رد: اختياركـ لأفضل رسائل الواتس اب الواجب على الإنسان أن يعرف قدْر نفسه
قال الشيح الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله تعالى-: "والناس على أربعة أقسام:
القسم الأول: من يستطيع الإجتهاد المطلق، بأن يأخذ من الكتاب والسنّة، ويستنبط من الكتاب والسنّة، ولا يقلِّد أحداً.
وهذا أعلى الطبقات, ولكن هذا إنما يكون لمن توفّرتْ فيه شروط الإجتهاد المعروفة، بأن يكون عالماً بكتاب الله، وبسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون عالماً بلغة العرب التي نزل بها القرآن، وأن يكون عالماً بالمحكم والمتشابه، وبالناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيَّد، والخاص والعام، ويكون عنده معرفة بمدارك الإستنباط، أعني: لديه مؤهِّلات، فهذا يجتهد، وهذا الصنف كالأئمة الأربعة -رحمهم الله-: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وسفيان الثوري، والأوزاعي، هؤلاء أعطاهم الله مَلَكة الإجتهاد.
الصنف الثاني: من لا يستطيع الإجتهاد المطلَق، ولكنه يستطيع الترجيح بين أقوال أهل العلم، بأن يعرف ما يقوم عليه الدليل، وما لا يقوم عليه الدليل من أقوالهم.
فهذا يجب عليه الأخذ بما قام عليه الدليل، وترك ما خالف الدليل، وهذا العمل يسمَّى بالترجيح، ويسمَّى بالإجتهاد المذهبي.
الصنف الثالث: من لا يستطيع الترجيح. فهذا يُعتبر من المقلدِّين، ولكن إذا عرف أنّ قولاً من الأقوال ليس عليه دليل: فلا يأخذ به، أما ما دام لا يعرف، ولم يتبيّن له مخالفة: فلا بأس أن يقلِّد، ويأخُذ بأقوال أهل العلم الموثوقين.
والصنف الرابع: من لا يستطيع الأمور الثلاثة: لا الإجتهاد المطلق، ولا الترجيح، ولا التقليد المذهبي، كالعامي -مثلاً-.
فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم، كما قال الله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، فيسأل أوثق من يرى، ومَن يطمئن إليه مِن أهل العلم، ممّن يثق بعلمه، وعمله، ويأخذ بفتواه.هذه أقسام الناس في هذا الأمر.
والواجب على الإنسان: أن يعرف قدْر نفسه، فلا يجعل نفسه في مكانة أعلى مما تستحقُّها، بل الأمر أخطر من ذلك، وهو أن يخاف من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأمر أمر تحليل وتحريم، وجنَّة ونار, فلا يورِّط نفسه في أمور لا يُحسن الخروج منها" انتهى.
المرجع: "إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد".
مساء الخير |