بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزواج في الإسلام :
الزواج هو نواة المجتمع وأصل وجوده ، وهو القانون الطبيعي الذي يسير العالم على نظامه ، والسنة الكونية التي تجعل للحياة قيمة وتقديرا ، فالزواج هو الحنان الطبيعي الحقيقي والحب الصادق والتعاون في الحياة والاشتراك في بناء الأسرة وعمارة الكون .
فالإسلام رغب في الزواج الصحيح وحبب فيه لما يترتب عليه من آثار نافعة تعود على الفرد نفسه وعلى الأمة الإسلامية خاصة .
ولقد رغب الإسلام في الزواج بصور متعددة منها :
1/ أن الزواج من سنن الأنبياء وهدي المرسلين ، ودليل ذلك في القرآن { ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ...} الآية .
2/ أن الزواج يعد آية من آيات الله سبحانه وتعالى التي يستدل بها على كمال ربوبيته واستحقاقه الألوهية ، ودليل ذلك قوله سبحانه { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ......} الآية .
3/ أن الزواج ذكره الله في معرض الامتنان على خلقه ليرزقهم به البنين والحفده : ودليل ذلك في كتاب الله تعالى قوله : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ......} الآية .
ومن الصور أيضا الدعوة إليه صراحة فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
إذن احبتي في الله : الزوجية سنة من سنن الله تبارك وتعالى في الخلق والتكوين وهي عامة مطردة ولا يشذ عنها عالم الإنسان أو عالم الحيوان أو عالم النبات ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } . وقال : { سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون } .
الزوجة هي الأم المربية وعماد الأسرة فإن صلحت الزوجة صلحت الأسرة فهي الأرض الخصبة التي ينمو فيها الطفل ويترعرع ، فإن أحسنت اختيار الأرض الجيدة فقد أحسنت الاختيار وأسست النواة الأولى في الأسرة الصالحة وبذلك تساعد على بناء المجتمع الصالح فمن وفقها الله للزوجة الصالحة فليحسن لها ايما احسان وليفي لها ويسعدها في بحق تستحق واسألوا محدثكم ولله الحمد ومن وجد عكس ذلك فليصبر ويناصح والا الافتراق كما الدخول بمعروف ولا يحقرن او يسئ فالاسلام دين السماحة .
فعندما يوجه الإسلام كلاً من الرجل والمرأة إلى حسن اختيار الشريك الذي يشاركه في تربية الطفل فإنه أعد للطفل القادم رجل الغد والولد الصالح الذي نريده ونبحث عنه المربي المسلم الواعي حقا .
من ذلك عُني المنهج الإسلامي باختيار الزوجة الصالحة وجعلها خير متاع الدنيا ، فقد روى مسلم والنسائي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) .
وروى ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ) .
وفي البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
فالأسرة هي القاعدة والنواة لإنشاء المجتمع المسلم إذاً فلابد من حسن اختيار الزوجة المسلمة فهي أساس ذلك كله .
لما ذكرنا فيما سبق أن الزوج ينبغي له عند اختيار شريكة حياته أن يحرص على اختيار الزوجة الصالحة وأن هذا من أهم أسس التربية الصحيحة .
كذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الزوج الصالح أيضا والتمسك به فقال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي وابن ماجه .
فمن هذا الحديث يتبين اختيار الزوج على شرط الصلاح والدين من أهم الأسس في الزواج فعلى الرجل أن يختار لابنته رجلا ذا دين ، وكذلك الشاب المسلم عليه اختيار الزوجة ذات الدين كما سبق .
فإن كان الاختيار موفقا من الطرفين على الصلاح والتقوى والالتزام بمنهج الإسلام يصبح عامل الوراثة الصالحة وعامل التربية الصحيحة موجودين .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إياكم وخضراء الدمن . قالوا : وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء ) . ضعفه الألباني .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) .
وفقنا الله واياكم وجعلنا حياتنا هانئة مستقرة وفي طاعة الله ورزقنا الفردوس الأعلى من الجنه
محبكم