي أرسلها الله لك حتى ترجع إليه وحتى تتوب إليه؟

الصفة الثالثة: التوحيد وعدم الشرك

{وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 59]، ورغم أن التوحيد هو المقصد الأول، إلا إن ترتيبه في الآيات جاء بعد ذكر صفتي الخشية والتصديق القلبي لأنهما الباعث علي كمال التوحيد...

فلا يُشرك بربه أحد؛ يحبه من كل قلبه ولا يُحب أحدًا سواه فكل محبوبٍ عنده محبوب في الله، ولا يذل ولا ينكسر ولا يخضع لأحدٍ سواه، ولا يسأل الناس شيئًا بل يتوكل على الله ويفوض أمره له وحده لا شريك له...

فهل الله هو أعظم محبوبٍ عندنا؟ أم الدنيا وشهوات النفس؟

الصفة الرابعة: قلوبهم وجلة

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60]، حين يتقربون بالطاعات، يخافون ألا تُقبل منهم...

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ..} قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال: «لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات، وهم لها سابقون» [المحدث: الألباني، صحيح الترمذي/ 3175، صحيح].

هذه كانت صفات المُتقين من سورة المؤمنون، الذين قال عنهم الله -جل وعلا-: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61].

وقد وصفهم الله -عز وجل- في سورة آل عمران بالصفات التالية:

الصفة الأولى: ينفقون ويبذلون الغالي والنفيس:

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ..} [آل عمران: 134]، عليك بصدقة يومية ولو بأقل القليل، تستدفع بها غضب الرب.

الصفة الثانية: كظم الغيظ والعفو عن الناس:

{..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، عليك أن تجاهد نفسك وتكظم غضبك وغيظك لله حتى يرضيك الله، وعليك أن تعُد من الآن عُدة لزمان ليلة القدر، حتى تنال دعوتها: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

{وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}؛ فأحسِن في عملك وراقب ربك واعبده كأنك تراه أمامك...

الصفة الثالثة: دوام الاستغفار والتوبة:

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذُكِر ذكر» [الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، صحيح الجامع رقم/ 5735]

وهذا واجبنا العملي في هذا الزمان:

1- أكثِر من الاستغفار والتوبة، وإياك أن تكون مدمنًا لمعصية.

2- اعلُ بهمتك: وليكن شعارك: "لن يسبقني إلى الله أحد"، فنحن في زمان الفتنة والحي لا تؤمن عليه الفتنة، خشية أن ينتكس بنا الطريق وأن يُقلب القلب وتكون الخاتمة كذلك والعياذ بالله.

3- افتح في أبواب الخير: سارع في الخيرات من الآن، عليك بالصيام والقيام، اجعل بينك وبين كتاب الله علاقة وثيقة وضاعف من وِردك، اجمع صدقات ووزَّع الأطعمة.

4- مشارطة النفس: ضع أمامك أهداف إيمانية حتى تُذكر نفسك بها الفينة بعد الفينة، أما أن يكون قصارى جهدنا ومبلغ علمنا همومنا الدنيوية فلن تفلح في الطريق.

5- إياك واجتراح السيئات: تذكر دائمًا أبدًا أننا في شهر من الأشهر الحرم، التي قال الله -تعالى- فيها: {..فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..} [التوبة: 36] فإياك وجراحات السيئات، إياك أن تظلم نفسك بارتكاب المنكرات في هذا الزمان الذي تعظُم فيه هذه المخالفة.

قد بينت لك صفتك إن كنت مُريدًا للسباق وبينتُ لك كيف تسير إلى ربك؛ فتأمل هذه الآيات في هذه الأيام الخاليات لتكون نُصب عينيك فيكون منها العدة الإيمانية في زمان العُدّة.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #23  
قديم 29-05-2017 , 02:09 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

... الاستعداد لشهر الغنيمة ....





ها قد بدأ عهد العدَّة والاستعداد لشهر الغنيمة، والله -جل وعلا- يقول: {وَلَو أَرَادوا الخروجَ لأَعَدّوا لَه عدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّه انبِعَاثَهم فَثَبَّطَهم وَقِيلَ اقعدوا مَعَ القَاعِدِينَ} [التوبة: 46].


هل لا تهفو نفسك إلى العتق من النيران في هذا الزمان؟ هل لا تهفو نفسك إلى المغفرة والرحمة والعفو من قِبَل ربك الرحيم الرحمن؟
كلنا يدَّعي ذلك، والأمر ليس بالأماني.. إنما نحتاج إلى نية حقيقية لبلوغ هذه المنازل العالية، فلو لم تعدّ عدتك فلا تخدعنّ نفسك..

فخبرني بالله عليك ممن ستكون؟ هل ستكون من السابقين للخيرات؟ أم ستكون من المبعدين المخلفين عن صراط الله المستقيم؟
إذا أردت أن تعرف هل أنت من السابقين الذين سيعدون العدَّة أم أنك من المخلَّفين، فانظر إلى حالك وصفتك وقارنها بصفات أولئك:

الصفة الأولى: خشية الله

قال -تعالى-: {..الَّذِينَ هم مِّن خَشيَةِ رَبِّهِم مّشفِقونَ} [المؤمنون: 57]، والخشية مصدرها العلم: {إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العلَمَاء} [فاطر: 28]، فهم عرفوا ابتداءًا من هو ربهم بصفات جلاله ولذلك أشفقوا وخافوا وعظّموا ويعلمون أن الله مطلعٌ عليهم في الخلوات، وقد قال أهل العلم: "أعظم سائق إلى الله الخوف والخشية منه"؛ فخوفهم هو الباعث لهم على سلوك صراط ربهم المستقيم...

فهل أنت كذلك؟ خائف؟ وجِّل؟ مشفِّق؟... أم أنك لاهٍ؟ عابث؟ تدخل على الفتن بجرأة؟

الصفة الثانية: يتدبرون ويؤمنون بآيات ربهم

قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ هم بِآيَاتِ رَبِّهِم يؤمِنونَ} [المؤمنون: 58]، وآيات الله على قسمين: آياته المتلوة و آياته المشاهدة في الكون.

هؤلاء يوقنون، يؤمنون، يصدقون بقلوبهم وتظهر علامات التصديق في أعمالهم، هؤلاء إذا مرت عليهم آية من آيات الله تدبروها وتأملوها و علموا مُراد الله منها.

وأنت يا عبد الله، ألا تمُر عليك النُذر بعد النُذر؟ ألم يمُت لك قريب أو صديق؟ ألم تمر عليك بعض البلايا، التي أرسلها الله لك حتى ترجع إليه وحتى تتوب إليه؟

الصفة الثالثة: التوحيد وعدم الشرك

{وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 59]، ورغم أن التوحيد هو المقصد الأول، إلا إن ترتيبه في الآيات جاء بعد ذكر صفتي الخشية والتصديق القلبي لأنهما الباعث علي كمال التوحيد...

فلا يُشرك بربه أحد؛ يحبه من كل قلبه ولا يُحب أحدًا سواه فكل محبوبٍ عنده محبوب في الله، ولا يذل ولا ينكسر ولا يخضع لأحدٍ سواه، ولا يسأل الناس شيئًا بل يتوكل على الله ويفوض أمره له وحده لا شريك له...

فهل الله هو أعظم محبوبٍ عندنا؟ أم الدنيا وشهوات النفس؟

الصفة الرابعة: قلوبهم وجلة

{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60]، حين يتقربون بالطاعات، يخافون ألا تُقبل منهم...

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ..} قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال: «لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات، وهم لها سابقون» [المحدث: الألباني، صحيح الترمذي/ 3175، صحيح].

هذه كانت صفات المُتقين من سورة المؤمنون، الذين قال عنهم الله -جل وعلا-: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 61].

وقد وصفهم الله -عز وجل- في سورة آل عمران بالصفات التالية:

الصفة الأولى: ينفقون ويبذلون الغالي والنفيس:

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ..} [آل عمران: 134]، عليك بصدقة يومية ولو بأقل القليل، تستدفع بها غضب الرب.

الصفة الثانية: كظم الغيظ والعفو عن الناس:

{..وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]، عليك أن تجاهد نفسك وتكظم غضبك وغيظك لله حتى يرضيك الله، وعليك أن تعُد من الآن عُدة لزمان ليلة القدر، حتى تنال دعوتها: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".

{وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}؛ فأحسِن في عملك وراقب ربك واعبده كأنك تراه أمامك...

الصفة الثالثة: دوام الاستغفار والتوبة:

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذُكِر ذكر» [الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، صحيح الجامع رقم/ 5735]

وهذا واجبنا العملي في هذا الزمان:

1- أكثِر من الاستغفار والتوبة، وإياك أن تكون مدمنًا لمعصية.

2- اعلُ بهمتك: وليكن شعارك: "لن يسبقني إلى الله أحد"، فنحن في زمان الفتنة والحي لا تؤمن عليه الفتنة، خشية أن ينتكس بنا الطريق وأن يُقلب القلب وتكون الخاتمة كذلك والعياذ بالله.

3- افتح في أبواب الخير: سارع في الخيرات من الآن، عليك بالصيام والقيام، اجعل بينك وبين كتاب الله علاقة وثيقة وضاعف من وِردك، اجمع صدقات ووزَّع الأطعمة.

4- مشارطة النفس: ضع أمامك أهداف إيمانية حتى تُذكر نفسك بها الفينة بعد الفينة، أما أن يكون قصارى جهدنا ومبلغ علمنا همومنا الدنيوية فلن تفلح في الطريق.

5- إياك واجتراح السيئات: تذكر دائمًا أبدًا أننا في شهر من الأشهر الحرم، التي قال الله -تعالى- فيها: {..فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ..} [التوبة: 36] فإياك وجراحات السيئات، إياك أن تظلم نفسك بارتكاب المنكرات في هذا الزمان الذي تعظُم فيه هذه المخالفة.

قد بينت لك صفتك إن كنت مُريدًا للسباق وبينتُ لك كيف تسير إلى ربك؛ فتأمل هذه الآيات في هذه الأيام الخاليات لتكون نُصب عينيك فيكون منها العدة الإيمانية في زمان العُدّة.
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:19 PM   #24
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

اعملوا صالحا
ومن سورة النساء نقرأ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
العمل الصالح عبادة والعبادة هى اسم شامل جامع حاوى لكل
ما يحبه الله المتعال ويرضاه الله الفرد الصمد
الاعمال الصالحات قد تكون كلمات طيبات
ففى سورة الاحزاب نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا
أورد الامام البخارى فى صحيحه
عن عدي بن حاتم قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة
الاعمال الصالحات قد تكون افعال خير ومعروف
إيماننا بالله وملائكته ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره عمل صالح
بر الوالدين عمل صالح ففى سورة الاحقاف نقرأ
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً
ومن سورة النساء نقرأ
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين
كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت
قيامكم للصلاة فى جماعة ومحافظتكم على اوقاتها ورعايتكم للمسجد وإعماركم له عمل صالح
وفى سورة البقرة نقرأ
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت
والصيام عمل صالح مبرور وورد فى سورة البقرة بيان ذلك
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
جاء فى صحيح البخارى رضى الله عنه عن
سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد
والصدقة عمل صالح مقبول
فقد ورد فى سورة المنافقون
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ
وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
ورد فى صحيح البخارى عن عبد الله بن معقل قال

سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اتقوا النار ولو بشق تمرة
والحج المبرور عمل صالح جزاؤه عند الله سبحانه كبير
ففى سورة الحج ورد ذكر الحج
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
ورد فى صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال

سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال
إيمان بالله ورسوله
قيل ثم ماذا
قال جهاد في سبيل الله
قيل ثم ماذا
قال حج مبرور
والجهاد فى سبيل الله عمل صالح والجهاد هو بذل الجهد والمشقة مرضاة لله سبحانه وفى سورة الجهاد نقرأ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
ولقد أورد مسلم فى صحيحه عن أبى موسى قال


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
والحب فى الله عمل صالح والمسلم يحب ربه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما يحب فى الاسلام أخوته فى الاسلام
كما ان المسلم يبغض فى الله كل من يعمل على حرب الله
ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفى سورة الممتحنة نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان
وقراءة القرآن والتفكر والتدبر فى أياته والعمل باحكامه عمل صالح ففى سورة البقرة نقرأ
الم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
ومن سورة فاطر نقرأ
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ

علي رضي الله عنه قال من الناس من يؤتى الإيمان ولا يؤتى القرآن ومنهم من يؤتى القرآن ولا يؤتى الإيمان ومنهم من يؤتى القرآن والإيمان ومنهم من لا يؤتى القرآن ولا الإيمان ثم ضرب لهم مثلا قال فأما من أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله مثل التمرة حلوة الطعم لا ريح لها وأما مثل الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان فمثل الآسة طيبة الريح مرة الطعم وأما الذي أوتي القرآن والإيمان فمثل الأترجة طيبة الريح حلوة الطعم وأما الذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان فمثله مثل الحنظلة مرة الطعم لا ريح لها

وعن أبِى هريرة رضِى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
المداومة على الطاعات من الاعمال الصالحات
ومن سورة الاحزاب نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال
اكْلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل
و أداء الأمانة من الاعمال الصالحات وذلك مما نقرأه فى سورة الاحزاب
إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا
ومما روى عن النبى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال
أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم

والعفو عن الناس من صالح الاعمال
فمن سورة آل عمران نقرأ بيان ذلك
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

والصدق في الحديث من الاعمال الصالحات وبيان ذلك نجده فى سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً
وغير ذلك كثير . . .
وإليكم هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة :
روى البيهقي عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟
قال : الإيمان بالله .
قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً .
قال : يرضخ مما رزقه الله (بمعنى ان يعطى مما رزقه الله سبحانه)
قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ؟
قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
قال : يصنع لأخرق . [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها .
قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟
قال : يعين مظلوماً .
قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟
قال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟‍! ليمسك أذاه عن الناس .
فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟
قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #24  
قديم 31-05-2017 , 01:19 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

اعملوا صالحا
ومن سورة النساء نقرأ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
العمل الصالح عبادة والعبادة هى اسم شامل جامع حاوى لكل
ما يحبه الله المتعال ويرضاه الله الفرد الصمد
الاعمال الصالحات قد تكون كلمات طيبات
ففى سورة الاحزاب نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا
أورد الامام البخارى فى صحيحه
عن عدي بن حاتم قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيبة
الاعمال الصالحات قد تكون افعال خير ومعروف
إيماننا بالله وملائكته ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره عمل صالح
بر الوالدين عمل صالح ففى سورة الاحقاف نقرأ
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً
ومن سورة النساء نقرأ
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين
كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت
قيامكم للصلاة فى جماعة ومحافظتكم على اوقاتها ورعايتكم للمسجد وإعماركم له عمل صالح
وفى سورة البقرة نقرأ
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت
والصيام عمل صالح مبرور وورد فى سورة البقرة بيان ذلك
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
جاء فى صحيح البخارى رضى الله عنه عن
سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد
والصدقة عمل صالح مقبول
فقد ورد فى سورة المنافقون
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ
وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
ورد فى صحيح البخارى عن عبد الله بن معقل قال

سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اتقوا النار ولو بشق تمرة
والحج المبرور عمل صالح جزاؤه عند الله سبحانه كبير
ففى سورة الحج ورد ذكر الحج
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
ورد فى صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال

سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال
إيمان بالله ورسوله
قيل ثم ماذا
قال جهاد في سبيل الله
قيل ثم ماذا
قال حج مبرور
والجهاد فى سبيل الله عمل صالح والجهاد هو بذل الجهد والمشقة مرضاة لله سبحانه وفى سورة الجهاد نقرأ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
ولقد أورد مسلم فى صحيحه عن أبى موسى قال


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
والحب فى الله عمل صالح والمسلم يحب ربه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما يحب فى الاسلام أخوته فى الاسلام
كما ان المسلم يبغض فى الله كل من يعمل على حرب الله
ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفى سورة الممتحنة نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان
وقراءة القرآن والتفكر والتدبر فى أياته والعمل باحكامه عمل صالح ففى سورة البقرة نقرأ
الم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
ومن سورة فاطر نقرأ
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ

علي رضي الله عنه قال من الناس من يؤتى الإيمان ولا يؤتى القرآن ومنهم من يؤتى القرآن ولا يؤتى الإيمان ومنهم من يؤتى القرآن والإيمان ومنهم من لا يؤتى القرآن ولا الإيمان ثم ضرب لهم مثلا قال فأما من أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله مثل التمرة حلوة الطعم لا ريح لها وأما مثل الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان فمثل الآسة طيبة الريح مرة الطعم وأما الذي أوتي القرآن والإيمان فمثل الأترجة طيبة الريح حلوة الطعم وأما الذي لم يؤت القرآن ولا الإيمان فمثله مثل الحنظلة مرة الطعم لا ريح لها

وعن أبِى هريرة رضِى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
المداومة على الطاعات من الاعمال الصالحات
ومن سورة الاحزاب نقرأ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال
اكْلفوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل
و أداء الأمانة من الاعمال الصالحات وذلك مما نقرأه فى سورة الاحزاب
إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا
ومما روى عن النبى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال
أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم

والعفو عن الناس من صالح الاعمال
فمن سورة آل عمران نقرأ بيان ذلك
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

والصدق في الحديث من الاعمال الصالحات وبيان ذلك نجده فى سورة التوبة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقاً
وغير ذلك كثير . . .
وإليكم هذا الحديث في تعداد بعض الأعمال الصالحة :
روى البيهقي عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟
قال : الإيمان بالله .
قلت : يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً .
قال : يرضخ مما رزقه الله (بمعنى ان يعطى مما رزقه الله سبحانه)
قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ به ؟
قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟
قال : يصنع لأخرق . [وهو الجاهل الذي لا صنعة له يكتسب منها .
قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً ؟
قال : يعين مظلوماً .
قلت : أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً ؟
قال : ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟‍! ليمسك أذاه عن الناس .
فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة ؟
قال : ما من مؤمن يطلب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:29 PM   #25
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

توجيه حديث :
( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ..)

السؤال:
هناك من يقول إنه ثمة تعارض بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض ) ، وبين ما قرره كثير من الشراح عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويضع الجزية ) ؛ أي أنه لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، حيث أنه ما دام يقبل من الناس الإسلام ، فإنه ينفع نفس إيمانها في هذا الوقت ، فيكون ظاهر هذا معارضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الأول ، ومعلوم أن عيسى عليه السلام يكون بعد الدجال ، وأنه هو الذي يقتله ، فكيف يدعو الناس للإسلام ولا يقبل غيره ، وفي نفس الوقت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؟ السؤال: هناك من يقول إنه ثمة تعارض بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض ) ، وبين ما قرره كثير من الشراح عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويضع الجزية ) ؛ أي أنه لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، حيث أنه ما دام يقبل من الناس الإسلام ، فإنه ينفع نفس إيمانها في هذا الوقت ، فيكون ظاهر هذا معارضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الأول ، ومعلوم أن عيسى عليه السلام يكون بعد الدجال ، وأنه هو الذي يقتله ، فكيف يدعو الناس للإسلام ولا يقبل غيره ، وفي نفس الوقت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؟


الجواب :
الحمد لله
روى مسلم (158) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدَّجَّالُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) .
ومعلوم أن الدجال يقتله عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويحيا الناس بعد المسيح دهرا قبل أن يُغلق باب التوبة ، وقد روى الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (779) عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( طوبى لعيش بعد المسيح ، طوبى لعيش بعد المسيح ، يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات ، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ، حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره ، ويطأ على الحية ولا تضره ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ) وصححه الألباني في " الصحيحة " (1926) .

وروى البخاري (3448) ، ومسلم (155) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) .

فكيف الجمع بين ذلك وبين حديث مسلم المتقدم ؟

للعلماء في ذلك أقوال :
القول الأول : أن ذكر الدجال في الحديث وهم .
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله في " المفهم " (23/85) في شرحه لهذا الحديث : " يلزم عليه أن يرتفع التكليف بالإيمان وبالتوبة عند خروجه ، والأحاديث الآتية في صفة الدجال تدل على خلاف ذلك على ما سنبينه ، فدل على أن ذكر الدجال مع الطلوع وهم من بعض الرواة ، والله تعالى أعلم " انتهى .

القول الثاني ، وهو قريب من الأول : أن ذكر الدجال في الحديث : تصحيف ، والصواب أنه : ( الدخان ) ، كما في رواية الإمام أحمد (9752) : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدُّخَانُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) .
لكن قال الألباني رحمه الله في " الصحيحة " (7/ 1635) :
" وقع في طبعة "المسند"- بدلاً من: "الدجال "-: "الدخان "! ولا أراه إلا تصحيفاً " انتهى .

القول الثالث : أن هذا المراد من هذا الحديث : أن أحدا لا يجد عند خروج هذه الآيات من عمل ينفعه ، إلا إذا كان قد اعتاد مثل ذلك العمل من قبل ؛ فمنها ما يبهت الناظر فيه عن العمل ، وإن كان لو عمل ، لقبل منه ، لكنه : لدهشته ، وعدم استمساك قدمه في مقام العمل من قبل : لا يعمل شيئا ينفعه .
وإما لأن وقت العمل قد انقضى ، وباب التوبة قد أغلق .
ثم إن تفصيل الفرق بين هذه الآيات ، ما يتعذر معه العمل ، وما لا يقبل معه العمل ، مرجعه إلى النصوص الأخرى المبينة لذلك .
ويشهد لذلك ما رواه مسلم في صحيحه (2947) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَوْ الدُّخَانَ أَوْ الدَّجَّالَ أَوْ الدَّابَّةَ أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ ) .
قال السندي رحمه الله :
" أَيِ : اعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ وَاشْتَغِلُوا بِهَا قَبْلَ مَجِيءِ هَذِهِ السِّتِّ الَّتِي هِيَ تَشْغَلُكُمْ عَنْهَا " انتهى من "حاشية سنن ابن ماجة " (2/501) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
" وَالْمُرَادُ مِنْ هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا تَعُوقُ عَنِ الْأَعْمَالِ ، فَبَعْضُهَا يَشْغَلُ عَنْهُ، إِمَّا فِي خَاصَّةِ الْإِنْسَانَ ، كَفَقْرِهِ وَغِنَاهُ وَمَرَضِهِ وَهَرَمِهِ وَمَوْتِهِ ، وَبَعْضُهَا عَامٌّ ، كَقِيَامِ السَّاعَةِ ، وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ ، وَكَذَلِكَ الْفِتْنُ الْمُزْعِجَةُ ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ) .
وَبَعْضُ هَذِهِ الْأُمُورِ الْعَامَّةِ لَا يَنْفَعُ بَعْدَهَا عَمَلٌ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } [الأنعام: 158]
وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسَا إِيمَانِهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا » . وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ، لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدَّجَّالُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ » . وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ » ...
فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمُبَادَرَةُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَيْهَا وَيُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، إِمَّا بِمَرَضٍ أَوْ مَوْتٍ ، أَوْ بِأَنْ يُدْرِكَهُ بَعْضُ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي لَا يُقْبَلُ مَعَهَا عَمَلٌ .." انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/388) .

القول الرابع : أن عدم الانتفاع بالعمل ، لا يكون إلا بتمام هذه الثلاث الآيات ، وأن خروج الدابة والدجال ، وإن كان مؤذنا بذلك ، وإرهاصا بين يديه ، فإنه لا يستتم ذلك الوعيد ، إلا بخروج الثلاث ، وظاهر النصوص : أن آخرها خروجا : هو طلوع الشمس من مغربها ، وعنده يغلق باب التوبة ، وينقطع النفع بالعمل المستأنف الجديد ، إلا من كان عهده بالإيمان والعمل سابقا لطلوع الشمس .
قال القاري رحمه الله :
" الْمُرَادُ هَذِهِ الثَّلَاثُ بِأَسْرِهَا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ، وَقَدَّمَ الطُّلُوعَ وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فِي الْوُقُوعِ ; لِأَنَّ مَدَارَ عَدَمِ قَبُولِ التَّوْبَةِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ ضُمَّ خُرُوجُ غَيْرِهِ إِلَيْهِ " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/ 3451)

وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
جاء في صحيح مسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ؛ طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض )، فهل التوبة تنقطع إذا خرج الدجال؟
فأجاب :
" الآية التي إذا جاءت لا ينفع نفسا إيمانها هي طلوع الشمس من مغربها، وبذلك فسر قوله تعالى: ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) ؛ فالتوبة لا تنقطع إلا إذا طلعت الشمس من مغربها ؛ كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخروج الدجال سابق لطلوع الشمس من مغربها ، فلا تنقطع التوبة عند خروجه .
وأما الحديث المذكور في السؤال : فلا يدل على انقطاع التوبة وقت خروج أيِّ واحدة من المذكورات، بل المراد إذا خرجن كلهن ، وذلك لا يكون إلا إذا طلعت الشمس من مغربها، فيدل على أن خروج الدجال قبل ذلك ، وكذلك الدابة ، إلا أن خروجها قريب من طلوع الشمس من مغربها "
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #25  
قديم 31-05-2017 , 01:29 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

توجيه حديث :
( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ..)

السؤال:
هناك من يقول إنه ثمة تعارض بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض ) ، وبين ما قرره كثير من الشراح عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويضع الجزية ) ؛ أي أنه لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، حيث أنه ما دام يقبل من الناس الإسلام ، فإنه ينفع نفس إيمانها في هذا الوقت ، فيكون ظاهر هذا معارضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الأول ، ومعلوم أن عيسى عليه السلام يكون بعد الدجال ، وأنه هو الذي يقتله ، فكيف يدعو الناس للإسلام ولا يقبل غيره ، وفي نفس الوقت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؟ السؤال: هناك من يقول إنه ثمة تعارض بين حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض ) ، وبين ما قرره كثير من الشراح عند قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويضع الجزية ) ؛ أي أنه لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، حيث أنه ما دام يقبل من الناس الإسلام ، فإنه ينفع نفس إيمانها في هذا الوقت ، فيكون ظاهر هذا معارضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الأول ، ومعلوم أن عيسى عليه السلام يكون بعد الدجال ، وأنه هو الذي يقتله ، فكيف يدعو الناس للإسلام ولا يقبل غيره ، وفي نفس الوقت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؟


الجواب :
الحمد لله
روى مسلم (158) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدَّجَّالُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) .
ومعلوم أن الدجال يقتله عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويحيا الناس بعد المسيح دهرا قبل أن يُغلق باب التوبة ، وقد روى الضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (779) عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( طوبى لعيش بعد المسيح ، طوبى لعيش بعد المسيح ، يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات ، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ، حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره ، ويطأ على الحية ولا تضره ، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض ) وصححه الألباني في " الصحيحة " (1926) .

وروى البخاري (3448) ، ومسلم (155) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) .

فكيف الجمع بين ذلك وبين حديث مسلم المتقدم ؟

للعلماء في ذلك أقوال :
القول الأول : أن ذكر الدجال في الحديث وهم .
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله في " المفهم " (23/85) في شرحه لهذا الحديث : " يلزم عليه أن يرتفع التكليف بالإيمان وبالتوبة عند خروجه ، والأحاديث الآتية في صفة الدجال تدل على خلاف ذلك على ما سنبينه ، فدل على أن ذكر الدجال مع الطلوع وهم من بعض الرواة ، والله تعالى أعلم " انتهى .

القول الثاني ، وهو قريب من الأول : أن ذكر الدجال في الحديث : تصحيف ، والصواب أنه : ( الدخان ) ، كما في رواية الإمام أحمد (9752) : ( ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدُّخَانُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ) .
لكن قال الألباني رحمه الله في " الصحيحة " (7/ 1635) :
" وقع في طبعة "المسند"- بدلاً من: "الدجال "-: "الدخان "! ولا أراه إلا تصحيفاً " انتهى .

القول الثالث : أن هذا المراد من هذا الحديث : أن أحدا لا يجد عند خروج هذه الآيات من عمل ينفعه ، إلا إذا كان قد اعتاد مثل ذلك العمل من قبل ؛ فمنها ما يبهت الناظر فيه عن العمل ، وإن كان لو عمل ، لقبل منه ، لكنه : لدهشته ، وعدم استمساك قدمه في مقام العمل من قبل : لا يعمل شيئا ينفعه .
وإما لأن وقت العمل قد انقضى ، وباب التوبة قد أغلق .
ثم إن تفصيل الفرق بين هذه الآيات ، ما يتعذر معه العمل ، وما لا يقبل معه العمل ، مرجعه إلى النصوص الأخرى المبينة لذلك .
ويشهد لذلك ما رواه مسلم في صحيحه (2947) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا أَوْ الدُّخَانَ أَوْ الدَّجَّالَ أَوْ الدَّابَّةَ أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ ) .
قال السندي رحمه الله :
" أَيِ : اعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ وَاشْتَغِلُوا بِهَا قَبْلَ مَجِيءِ هَذِهِ السِّتِّ الَّتِي هِيَ تَشْغَلُكُمْ عَنْهَا " انتهى من "حاشية سنن ابن ماجة " (2/501) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
" وَالْمُرَادُ مِنْ هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا تَعُوقُ عَنِ الْأَعْمَالِ ، فَبَعْضُهَا يَشْغَلُ عَنْهُ، إِمَّا فِي خَاصَّةِ الْإِنْسَانَ ، كَفَقْرِهِ وَغِنَاهُ وَمَرَضِهِ وَهَرَمِهِ وَمَوْتِهِ ، وَبَعْضُهَا عَامٌّ ، كَقِيَامِ السَّاعَةِ ، وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ ، وَكَذَلِكَ الْفِتْنُ الْمُزْعِجَةُ ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: ( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ) .
وَبَعْضُ هَذِهِ الْأُمُورِ الْعَامَّةِ لَا يَنْفَعُ بَعْدَهَا عَمَلٌ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } [الأنعام: 158]
وَفِي " الصَّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: « لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ ، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسَا إِيمَانِهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا » . وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ، لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدَّجَّالُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ » . وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ » ...
فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمُبَادَرَةُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَيْهَا وَيُحَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، إِمَّا بِمَرَضٍ أَوْ مَوْتٍ ، أَوْ بِأَنْ يُدْرِكَهُ بَعْضُ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي لَا يُقْبَلُ مَعَهَا عَمَلٌ .." انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/388) .

القول الرابع : أن عدم الانتفاع بالعمل ، لا يكون إلا بتمام هذه الثلاث الآيات ، وأن خروج الدابة والدجال ، وإن كان مؤذنا بذلك ، وإرهاصا بين يديه ، فإنه لا يستتم ذلك الوعيد ، إلا بخروج الثلاث ، وظاهر النصوص : أن آخرها خروجا : هو طلوع الشمس من مغربها ، وعنده يغلق باب التوبة ، وينقطع النفع بالعمل المستأنف الجديد ، إلا من كان عهده بالإيمان والعمل سابقا لطلوع الشمس .
قال القاري رحمه الله :
" الْمُرَادُ هَذِهِ الثَّلَاثُ بِأَسْرِهَا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ، وَقَدَّمَ الطُّلُوعَ وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فِي الْوُقُوعِ ; لِأَنَّ مَدَارَ عَدَمِ قَبُولِ التَّوْبَةِ عَلَيْهِ ، وَإِنْ ضُمَّ خُرُوجُ غَيْرِهِ إِلَيْهِ " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/ 3451)

وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
جاء في صحيح مسلم : ( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ؛ طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض )، فهل التوبة تنقطع إذا خرج الدجال؟
فأجاب :
" الآية التي إذا جاءت لا ينفع نفسا إيمانها هي طلوع الشمس من مغربها، وبذلك فسر قوله تعالى: ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) ؛ فالتوبة لا تنقطع إلا إذا طلعت الشمس من مغربها ؛ كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وخروج الدجال سابق لطلوع الشمس من مغربها ، فلا تنقطع التوبة عند خروجه .
وأما الحديث المذكور في السؤال : فلا يدل على انقطاع التوبة وقت خروج أيِّ واحدة من المذكورات، بل المراد إذا خرجن كلهن ، وذلك لا يكون إلا إذا طلعت الشمس من مغربها، فيدل على أن خروج الدجال قبل ذلك ، وكذلك الدابة ، إلا أن خروجها قريب من طلوع الشمس من مغربها "
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:33 PM   #26
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عز وجل:
{وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ} [البقرة:281].
إِنَّكُم إِلى اللهِ رَاجِعُونَ، رُجُوعًا يَعقُبُهُ وُقُوفٌ طَوِيلٌ بَينَ يَدَيهِ لِفَصلِ القَضَاءِ وَالحَسَابِ، ثم مَصِيرٌ إِلى الجَنَّةِ لِلثَّوَابِ أَو إِلى النَّارِ لِلعِقَابِ {إِلَيهِ مَرجِعُكُم جَمِيعًا وَعدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالقِسطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُم شَرَابٌ مِن حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بما كَانُوا يَكفُرُونَ} [يونس:4].
لَقَدَ كَتَبَ اللهُ تعالى عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ أَن يُقَادَ إِلَيهِ وَيُرجَعَ، فَيُلاقِيَهُ إِمَّا مُؤمِنًا عَزِيزًا كَرِيمًا بما أَسلَفَ مِنَ الصَّالحَاتِ، وَإِمَّا ذَلِيلاً مُهَانًا بما اقتَرَفَ مِن سَيِّئَاتٍ
{إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحيَى . وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصَّالحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى . جَنَّاتُ عَدنٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى} [طه:74-76]، {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقِيهِ . فَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا . وَيَنقَلِبُ إِلى أَهلِهِ مَسرُورًا . وَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهرِهِ . فَسَوفَ يَدعُو ثُبُورًا . وَيَصلَى سَعِيرًا . إِنَّهُ كَانَ في أَهلِهِ مَسرُورًا . إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَن يَحُورَ . بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [الإنشقاق:6-15]، {وَأَنْ لَيسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرَى . ثُمَّ يُجزَاهُ الجَزَاءَ الأَوفَى . وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النَّجم:36-39].
وَعَن سَهلِ بنِ سَعدٍ رضي الله عنهما قَالَ: "جَاءَ جِبرِيلُ إِلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعمَلْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَجزِيٌّ بِهِ، وَأَحبِبْ مَن شِئتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعلَمْ أَنَّ شَرَفَ المُؤمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزُّهُ استِغنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ" (رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ). نَعَم إِخوَةَ الإِسلامِ لَقَد كَتَبَ اللهُ عز وجل عَلَينَا مَهمَا فَرَرنَا وَتَوَقَّينَا أَن نَصِيرَ إِلَيهِ {قُلْ إِنَّ المَوتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُم ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عَالمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بما كُنتُم تَعمَلُونَ} [الجمعة:8]، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنَا وَهُم لا يُفَرِّطُونَ . ثُمَّ رُدُّوا إِلى اللهِ مَولاهُمُ الحَقِّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحَاسِبِينَ} [الأنعام:61-62]. إِنَّهُ يَومٌ مَشهُودٌ وَلِقَاءٌ مَوعُودٌ، بَعدَ لَحظَةٍ حَاسِمَةٍ قَاصِمَةٍ، تَنقُلُ أَحَدَنَا مِن دَارِ العُبُورِ وَالغُرُورِ، إِلى دَارِ السُّرُورِ أَوِ الشُّرُورِ، لَحظَةٌ تُلقَى فِيهَا آخِرُ النَّظَرَاتِ عَلَى الأَبنَاءِ وَالبَنَاتِ، وَيُوَدَّعُ فِيهَا الإِخوَانُ وَالأَخوَاتُ، وَتَبدُو عَلَى الوَجهِ فِيهَا مَعَالِمُ السَّكَرَاتِ، وَتَخرُجُ مِن صَمِيمِ القَلبِ الزَّفَرَاتُ وَتَغرَقُ العَينُ بِالعَبَرَاتِ، لَحظَةٌ يُؤمِنُ فِيهَا المُلحِدُ وَالكَافِرُ، وَيُوقِنُ عِندَهَا الفَاسِقُ وَالفَاجِرُ، وَتَظهَرُ حَقَارَةُ الدُّنيَا وَقِصَرُهَا وَهَوَانُ أَمرِهَا، وَيُحِسُّ مُلاقِيهَا أَنَّهُ فَرَّطَ في جَنبِ اللهِ كَثِيرًا، فَيُنَادِي بِلِسَانِ النَّادِمِ المُتَحَسِّرِ: {ربِّ ارجِعُونِ . لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكتُ} [المؤمنون من الآيات:99-100]، {رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالحِينَ} [المنافقون:10]. هُنَالِكَ يَدنُو مَلَكُ المَوتِ فَيُنَادِي: {يَا أَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ . ارجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرضِيَّةً} [الفجر:27-28]، أَو يَقُولُ وَهُوَ يَنزِعُ الرُّوحَ نَزعًا: «يَا أَيَّتُهَا النَّفسُ الخَبِيثَةُ، اُخرُجِي إِلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ» (رواه الإمام أحمد)، وَحِينَئِذٍ تَبرُدُ الأَعضَاءُ، وَيَسكُنُ القَلبُ وَالأَحشَاءُ {وَالتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ . إِلَى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المَسَاقُ} [القيامة:29-30]، ثم تُرفَعُ الرُّوحُ والصَّحَائِفُ بِالحَسَنَاتِ في أَعلَى عِلِّيِّينَ، أَو تُطرَحَانِ بِالسَّيِّئَاتِ في أَسفَلَ سَافِلِينَ، وَيَصِيرُ العَبدُ في عِدَادِ الأَموَاتِ، كَأَن لم يَكُنْ عَاشَ في الدُّنيَا وَلا دَرَجَ، وَلا دَخَلَ يَومًا فيها وَلا خَرَجَ، وَكَأَنَّهُ لم يَرَ بِعَينٍ وَلم يَسمَعْ بِأُذُنٍ، فَلَيتَ شِعرِي -عِبَادَ اللهِ- كَيفَ تَكُونُ الخَوَاتِيمُ؟! وَمَا حَالُنَا إِذَا غَدَونَا تِلكَ الغَدوَةَ أَو رُحنَا تِلكَ الرَّوحَةَ، وَنُقِلنَا مِنَ مُؤنِسِ الدُّورِ إِلى مُوحِشِ القُبُورِ؟! أَلا فَأَعِدُّوا لِذَلِكُمُ المَصِيرُ، وَاتَّقُوا يَومًا بَعدَهُ طَوِيلاً لَيسَ بِالقَصِيرِ {يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ . وَتَرَى المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقَرَّنِينَ في الأَصفَادِ . سَرَابِيلُهُم مِن قَطِرَانٍ وَتَغشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ . لِيَجزِيَ اللهُ كُلَّ نَفسٍ مَا كَسَبَت إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ} [إبراهيم:48-51]، {فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ . فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ . وَمَن خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ . تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُم فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:101-104]، {وَيَومَ يُنفَخُ في الصُّورِ فَفَزِعَ مَن في السَّمَاوَاتِ وَمَن في الأَرضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوهُ دَاخِرِينَ} [النمل:87]، {فَتَوَلَّ عَنهُم يَومَ يَدعُ الدَّاعِ إِلى شَيءٍ نُكُرٍ . خُشَّعًا أَبصَارُهُم يَخرُجُونَ مِنَ الأَجدَاثِ كَأَنَّهُم جَرَادٌ مُنتَشِرٌ . مُهطِعِينَ إِلى الدَّاعِ يَقُولُ الكَافِرُونَ هَذَا يَومٌ عَسِرٌ} [القمر:6-8]. يَخرُجُ العَبدُ مِن قَبرِهِ حَسِيرًا كَسِيرًا، لا ثَوبَ يُغَطِّيهِ، وَلا مَسكَنَ يُوَارِيهِ، حَافِيًا عَارِيًا، لا يَملِكُ قَلِيلاً وَلا كَثِيرًا، وَلا يَحمِلُ فَتِيلاً وَلا نَقِيرًا {وَلَقَد جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم مَا خَوَّلنَاكُم وَرَاءَ ظُهُورِكُم وَمَا نَرَى مَعَكُم شُفَعَاءَكُمُ} [الأنعام:94]، إِنَّهُ يَومٌ يَجمَعُ اللهُ فِيهِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَتُنشَرُ الصُّحُفُ وَالدَّوَاوِينُ، وَتُنصَبُ المَوَازِينُ، لَقَدِ انَتَهَتِ الأَيَّامُ، وَتَبَدَّدَتِ الأَوهَامُ، وَضَاعَتِ الأَحلامُ، وَاجتَمَعَ الأَحبَابُ وَالخُصُومُ، وَسِيقَ الظَّالِمُ وَالمَظلُومُ {يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ} [عبس:34-37]، {يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدِي مِن عَذَابِ يَومِئِذٍ بِبَنِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ . وَفَصِيلَتِهِ الَّتي تُؤويهِ . وَمَن في الأَرضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} [المعارج:11-14]، {يَومَ لا يُغني مَولىً عَن مَولىً شَيئًا وَلا هُم يُنصَرُونَ . إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الدُّخان:41-42]. {يَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئًا وَالأَمرُ يَومَئِذٍ للهِ} [الإنفطار:19]، {المُلكُ يَومَئِذٍ للهِ يَحكُمُ بَينَهُم فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ مُهِينٌ} [الحج:56-57]، {أَصحَابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا وَأَحسَنُ مَقِيلًا . وَيَومَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلَائِكَةُ تَنزِيلًا . المُلكُ يَومَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ وَكَانَ يَومًا عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان:23-25]، {يَومَ يَجمَعُكُم لِيَومِ الجَمعِ ذَلِكَ يَومُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤمِنْ بِاللهِ وَيَعمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئسَ المَصِيرُ} [التغابن:9-10]. فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَكُمُ اللهُ- {وَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخشَوا يَومًا لا يَجزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَولُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيئًا إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ . إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا في الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَدًا وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:33-34]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما تَعمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأَصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ} [الحشر:18-20]. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لا يَحُولُ وَلا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ النَّعِيمَ يَومَ العَيلَةِ، وَالأَمنَ يَومَ الحَربِ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسلِمِينَ وَأَحيِنَا مُسلِمِينَ، وَأَلحِقْنَا بِالصَّالحِينَ، غَيرَ خَزَايَا وَلا مَفتُونِينَ.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #26  
قديم 31-05-2017 , 01:33 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عز وجل:
{وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ} [البقرة:281].
إِنَّكُم إِلى اللهِ رَاجِعُونَ، رُجُوعًا يَعقُبُهُ وُقُوفٌ طَوِيلٌ بَينَ يَدَيهِ لِفَصلِ القَضَاءِ وَالحَسَابِ، ثم مَصِيرٌ إِلى الجَنَّةِ لِلثَّوَابِ أَو إِلى النَّارِ لِلعِقَابِ {إِلَيهِ مَرجِعُكُم جَمِيعًا وَعدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالقِسطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُم شَرَابٌ مِن حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بما كَانُوا يَكفُرُونَ} [يونس:4].
لَقَدَ كَتَبَ اللهُ تعالى عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ أَن يُقَادَ إِلَيهِ وَيُرجَعَ، فَيُلاقِيَهُ إِمَّا مُؤمِنًا عَزِيزًا كَرِيمًا بما أَسلَفَ مِنَ الصَّالحَاتِ، وَإِمَّا ذَلِيلاً مُهَانًا بما اقتَرَفَ مِن سَيِّئَاتٍ
{إِنَّهُ مَن يَأتِ رَبَّهُ مُجرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحيَى . وَمَن يَأتِهِ مُؤمِنًا قَد عَمِلَ الصَّالحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى . جَنَّاتُ عَدنٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى} [طه:74-76]، {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقِيهِ . فَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا . وَيَنقَلِبُ إِلى أَهلِهِ مَسرُورًا . وَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهرِهِ . فَسَوفَ يَدعُو ثُبُورًا . وَيَصلَى سَعِيرًا . إِنَّهُ كَانَ في أَهلِهِ مَسرُورًا . إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَن يَحُورَ . بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [الإنشقاق:6-15]، {وَأَنْ لَيسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى . وَأَنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرَى . ثُمَّ يُجزَاهُ الجَزَاءَ الأَوفَى . وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} [النَّجم:36-39].
وَعَن سَهلِ بنِ سَعدٍ رضي الله عنهما قَالَ: "جَاءَ جِبرِيلُ إِلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعمَلْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَجزِيٌّ بِهِ، وَأَحبِبْ مَن شِئتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعلَمْ أَنَّ شَرَفَ المُؤمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزُّهُ استِغنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ" (رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ). نَعَم إِخوَةَ الإِسلامِ لَقَد كَتَبَ اللهُ عز وجل عَلَينَا مَهمَا فَرَرنَا وَتَوَقَّينَا أَن نَصِيرَ إِلَيهِ {قُلْ إِنَّ المَوتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُم ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عَالمِ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بما كُنتُم تَعمَلُونَ} [الجمعة:8]، {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنَا وَهُم لا يُفَرِّطُونَ . ثُمَّ رُدُّوا إِلى اللهِ مَولاهُمُ الحَقِّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحَاسِبِينَ} [الأنعام:61-62]. إِنَّهُ يَومٌ مَشهُودٌ وَلِقَاءٌ مَوعُودٌ، بَعدَ لَحظَةٍ حَاسِمَةٍ قَاصِمَةٍ، تَنقُلُ أَحَدَنَا مِن دَارِ العُبُورِ وَالغُرُورِ، إِلى دَارِ السُّرُورِ أَوِ الشُّرُورِ، لَحظَةٌ تُلقَى فِيهَا آخِرُ النَّظَرَاتِ عَلَى الأَبنَاءِ وَالبَنَاتِ، وَيُوَدَّعُ فِيهَا الإِخوَانُ وَالأَخوَاتُ، وَتَبدُو عَلَى الوَجهِ فِيهَا مَعَالِمُ السَّكَرَاتِ، وَتَخرُجُ مِن صَمِيمِ القَلبِ الزَّفَرَاتُ وَتَغرَقُ العَينُ بِالعَبَرَاتِ، لَحظَةٌ يُؤمِنُ فِيهَا المُلحِدُ وَالكَافِرُ، وَيُوقِنُ عِندَهَا الفَاسِقُ وَالفَاجِرُ، وَتَظهَرُ حَقَارَةُ الدُّنيَا وَقِصَرُهَا وَهَوَانُ أَمرِهَا، وَيُحِسُّ مُلاقِيهَا أَنَّهُ فَرَّطَ في جَنبِ اللهِ كَثِيرًا، فَيُنَادِي بِلِسَانِ النَّادِمِ المُتَحَسِّرِ: {ربِّ ارجِعُونِ . لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكتُ} [المؤمنون من الآيات:99-100]، {رَبِّ لَولا أَخَّرتَني إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالحِينَ} [المنافقون:10]. هُنَالِكَ يَدنُو مَلَكُ المَوتِ فَيُنَادِي: {يَا أَيَّتُهَا النَّفسُ المُطمَئِنَّةُ . ارجِعِي إِلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرضِيَّةً} [الفجر:27-28]، أَو يَقُولُ وَهُوَ يَنزِعُ الرُّوحَ نَزعًا: «يَا أَيَّتُهَا النَّفسُ الخَبِيثَةُ، اُخرُجِي إِلى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ» (رواه الإمام أحمد)، وَحِينَئِذٍ تَبرُدُ الأَعضَاءُ، وَيَسكُنُ القَلبُ وَالأَحشَاءُ {وَالتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ . إِلَى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المَسَاقُ} [القيامة:29-30]، ثم تُرفَعُ الرُّوحُ والصَّحَائِفُ بِالحَسَنَاتِ في أَعلَى عِلِّيِّينَ، أَو تُطرَحَانِ بِالسَّيِّئَاتِ في أَسفَلَ سَافِلِينَ، وَيَصِيرُ العَبدُ في عِدَادِ الأَموَاتِ، كَأَن لم يَكُنْ عَاشَ في الدُّنيَا وَلا دَرَجَ، وَلا دَخَلَ يَومًا فيها وَلا خَرَجَ، وَكَأَنَّهُ لم يَرَ بِعَينٍ وَلم يَسمَعْ بِأُذُنٍ، فَلَيتَ شِعرِي -عِبَادَ اللهِ- كَيفَ تَكُونُ الخَوَاتِيمُ؟! وَمَا حَالُنَا إِذَا غَدَونَا تِلكَ الغَدوَةَ أَو رُحنَا تِلكَ الرَّوحَةَ، وَنُقِلنَا مِنَ مُؤنِسِ الدُّورِ إِلى مُوحِشِ القُبُورِ؟! أَلا فَأَعِدُّوا لِذَلِكُمُ المَصِيرُ، وَاتَّقُوا يَومًا بَعدَهُ طَوِيلاً لَيسَ بِالقَصِيرِ {يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ . وَتَرَى المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقَرَّنِينَ في الأَصفَادِ . سَرَابِيلُهُم مِن قَطِرَانٍ وَتَغشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ . لِيَجزِيَ اللهُ كُلَّ نَفسٍ مَا كَسَبَت إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ} [إبراهيم:48-51]، {فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ . فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ . وَمَن خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ . تَلفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُم فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:101-104]، {وَيَومَ يُنفَخُ في الصُّورِ فَفَزِعَ مَن في السَّمَاوَاتِ وَمَن في الأَرضِ إِلاَّ مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوهُ دَاخِرِينَ} [النمل:87]، {فَتَوَلَّ عَنهُم يَومَ يَدعُ الدَّاعِ إِلى شَيءٍ نُكُرٍ . خُشَّعًا أَبصَارُهُم يَخرُجُونَ مِنَ الأَجدَاثِ كَأَنَّهُم جَرَادٌ مُنتَشِرٌ . مُهطِعِينَ إِلى الدَّاعِ يَقُولُ الكَافِرُونَ هَذَا يَومٌ عَسِرٌ} [القمر:6-8]. يَخرُجُ العَبدُ مِن قَبرِهِ حَسِيرًا كَسِيرًا، لا ثَوبَ يُغَطِّيهِ، وَلا مَسكَنَ يُوَارِيهِ، حَافِيًا عَارِيًا، لا يَملِكُ قَلِيلاً وَلا كَثِيرًا، وَلا يَحمِلُ فَتِيلاً وَلا نَقِيرًا {وَلَقَد جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم مَا خَوَّلنَاكُم وَرَاءَ ظُهُورِكُم وَمَا نَرَى مَعَكُم شُفَعَاءَكُمُ} [الأنعام:94]، إِنَّهُ يَومٌ يَجمَعُ اللهُ فِيهِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَتُنشَرُ الصُّحُفُ وَالدَّوَاوِينُ، وَتُنصَبُ المَوَازِينُ، لَقَدِ انَتَهَتِ الأَيَّامُ، وَتَبَدَّدَتِ الأَوهَامُ، وَضَاعَتِ الأَحلامُ، وَاجتَمَعَ الأَحبَابُ وَالخُصُومُ، وَسِيقَ الظَّالِمُ وَالمَظلُومُ {يَومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنِيهِ} [عبس:34-37]، {يَوَدُّ المُجرِمُ لَو يَفتَدِي مِن عَذَابِ يَومِئِذٍ بِبَنِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ . وَفَصِيلَتِهِ الَّتي تُؤويهِ . وَمَن في الأَرضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ} [المعارج:11-14]، {يَومَ لا يُغني مَولىً عَن مَولىً شَيئًا وَلا هُم يُنصَرُونَ . إِلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الدُّخان:41-42]. {يَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئًا وَالأَمرُ يَومَئِذٍ للهِ} [الإنفطار:19]، {المُلكُ يَومَئِذٍ للهِ يَحكُمُ بَينَهُم فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ مُهِينٌ} [الحج:56-57]، {أَصحَابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا وَأَحسَنُ مَقِيلًا . وَيَومَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلَائِكَةُ تَنزِيلًا . المُلكُ يَومَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ وَكَانَ يَومًا عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان:23-25]، {يَومَ يَجمَعُكُم لِيَومِ الجَمعِ ذَلِكَ يَومُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤمِنْ بِاللهِ وَيَعمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ . وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئسَ المَصِيرُ} [التغابن:9-10]. فَاتَّقُوا اللهَ -رَحِمَكُمُ اللهُ- {وَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخشَوا يَومًا لا يَجزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَولُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيئًا إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ . إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ مَا في الأَرحَامِ وَمَا تَدرِي نَفسٌ مَاذَا تَكسِبُ غَدًا وَمَا تَدرِي نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:33-34]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بما تَعمَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأَصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ} [الحشر:18-20]. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لا يَحُولُ وَلا يَزُولُ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ النَّعِيمَ يَومَ العَيلَةِ، وَالأَمنَ يَومَ الحَربِ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسلِمِينَ وَأَحيِنَا مُسلِمِينَ، وَأَلحِقْنَا بِالصَّالحِينَ، غَيرَ خَزَايَا وَلا مَفتُونِينَ.
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:34 PM   #27
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

أَمَّا بَعدُ، فاتقوا الله تعالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ {وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ}، إِنَّهُ مَا مِنَّا مِن أَحَدٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ أَو شِمَالِهِ {فَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقرَؤُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئًا بما أَسلَفتُم في الأَيَّامِ الخَالِيَةِ . وَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيتَني لم أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَلم أَدرِ مَا حِسَابِيَه . يَا لَيتَهَا كَانَتِ القَاضِيَةَ . مَا أَغنى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلطَانِيَهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُهَا سَبعُونَ ذِرَاعًا فَاسلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤمِنُ بِاللهِ العَظِيمِ . وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ . فَلَيسَ لَهُ اليَومَ هَاهُنَا حَمِيمٌ . وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِن غِسلِينٍ . لا يَأكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُونَ} [الحاقة:19-37]. فَيَا أَصحَابَ العُقُولِ الرَّاجِحَةِ وَالقُلُوبِ الوَاعِيَةِ، اِعمَلُوا لِيَومِ الحَسَابِ، وَلا يَغُرَّنَّكُم طُولُ الأَمَلِ فَتُسِيئُوا العَمَلَ، فَالمَوتُ يَأتي بَغتَةً، وَمَلَكُ المَوتِ يَأخُذُ عَلَى غِرَّةٍ، وَأَنتُم لِعَبَادَةِ اللهِ وَحدَهُ مَخلُوقُونَ {وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ} [الذاريات:56]، فَاستَقِيمُوا عَلَى صِرَاطِهِ وَالزَمُوا عَتَبَةَ عُبُودِيَّتِهِ، ثُمَّ أَبشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيرًا، فَرَبُّكُم يَقُولُ سبحانه: {يَا عِبَادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَلا أَنتُم تَحزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسلِمِينَ . اُدخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُم وَأَزوَاجُكُم تُحبَرُونَ . يُطَافُ عَلَيهِم بِصِحَافٍ مِن ذَهَبٍ وَأَكوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فِيهَا خَالِدُونَ . وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أُورِثتُمُوهَا بما كُنتُم تَعمَلُونَ . لَكُم فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنهَا تَأكُلُونَ} [الزخرف:68-73]. وَيَقُولُ سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ استَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم تُوعَدُونَ . نَحنُ أَولِيَاؤُكُم في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفي الآخِرَةِ وَلَكُم فِيهَا مَا تَشتَهِي أَنفُسُكُم وَلَكُم فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلًا مِن غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فُصّلت:30-32]. وَاحذَرُوا أَن تَكُونُوا مِمَّن أَردَتهُم ظُنُونُهُم فَأَطلَقُوا في المَعَاصِي جَوَارِحَهُم، فَخَابُوا وَنَدِمُوا {وَيَومَ يُحشَرُ أَعدَاءُ اللهِ إِلى النَّارِ فَهُم يُوزَعُونَ . حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصَارُهُم وَجُلُودُهُم بما كَانُوا يَعمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدْتُم عَلَينَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ خَلَقَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ . وَمَا كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصَارُكُم وَلا جُلُودُكُم وَلَكِنْ ظَنَنتُم أَنَّ اللهَ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعمَلُونَ . وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ . فَإِن يَصبِرُوا فَالنَّارُ مَثوًى لَهُم وَإِنْ يَستَعتِبُوا فَمَا هُم مِنَ المُعتَبِينَ} [فُصّلت:19-24]. أَلا فَاتَّقُوا اللهَ، وَاستَحيُوا مِنَهُ حَقَّ الحَيَاءِ، احفَظُوا الرَّأسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطنَ وَمَا حَوَى، وَتَذَكَّرُوا المَوتَ وَالبِلَى، وَاترُكُوا زِينَةَ الدُّنيَا، اُعبُدُوا اللهَ وَلا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ وَحُجُّوا البَيتَ الحَرَامَ، وَتَصَدَّقُوا وَصِلُوا الأَرحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَجَاهِدُوا في سَبِيلِ اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَاحفَظُوا الحُقُوقَ وَتَوَاضَعُوا وَأَحسِنُوا، إِنَّهُ «مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللهُ لَيسَ بَينَهُ وَبَينَهُ تُرجُمَانٌ، فَيَنظُرُ أَيمَنَ مِنهُ فَلا يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنظُرُ أَشأَمَ مِنهُ فَلا يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، فَيَنظُرُ بَينَ يَدَيهِ فَلا يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلقَاءَ وَجهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمرَةٍ، فَمَن لم يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» (رواه البخاري ومسلم). عبد اللّه بن محمد البصري
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #27  
قديم 31-05-2017 , 01:34 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

أَمَّا بَعدُ، فاتقوا الله تعالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ {وَاتَّقُوا يَومًا تُرجَعُونَ فِيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ مَا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمُونَ}، إِنَّهُ مَا مِنَّا مِن أَحَدٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ أَو شِمَالِهِ {فَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقرَؤُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ في عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . في جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئًا بما أَسلَفتُم في الأَيَّامِ الخَالِيَةِ . وَأَمَّا مَن أُوتيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيتَني لم أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَلم أَدرِ مَا حِسَابِيَه . يَا لَيتَهَا كَانَتِ القَاضِيَةَ . مَا أَغنى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلطَانِيَهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُهَا سَبعُونَ ذِرَاعًا فَاسلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤمِنُ بِاللهِ العَظِيمِ . وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ . فَلَيسَ لَهُ اليَومَ هَاهُنَا حَمِيمٌ . وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِن غِسلِينٍ . لا يَأكُلُهُ إِلاَّ الخَاطِئُونَ} [الحاقة:19-37]. فَيَا أَصحَابَ العُقُولِ الرَّاجِحَةِ وَالقُلُوبِ الوَاعِيَةِ، اِعمَلُوا لِيَومِ الحَسَابِ، وَلا يَغُرَّنَّكُم طُولُ الأَمَلِ فَتُسِيئُوا العَمَلَ، فَالمَوتُ يَأتي بَغتَةً، وَمَلَكُ المَوتِ يَأخُذُ عَلَى غِرَّةٍ، وَأَنتُم لِعَبَادَةِ اللهِ وَحدَهُ مَخلُوقُونَ {وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونِ} [الذاريات:56]، فَاستَقِيمُوا عَلَى صِرَاطِهِ وَالزَمُوا عَتَبَةَ عُبُودِيَّتِهِ، ثُمَّ أَبشِرُوا وَأَمِّلُوا خَيرًا، فَرَبُّكُم يَقُولُ سبحانه: {يَا عِبَادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَلا أَنتُم تَحزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسلِمِينَ . اُدخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُم وَأَزوَاجُكُم تُحبَرُونَ . يُطَافُ عَلَيهِم بِصِحَافٍ مِن ذَهَبٍ وَأَكوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فِيهَا خَالِدُونَ . وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أُورِثتُمُوهَا بما كُنتُم تَعمَلُونَ . لَكُم فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنهَا تَأكُلُونَ} [الزخرف:68-73]. وَيَقُولُ سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ استَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم تُوعَدُونَ . نَحنُ أَولِيَاؤُكُم في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفي الآخِرَةِ وَلَكُم فِيهَا مَا تَشتَهِي أَنفُسُكُم وَلَكُم فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلًا مِن غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فُصّلت:30-32]. وَاحذَرُوا أَن تَكُونُوا مِمَّن أَردَتهُم ظُنُونُهُم فَأَطلَقُوا في المَعَاصِي جَوَارِحَهُم، فَخَابُوا وَنَدِمُوا {وَيَومَ يُحشَرُ أَعدَاءُ اللهِ إِلى النَّارِ فَهُم يُوزَعُونَ . حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصَارُهُم وَجُلُودُهُم بما كَانُوا يَعمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدْتُم عَلَينَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيءٍ وَهُوَ خَلَقَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيهِ تُرجَعُونَ . وَمَا كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَلا أَبصَارُكُم وَلا جُلُودُكُم وَلَكِنْ ظَنَنتُم أَنَّ اللهَ لا يَعلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعمَلُونَ . وَذَلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ . فَإِن يَصبِرُوا فَالنَّارُ مَثوًى لَهُم وَإِنْ يَستَعتِبُوا فَمَا هُم مِنَ المُعتَبِينَ} [فُصّلت:19-24]. أَلا فَاتَّقُوا اللهَ، وَاستَحيُوا مِنَهُ حَقَّ الحَيَاءِ، احفَظُوا الرَّأسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطنَ وَمَا حَوَى، وَتَذَكَّرُوا المَوتَ وَالبِلَى، وَاترُكُوا زِينَةَ الدُّنيَا، اُعبُدُوا اللهَ وَلا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصُومُوا رَمَضَانَ وَحُجُّوا البَيتَ الحَرَامَ، وَتَصَدَّقُوا وَصِلُوا الأَرحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، وَجَاهِدُوا في سَبِيلِ اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَاحفَظُوا الحُقُوقَ وَتَوَاضَعُوا وَأَحسِنُوا، إِنَّهُ «مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللهُ لَيسَ بَينَهُ وَبَينَهُ تُرجُمَانٌ، فَيَنظُرُ أَيمَنَ مِنهُ فَلا يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنظُرُ أَشأَمَ مِنهُ فَلا يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، فَيَنظُرُ بَينَ يَدَيهِ فَلا يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلقَاءَ وَجهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمرَةٍ، فَمَن لم يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» (رواه البخاري ومسلم). عبد اللّه بن محمد البصري
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:42 PM   #28
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

وقد يسأل القارئ عن الدليل القاطع بأن الإيمان والعمل الصالح هما الأساس في دخول الجنة ونوال الثواب والأجر، وليست الصلاة والعبادات، فتمعن معي الدليل القاطع في الآية التالية من سورة الفتح:

مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)

هذه الآية تتحدث عن محمّد رسول الله والذين معه من المسلمين، تصفهم بأنهم أشداء على الكفار، وفي نفس الوقت رحماء بين أنفسهم. ثم تصفهم بأنهم من كثرة الصلاة ركوعاً وسجوداً تظهر على وجوههم سمات من أثر السجود، وتوضح لنا الآية السبب في ركوعهم وسجودهم: يبتغون فضل الله ورضوانه. ثم تنتهي الآية بوعد من الله. أما الوعد هذا فهو بالحصول على مغفرةٍ وأجرٍ عظيم، وأما الموعودون فهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات مِنهُم. مِنْ مَنْ؟ مِن محمّد والذين معه! فمحمّد رسول الله والذين معه كلهم تراهم رُكّعاً سُجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، ولكن الله لا يعدهم جميعاً بهذا الفضل والرضوان المبتغيان بالرغم من إكثارهم للركوع والسجود، بل يعد فئة محددة "مِنهُم": فئة الذين آمنوا وعملوا الصالحات مِنهُم، يعدهم بالمغفرة والأجر العظيم.

انظر معي الآن في آيات الوعد بالأجر والجنة والثواب لترى من هم الموعودون حقاً:

سورة البقرة: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)

سورة آل عمران: وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّـهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)... أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)... فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)

سورة النساء: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً (57)... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلاً (122)... وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)... فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ...(173)

سورة المائدة: وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)

سورة الأنعام: لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)... قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)

سورة الأعراف: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)

سورة التوبة: وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّـهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّـهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)

سورة يونس: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)

سورة هود: إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)... إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)

سورة إبراهيم: وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ (23)

سورة النحل: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّـهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32)

سورة الإسراء: إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)

سورة الكهف: وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا (107)

سورة مريم: إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)

سورة الحج: إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)... إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)... الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)

سورة العنكبوت: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)

سورة لقمان: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)

سورة السجدة: أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)

سورة سبأ: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)

سورة الزمر: لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)... وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)

سورة غافر: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَىٰ إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)

سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)

سورة الشورى: تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)

سورة الزخرف: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72)

سورة الأحقاف: أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)... أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)

سورة محمد: إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)

سورة التغابن: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)

سورة الطلاق: رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِزْقًا (11)

سورة البروج: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)

سورة الانشقاق: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)

سورة التين: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

سورة الزلزلة: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

كيف يقرأ جمهور الفقهاء والعلماء هذه الآيات وغيرها، وتحسبه يقرأ "نِعم أجر المصلين" أو "ذلك أجر الصائمين" أو "إن الذين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا رمضان وحجوا البيت لمن استطاع إليه سبيلاً لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز العظيم"؟! إنهم بذلك يقعون في الفسق من حيث لا يشعرون، تماماً مثل أهل الكتاب من قبلهم، يحرّفون الكلم عن مواضعه، ويبدلون الذي قيل لهم في القرآن بقول غيره.

سورة الأعراف: وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162

سورة الأنعام: أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (116)

قد يتساءل القارئ أيضاً، هل يعقل أن يخطئ جمهور الفقهاء وأئمة الدين ومعظم الأمة الإسلامية في موضوع هو في صلب العقيدة الإسلامية كل هذه السنين الماضية؟ وأرد السؤال بسؤال، أيعقل أن تنحطّ الأمّة الإسلامية وتسقط القدس وبغداد والقاهرة ودمشق ومكة والمدينة تحت أيدي حكام دمى في أيدي الشركات الأميركية والأوروبية الصهيونية، وتتصدر الدول الإسلامية (والعربية منها بالذات) أسفل قوائم الأمم في السياسة والاقتصاد والإنتاج والمواهب والحريات والإعلام وحقوق الإنسان، مع أن فيها مئات الملايين من المحافظين المداومين على الصلاة؟

ففي السعودية مثلاً تفرض الصلاة والصيام على الجميع بالقوة! وعند موعد الآذان تقفل المحلات وتتوقف كل الأشغال ويُضرَب الناس بالعُصِي لإسراع المسير إلى المساجد، وفاطر رمضان يلقى في السجن، فلماذا إذاً لا نراهم أمةً أعزها الله بالإسلام الذي بني على خمس؟ لماذا لا يستطيعون تحرير شبر واحد من فلسطين المحتلة، أو ردع الصهاينة من حرق غزة بالأسلحة المحرمة؟ أليس لأنهم تركوا الإيمان والعمل الصالح وانخرطوا في العبادات بعد أن أفرغوها من أهدافها الحقيقية، وجعلوها مصدراً للأجر والثواب ودخول الجنة مستدلين بكتب وأقوال الذين لا يتبعون إلا الظنّ وما هم إلا يخرصون، مستبدلين بكلماتهم كلمات الله؟

"والشرقيون ما داموا على حاضر حالهم بعيدين عن الجد والعزم، مرتاحين للهو والهزل تسكيناً لآلام إسارة النفس وإخلاداً إلى الخمول والتسفل، طلباً لراحة الفكر المضغوط عليه من كل جانب، يتألمون من تذكيرهم بالحقائق، ومطالبتهم بالوظائف، ينتظرون زوال العناد بالتواكل، أو مجرد التمني والدعاء. أو يتربصون صدفة مثل التي نالتها بعض الأمم، فليتوقعوا إذن أن يفقدوا الدين كلياً فيمسوا، وما مساؤهم ببعيد، دهريين لا يدرون أي الحياتين أشقى

"والأمر الغريب، أن كل الأمم المنحطة من جميع الأديان تحصر بلية انحطاطها السياسي في تهاونها بأمور دينها، ولا ترجو تحسين حالتها الاجتماعية إلا بالتمسك بعروة الدين تمسكاً مكيناً، ويريدون بالدين العبادة؛ ولنعم الاعتقاد لو كان يفيد شيئاً، لكنه لا يفيد أبداً لأنه قول لا يمكن أن يكون وراءه فعل؛ وذلك أن الدين بذر جيد لا شبهة فيه، فإذا صادف مغرساً طيباً نبت ونما، وإن صادف أرضاً قاحلة مات وفات، أو أرضاً مغراقاً هاف ولم يثمر. وما هي أرض الدين؟ أرض الدين هي تلك الأمة التي أعمى الاستبداد بصرها وبصيرتها وأفسد أخلاقها ودينها، حتى صارت لا تعرف للدين معنى غير العبادة والنسك اللذين زيادتهما عن حدّهما المشروع أضرّ على الأمّة من نقصهما كما هو مشاهد في المتنسّكين.

ـ"نعم، الدين يفيد الترقي الاجتماعي إذا صادف أخلاقاً فطرية لم تفسد، فينهض بها كما نهضت الإسلامية بالعرب، تلك النهضة التي نتطلبها منذ ألف عام عبثاً."32
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #28  
قديم 31-05-2017 , 01:42 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

وقد يسأل القارئ عن الدليل القاطع بأن الإيمان والعمل الصالح هما الأساس في دخول الجنة ونوال الثواب والأجر، وليست الصلاة والعبادات، فتمعن معي الدليل القاطع في الآية التالية من سورة الفتح:

مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)

هذه الآية تتحدث عن محمّد رسول الله والذين معه من المسلمين، تصفهم بأنهم أشداء على الكفار، وفي نفس الوقت رحماء بين أنفسهم. ثم تصفهم بأنهم من كثرة الصلاة ركوعاً وسجوداً تظهر على وجوههم سمات من أثر السجود، وتوضح لنا الآية السبب في ركوعهم وسجودهم: يبتغون فضل الله ورضوانه. ثم تنتهي الآية بوعد من الله. أما الوعد هذا فهو بالحصول على مغفرةٍ وأجرٍ عظيم، وأما الموعودون فهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات مِنهُم. مِنْ مَنْ؟ مِن محمّد والذين معه! فمحمّد رسول الله والذين معه كلهم تراهم رُكّعاً سُجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، ولكن الله لا يعدهم جميعاً بهذا الفضل والرضوان المبتغيان بالرغم من إكثارهم للركوع والسجود، بل يعد فئة محددة "مِنهُم": فئة الذين آمنوا وعملوا الصالحات مِنهُم، يعدهم بالمغفرة والأجر العظيم.

انظر معي الآن في آيات الوعد بالأجر والجنة والثواب لترى من هم الموعودون حقاً:

سورة البقرة: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)

سورة آل عمران: وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّـهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)... أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)... فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)

سورة النساء: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً (57)... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلاً (122)... وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)... فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ...(173)

سورة المائدة: وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)

سورة الأنعام: لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)... قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)

سورة الأعراف: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43)

سورة التوبة: وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّـهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّـهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)

سورة يونس: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)

سورة هود: إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)... إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)

سورة إبراهيم: وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ (23)

سورة النحل: وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّـهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32)

سورة الإسراء: إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)

سورة الكهف: وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)... إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا (107)

سورة مريم: إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)

سورة الحج: إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)... إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)... الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّـهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)

سورة العنكبوت: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)

سورة لقمان: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)

سورة السجدة: أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)

سورة سبأ: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (37)

سورة الزمر: لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)... وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)

سورة غافر: مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَىٰ إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)

سورة فصلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)

سورة الشورى: تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22)

سورة الزخرف: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72)

سورة الأحقاف: أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14)... أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)

سورة محمد: إِنَّ اللَّـهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)

سورة التغابن: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)

سورة الطلاق: رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِزْقًا (11)

سورة البروج: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)

سورة الانشقاق: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)

سورة التين: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

سورة الزلزلة: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)

كيف يقرأ جمهور الفقهاء والعلماء هذه الآيات وغيرها، وتحسبه يقرأ "نِعم أجر المصلين" أو "ذلك أجر الصائمين" أو "إن الذين أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا رمضان وحجوا البيت لمن استطاع إليه سبيلاً لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز العظيم"؟! إنهم بذلك يقعون في الفسق من حيث لا يشعرون، تماماً مثل أهل الكتاب من قبلهم، يحرّفون الكلم عن مواضعه، ويبدلون الذي قيل لهم في القرآن بقول غيره.

سورة الأعراف: وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَـٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162

سورة الأنعام: أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ (116)

قد يتساءل القارئ أيضاً، هل يعقل أن يخطئ جمهور الفقهاء وأئمة الدين ومعظم الأمة الإسلامية في موضوع هو في صلب العقيدة الإسلامية كل هذه السنين الماضية؟ وأرد السؤال بسؤال، أيعقل أن تنحطّ الأمّة الإسلامية وتسقط القدس وبغداد والقاهرة ودمشق ومكة والمدينة تحت أيدي حكام دمى في أيدي الشركات الأميركية والأوروبية الصهيونية، وتتصدر الدول الإسلامية (والعربية منها بالذات) أسفل قوائم الأمم في السياسة والاقتصاد والإنتاج والمواهب والحريات والإعلام وحقوق الإنسان، مع أن فيها مئات الملايين من المحافظين المداومين على الصلاة؟

ففي السعودية مثلاً تفرض الصلاة والصيام على الجميع بالقوة! وعند موعد الآذان تقفل المحلات وتتوقف كل الأشغال ويُضرَب الناس بالعُصِي لإسراع المسير إلى المساجد، وفاطر رمضان يلقى في السجن، فلماذا إذاً لا نراهم أمةً أعزها الله بالإسلام الذي بني على خمس؟ لماذا لا يستطيعون تحرير شبر واحد من فلسطين المحتلة، أو ردع الصهاينة من حرق غزة بالأسلحة المحرمة؟ أليس لأنهم تركوا الإيمان والعمل الصالح وانخرطوا في العبادات بعد أن أفرغوها من أهدافها الحقيقية، وجعلوها مصدراً للأجر والثواب ودخول الجنة مستدلين بكتب وأقوال الذين لا يتبعون إلا الظنّ وما هم إلا يخرصون، مستبدلين بكلماتهم كلمات الله؟

"والشرقيون ما داموا على حاضر حالهم بعيدين عن الجد والعزم، مرتاحين للهو والهزل تسكيناً لآلام إسارة النفس وإخلاداً إلى الخمول والتسفل، طلباً لراحة الفكر المضغوط عليه من كل جانب، يتألمون من تذكيرهم بالحقائق، ومطالبتهم بالوظائف، ينتظرون زوال العناد بالتواكل، أو مجرد التمني والدعاء. أو يتربصون صدفة مثل التي نالتها بعض الأمم، فليتوقعوا إذن أن يفقدوا الدين كلياً فيمسوا، وما مساؤهم ببعيد، دهريين لا يدرون أي الحياتين أشقى

"والأمر الغريب، أن كل الأمم المنحطة من جميع الأديان تحصر بلية انحطاطها السياسي في تهاونها بأمور دينها، ولا ترجو تحسين حالتها الاجتماعية إلا بالتمسك بعروة الدين تمسكاً مكيناً، ويريدون بالدين العبادة؛ ولنعم الاعتقاد لو كان يفيد شيئاً، لكنه لا يفيد أبداً لأنه قول لا يمكن أن يكون وراءه فعل؛ وذلك أن الدين بذر جيد لا شبهة فيه، فإذا صادف مغرساً طيباً نبت ونما، وإن صادف أرضاً قاحلة مات وفات، أو أرضاً مغراقاً هاف ولم يثمر. وما هي أرض الدين؟ أرض الدين هي تلك الأمة التي أعمى الاستبداد بصرها وبصيرتها وأفسد أخلاقها ودينها، حتى صارت لا تعرف للدين معنى غير العبادة والنسك اللذين زيادتهما عن حدّهما المشروع أضرّ على الأمّة من نقصهما كما هو مشاهد في المتنسّكين.

ـ"نعم، الدين يفيد الترقي الاجتماعي إذا صادف أخلاقاً فطرية لم تفسد، فينهض بها كما نهضت الإسلامية بالعرب، تلك النهضة التي نتطلبها منذ ألف عام عبثاً."32
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:45 PM   #29
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

*[ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ] مفهوم هذا :
إعملْ كثيرا مما ينفع الناس – ومنه الإنفاق - شُكراً لله ..
وقلّلْ من الثرثرة وسرْدِ الكلام بأن تزِنَه وتقدِّرَ أثره
وأما بنعمت ربك فحدّث : فهْم ينفع الناس
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=de...wsID=235&cat=3

الحمــــــــــــــــــد لله رب العالَمـــــــــــــــــــين
(1)
مفهوم كلمات الدلالة/المِفتاحية من آيات الله
سابغات ، وقدِّر ، السرد
*[ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ {10} أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {11} ] سبأ .
*[ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {20} ] لقمان .
*[ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} ] سبأ .
مفهوم الشكر القرءاني وصيغته
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=de...wsID=186&cat=4
(2)
البيــــــــــــــــــــــــان
*[ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ ] : السابغات هي نِعمٌ كثيرةٌ يُسبغُها اللهُ المُنعـِمُ على الناس مباشرةً :
*[ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34} ] إبراهيم .
*[ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {18} ] النحل .
وقد يُنعم اللهُ بنِعمِه عن طريق آخَرين صالحين :
*[ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ {37} ] الأحزاب .
لهذا أمر اللهُ داوود أن يعمل أعمالاً تكون نِعماً سابغاتٍ كثيرةً على الناس يشكر بها للهَ ، وأهمها الحُكمُ بين الناس بالحقِ وعدمُ اتِّباع الهوى .. وحذَّره :
*[ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ {26} ] ص .
*[ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ] : التقدير في شيء هو الإقلال منه :
*[ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} ] الفجر .
*[ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {62} ] العنكبوت .
*[ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {39} ] سبأ .
*[ وَيَقْدِرُ لَهُ ] : يجعل رزقه قليلا غير مبسوط . فالتقدير في السرد : هو تقليل الكلام بوزنه وتقدير أثرِه حتى لا يكون مما لا ينفع ، خلافا لما عليه العرب من جرش كثيرِ الكلام الذي لا نفع فيه !
وزِنْ الكلام إذا نطقتَ فإنما : عقلُ الفتى في صوته المسموعِ
كالمرء يختبر الإناءَ بصوته : فيرى الصحيح به من المصدوع
فالعمل الصالح الذي ينفع الناس يكون على حساب كثرة سرد الكلام الذي لا ينفع فيكون خبيثاً :
*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ! {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3} ] الصف
الخلاصة
الشكر لله يكون (1) بقول المخلصين لله الدينَ *[ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] :
*[ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {65} ] غافر .
(2) وبالعمل الصالح – وهو الأهم - الذي ينفع الناس فيمكث في الأرض أثرُه وأجرُه :
*[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} ] يس .
فإذا سمعتَ من يثرثر ويُكثر من الكلام ، فقل له ، يا أخي :
إعملْ صالحاً *[ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ] .

*[ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181}
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182} ] الصافات
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #29  
قديم 31-05-2017 , 01:45 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

*[ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ] مفهوم هذا :
إعملْ كثيرا مما ينفع الناس – ومنه الإنفاق - شُكراً لله ..
وقلّلْ من الثرثرة وسرْدِ الكلام بأن تزِنَه وتقدِّرَ أثره
وأما بنعمت ربك فحدّث : فهْم ينفع الناس
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=de...wsID=235&cat=3

الحمــــــــــــــــــد لله رب العالَمـــــــــــــــــــين
(1)
مفهوم كلمات الدلالة/المِفتاحية من آيات الله
سابغات ، وقدِّر ، السرد
*[ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ {10} أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {11} ] سبأ .
*[ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {20} ] لقمان .
*[ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} ] سبأ .
مفهوم الشكر القرءاني وصيغته
http://kuno-rabbaniyeen.org/?page=de...wsID=186&cat=4
(2)
البيــــــــــــــــــــــــان
*[ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ ] : السابغات هي نِعمٌ كثيرةٌ يُسبغُها اللهُ المُنعـِمُ على الناس مباشرةً :
*[ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34} ] إبراهيم .
*[ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {18} ] النحل .
وقد يُنعم اللهُ بنِعمِه عن طريق آخَرين صالحين :
*[ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ {37} ] الأحزاب .
لهذا أمر اللهُ داوود أن يعمل أعمالاً تكون نِعماً سابغاتٍ كثيرةً على الناس يشكر بها للهَ ، وأهمها الحُكمُ بين الناس بالحقِ وعدمُ اتِّباع الهوى .. وحذَّره :
*[ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ {26} ] ص .
*[ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ] : التقدير في شيء هو الإقلال منه :
*[ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ {16} ] الفجر .
*[ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {62} ] العنكبوت .
*[ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {39} ] سبأ .
*[ وَيَقْدِرُ لَهُ ] : يجعل رزقه قليلا غير مبسوط . فالتقدير في السرد : هو تقليل الكلام بوزنه وتقدير أثرِه حتى لا يكون مما لا ينفع ، خلافا لما عليه العرب من جرش كثيرِ الكلام الذي لا نفع فيه !
وزِنْ الكلام إذا نطقتَ فإنما : عقلُ الفتى في صوته المسموعِ
كالمرء يختبر الإناءَ بصوته : فيرى الصحيح به من المصدوع
فالعمل الصالح الذي ينفع الناس يكون على حساب كثرة سرد الكلام الذي لا ينفع فيكون خبيثاً :
*[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ! {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3} ] الصف
الخلاصة
الشكر لله يكون (1) بقول المخلصين لله الدينَ *[ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] :
*[ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {65} ] غافر .
(2) وبالعمل الصالح – وهو الأهم - الذي ينفع الناس فيمكث في الأرض أثرُه وأجرُه :
*[ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} ] يس .
فإذا سمعتَ من يثرثر ويُكثر من الكلام ، فقل له ، يا أخي :
إعملْ صالحاً *[ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ] .

*[ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181}
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182} ] الصافات
رد مع اقتباس
قديم 31-05-2017, 01:50 PM   #30
ابوبيان
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

تذكروا أن للربح في التجارة إبان مواسمها أسباباً هي محل أجمع العقلاء من المكلفين؛ منها: الاستعداد لها بعرض شريف البضاعة ونفيسها، وصيانتها مما يصرف النظر وينفّر المشتري منها، مع الصدق والبر في البيع، واستكمال الوقت في العرض، وحسن الخلق من صاحب البضاعة




الحمد لله رب البريات، عالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحمده سبحانه على ما خصنا به من جلائل النعم، وأشكره على ما حبانا به من ألوان الجود والكرم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى في سائر الأوقات، واغتنموا لحظات العمر ومواسم الخير في التوبة إلى الله تعالى من الخطيئات، والمسارعة إلى جليل القربات؛ فإن مواسم الخير تمر مر السحاب، وإن العمر إلى نفاذ، والعمل الصالح إلى انقطاع، والإنسان ظلوم جهول تقوده الشهوة العارضة إلى الخطيئة، ويشغله المتاع ومحبة الأهل والأموال والأولاد عن الطاعة، ويلهيه الأمل المديد عن التوبة حتى يفجأه الموت، وهو على غير استعداد، وينقله المنون إلى لحده دون كفاية من مهاد، فيكون عرضة للعذاب من خلل العمل، أو ينفذ إليه لهب النار لخرقه جُنَّة التقوى بالمعاصي.

أيها المسلمون: إن في اغتنام مواسم الخير بالجد في العمل الصالح والتوبة إلى الله تعالى مما سلف من القبائح ما يعوض الله به العاملين عما مضى من نقص العمل، ويصرف به عقوبة ما اقترف المرء من الزلل، ويتجدد به النشاط في الخير، ويزيل به مظهر السآمة والملل، فيتبارى المتنافسون في مضمار السباق مقبلين على الله تعالى من شتى الآفاق، ينشدون مغفرة الزلات، ويؤمون جنة عرضها الأرض والسماوات، عسى أن يكونوا ممن ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [التوبة:21-22].

أيها المسلمون: إن الله تعالى قد امتن عليكم بشهر عظيم، ووافد كريم، كله خير وأفضال، وفرصة للتنافس فيه بصالح الأعمال، قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه؛ فقد روي أن نبيكم محمداً صلى الله عليه وسلم كان يوجه الأنظار إلى فضيلته، ويحث المخاطبين واللاحقين على اغتنام فرصته، فيقول: " أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته؛ فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل ".

فخذوا -عباد الله- من هذا التوجيه الكريم حافزاً إلى الطاعة، والأخذ بسبل الخير والتنافس في عمل البر ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [البقرة:110].

فرحم الله عبداً سارع إلى طاعة مولاه، وأطرح شهوته وهواه؛ فكان له الأجر العظيم والنعيم المقيم ما تقر به عيناه ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) [آل عمران:30].

أيها المسلمون: تذكروا أن للربح في التجارة إبان مواسمها أسباباً هي محل أجمع العقلاء من المكلفين؛ منها: الاستعداد لها بعرض شريف البضاعة ونفيسها، وصيانتها مما يصرف النظر وينفّر المشتري منها، مع الصدق والبر في البيع، واستكمال الوقت في العرض، وحسن الخلق من صاحب البضاعة، فإذا كان هذا ونحوه لازماً للربح في التجارة مع المخلوقين فما ظنكم بما ينبغي من الآداب في التجارة مع رب العالمين؟! فإنه تعالى طيّب لا يقبل إلا طيبًّا، ولا يرضى من العمل إلا ما ابتغي به وجهه، وكان موافقاً لما شرع على لسان صفيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين. عليهم جميعاً من ربهم أكمل الصلوات وأزكى التسليم.

وإن لنبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- في رمضان سيرة يتعين عليكم أن تترسموها، وآداباً ينبغي أن تقتفوها، منها: أن تصدر أعمالكم عن إيمان بمشروعيتها، واحتساب لثوابها، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ، وقال: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .

ومنها: الاجتماع على ما شرع الله الاجتماع عليه من العمل، لما في الاجتماع عليه من الحزم والنشاط ودفع السآمة والملل مع شد أزر الإخوان على طاعة الرحيم الرحمن كما قال صلى الله عليه وسلم: " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة " .

ومنها: الإحسان إلى عباد الله تعالى فيه إعانة لهم على الطاعة، وطلباً لجزيل المثوبة؛ كتفطير الصوام، وإعانتهم على كل ما من شأنه التفرغ للصيام، والقيام، وسائر خصال الإسلام كقوله صلى الله عليه وسلم عن رمضان إنه: " شهر المواساة، وشهر يزاد فيه برزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً " .

ومنها: كف الأذى القولي والفعلي عن الناس فإنه صدقة منك على نفسك، وإحسان إلى إخوانك؛ قال جابر رضي الله عنه: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء" وهذا النصح من هذا الصحابي الجليل للأمة هو تحقيق لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الصيام جنة؛ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم " وشدد صلوات الله تعالى وسلامه عليه في ذلك حتى قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

فاتقوا الله -عباد الله-، واعملوا بمقتضى الإيمان، من الاجتهاد في الطاعة مع الإحسان، وترك الفسوق والعصيان، وتعرضوا لأسباب رحمة الله في هذا الشهر، فإنها كثيرة لا يحصرها بيان، ألا وإن الله تعالى يعطي فيه الكثير من الأجر على قليل العمل، ويتجاوز فيه سبحانه عن عظيم الذنب وكثير الزلل، وهذا كله من فضله وجوده وكرمه عز وجل، فهنيئاً للصائمين المتقين، والعاملين المحسنين بالتجارة الرابحة وعظيم العفو والصفح والمسامحة، فأعدوا العدة لصيام هذا الشهر وقيام ليله، والتنافس في عمل البر وأنواع الخير فيه، وتعرضوا لنفحات الرب الكريم في سائر أوقاته بالتماس مرضاته، فرُبَّ ساعة وفّق فيها العبد فاغتنموها في رضوان رب العالمين، فارتفع بها إلى منازل المقربين، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعاً بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
ابوبيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
  #30  
قديم 31-05-2017 , 01:50 PM
ابوبيان ابوبيان غير متواجد حالياً
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,642
افتراضي رد: (!! كل شي عن رمضــــــــــان هنا فماذا فاعل فيه يامحب للخير !!)

تذكروا أن للربح في التجارة إبان مواسمها أسباباً هي محل أجمع العقلاء من المكلفين؛ منها: الاستعداد لها بعرض شريف البضاعة ونفيسها، وصيانتها مما يصرف النظر وينفّر المشتري منها، مع الصدق والبر في البيع، واستكمال الوقت في العرض، وحسن الخلق من صاحب البضاعة




الحمد لله رب البريات، عالم الخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحمده سبحانه على ما خصنا به من جلائل النعم، وأشكره على ما حبانا به من ألوان الجود والكرم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى في سائر الأوقات، واغتنموا لحظات العمر ومواسم الخير في التوبة إلى الله تعالى من الخطيئات، والمسارعة إلى جليل القربات؛ فإن مواسم الخير تمر مر السحاب، وإن العمر إلى نفاذ، والعمل الصالح إلى انقطاع، والإنسان ظلوم جهول تقوده الشهوة العارضة إلى الخطيئة، ويشغله المتاع ومحبة الأهل والأموال والأولاد عن الطاعة، ويلهيه الأمل المديد عن التوبة حتى يفجأه الموت، وهو على غير استعداد، وينقله المنون إلى لحده دون كفاية من مهاد، فيكون عرضة للعذاب من خلل العمل، أو ينفذ إليه لهب النار لخرقه جُنَّة التقوى بالمعاصي.

أيها المسلمون: إن في اغتنام مواسم الخير بالجد في العمل الصالح والتوبة إلى الله تعالى مما سلف من القبائح ما يعوض الله به العاملين عما مضى من نقص العمل، ويصرف به عقوبة ما اقترف المرء من الزلل، ويتجدد به النشاط في الخير، ويزيل به مظهر السآمة والملل، فيتبارى المتنافسون في مضمار السباق مقبلين على الله تعالى من شتى الآفاق، ينشدون مغفرة الزلات، ويؤمون جنة عرضها الأرض والسماوات، عسى أن يكونوا ممن ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) [التوبة:21-22].

أيها المسلمون: إن الله تعالى قد امتن عليكم بشهر عظيم، ووافد كريم، كله خير وأفضال، وفرصة للتنافس فيه بصالح الأعمال، قد أظلكم زمانه، وأدرككم أوانه؛ فقد روي أن نبيكم محمداً صلى الله عليه وسلم كان يوجه الأنظار إلى فضيلته، ويحث المخاطبين واللاحقين على اغتنام فرصته، فيقول: " أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته؛ فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل ".

فخذوا -عباد الله- من هذا التوجيه الكريم حافزاً إلى الطاعة، والأخذ بسبل الخير والتنافس في عمل البر ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [البقرة:110].

فرحم الله عبداً سارع إلى طاعة مولاه، وأطرح شهوته وهواه؛ فكان له الأجر العظيم والنعيم المقيم ما تقر به عيناه ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) [آل عمران:30].

أيها المسلمون: تذكروا أن للربح في التجارة إبان مواسمها أسباباً هي محل أجمع العقلاء من المكلفين؛ منها: الاستعداد لها بعرض شريف البضاعة ونفيسها، وصيانتها مما يصرف النظر وينفّر المشتري منها، مع الصدق والبر في البيع، واستكمال الوقت في العرض، وحسن الخلق من صاحب البضاعة، فإذا كان هذا ونحوه لازماً للربح في التجارة مع المخلوقين فما ظنكم بما ينبغي من الآداب في التجارة مع رب العالمين؟! فإنه تعالى طيّب لا يقبل إلا طيبًّا، ولا يرضى من العمل إلا ما ابتغي به وجهه، وكان موافقاً لما شرع على لسان صفيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين. عليهم جميعاً من ربهم أكمل الصلوات وأزكى التسليم.

وإن لنبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- في رمضان سيرة يتعين عليكم أن تترسموها، وآداباً ينبغي أن تقتفوها، منها: أن تصدر أعمالكم عن إيمان بمشروعيتها، واحتساب لثوابها، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ، وقال: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .

ومنها: الاجتماع على ما شرع الله الاجتماع عليه من العمل، لما في الاجتماع عليه من الحزم والنشاط ودفع السآمة والملل مع شد أزر الإخوان على طاعة الرحيم الرحمن كما قال صلى الله عليه وسلم: " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة " .

ومنها: الإحسان إلى عباد الله تعالى فيه إعانة لهم على الطاعة، وطلباً لجزيل المثوبة؛ كتفطير الصوام، وإعانتهم على كل ما من شأنه التفرغ للصيام، والقيام، وسائر خصال الإسلام كقوله صلى الله عليه وسلم عن رمضان إنه: " شهر المواساة، وشهر يزاد فيه برزق المؤمن، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئاً " .

ومنها: كف الأذى القولي والفعلي عن الناس فإنه صدقة منك على نفسك، وإحسان إلى إخوانك؛ قال جابر رضي الله عنه: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء" وهذا النصح من هذا الصحابي الجليل للأمة هو تحقيق لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الصيام جنة؛ فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم " وشدد صلوات الله تعالى وسلامه عليه في ذلك حتى قال: " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .

فاتقوا الله -عباد الله-، واعملوا بمقتضى الإيمان، من الاجتهاد في الطاعة مع الإحسان، وترك الفسوق والعصيان، وتعرضوا لأسباب رحمة الله في هذا الشهر، فإنها كثيرة لا يحصرها بيان، ألا وإن الله تعالى يعطي فيه الكثير من الأجر على قليل العمل، ويتجاوز فيه سبحانه عن عظيم الذنب وكثير الزلل، وهذا كله من فضله وجوده وكرمه عز وجل، فهنيئاً للصائمين المتقين، والعاملين المحسنين بالتجارة الرابحة وعظيم العفو والصفح والمسامحة، فأعدوا العدة لصيام هذا الشهر وقيام ليله، والتنافس في عمل البر وأنواع الخير فيه، وتعرضوا لنفحات الرب الكريم في سائر أوقاته بالتماس مرضاته، فرُبَّ ساعة وفّق فيها العبد فاغتنموها في رضوان رب العالمين، فارتفع بها إلى منازل المقربين، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعاً بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


يشاهد الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
الانتقال السريع


الساعة الآن 02:32 PM