رحلة صيد الصقور السلام عليكم,
منذ سنين كان لي صديق يحب صيد الطيور الجارحة وخصوصاً الحرار منها((الصقور)).. لزم علي اروح معاه للصيد فوافقت.. كان ذلك في موسم نهاية الخريف بدون غبار!.. ركبنا السيارة و ذهبنا الي مكان مناسب في البر .. في الطريق سألت صاحبي: ليش جايب معاك شيهانه و انت رايح تصيد؟ قال: هذي يسمونها ربيطه! قلت شنهو يعني ربيطه؟ قال بعد ما ننصب الفخ نقوم نربط هذه الشيهانه بخيط مربوط بطابوقه أو صخره كبيره يم الفخ و نروح بعيد.. بعدين قال: هذي حيله نسويها علشان نشد انتباه نفس نوعها من الطيور اللي في السماء و بالتالي يطبون عندها و يشوفون الطعم اللي في الفخ و أخيرا نصيدهم, عرفت الحين شنهو يعني ربيطه؟ قلت ايه عرفت يالله خلنا نصيد!
نصبنا الفخ و حطينا الربيطة و ركبنا السيارة و ابتعدنا حول كيلو متر مع سوالف.. بعد مرور ساعة تقريبا قررنا العودة الى ربيطتنا "الشيهانه" .. في البداية ضيعنا وين موقعها, بس الحمد لله عرفنا مكانها و كل ما نقرب أكثر كل ما نشوف حجم ربيطتنا يكبر.. شسالفه ربيطتنا صارت كبيره؟ و يوم صرنا قريبين من الربيطة طار عقاب كبير و هو ماسك بالربيطة بس افتلتت منه لأنها كانت مربوطة.. اكتشفنا ان العقاب ماكل نص ربيطتنا .. قلت لصاحبي مالت عليك و على ربيطتك امش ودنا البيت بس.
في الزمن الحالي "الأغبر" الناس تمشي العكس .. الربيطة تكون عقاب و الفخ يصيدون فيه "الطويرات".. شلوون؟
الطريقة: صناع السوق يتفقون مع أحد كبار المضاربين "عقاب" و يخلونه يشتري نص مليون أو أقل أو أكثر من السهم المعني طبعا بعد ما ياخذ السهم حاصله في الصعود, و يقولون له لا تبيع و دش معانا باسم شخص ثاني و ضارب معانا حسب الإتفاق..
ربعنا الطويرات بطريقتهم الخاصه يكتشفون أن فلان "العقاب" داش على السهم و تنتقل المعلومة من شخص الى آخر و تنتشر المعلومة كالنار في الهشيم.. و بالتالي يشترون نفس السهم و يصير تداول قوي مع صعود قليل و تصريف قوي و بعدين ينزل سعر السهم شوي شوي بس ربعنا الطويرات ما يبيعون لأنهم أذكياء عارفين أن العقاب ما باع كميته .. في نهاية المطاف يكتشفون بأنهم خسروا أكثر من 20% و مع ذلك العقاب ما باع .. بعض الطويرات يدخل في قلوبهم الخوف و الريبه فيكتفون بهذه الخسارة و البعض الآخر يمسك السهم الى أن تطير نص فلوسه (مثل ما طار نص ربيطتنا الشيهانه) و في النهايه يبيعون بخسارة و يعتقدون بأن العقاب انصاد مثلهم و ينسون السهم و لا يدركون بأنهم وقعوا في الفخ و أن الصياد احتال عليهم بواسطة "العقاب".. و تتكرر العملية مع سهم ثاني!
جماعة الخير احرصوا من العقاب .. إذا ظهر اسمه انه شاري سهم معين ترى غالبا محطوط ليصبح ربيطة! لأن وقت الشراء الحقيقي يدخل بأسماء متعدده و غير مهمة و بأسعار منخفضة..
صحيح, زمان أغبر يصعب التفريق بين الربيطة و الفريسه!
و الله المستعان |