سلوكيات ***من قصص واقعيه *** الجزء الثاني قصصصصصصصصصة حال ميت في قبببببببببببببببره
لم اكن لاقول إلا الحقيقه وليس الحقيقه التي نقلت من افواه الناس فقط بل اعتقد بأن
الحقيقه هي التي خلت معانيها من الزخرفه و حروفها من السجع والوصف الاقرب الى
خيال شاعر ...... وحتى وان كان الراوي من الثقات فقد لايستهويني النقل عنه .
ففي دائرة القصص الواقعيه نقلت قصة تحمل في طياتها عبارا وفي واقعها
مضمونا مفيدا ونمطا يقتدى به ودرسا يصيغ سلوكا محببا
قصة ليست بالقديمه تداولت بين اهلها وضاعت معالمها إلا ممن عاشوا وعاصروا
تلك الشخصيه فهي قبل ان تحفر في ذاكرتهم نقشت محبته على قلوبهم قصه
قصصصصصصصصصصصصه حال ميت في قببببببببببببببببببره
كم هم من الاموات رحلوا عن الدنيا ولم بيبقى لهم في عالم الاحياء إلا ذكرهم
وشاء قدر الله ان تكون احدى المقابر قريبه من مشروع حكومي وعليه تقرر نقل
المقبره وكانت ثمة إعتراضات من ذوي الأموات ولكن الامر حاسم والمصلحه تقتضي
التنفيذ فتلك مقبره حديثه والاخرى قديمه يقبع حت ترابها اموات قاربوا على
المئة سنه وجرى العمل وحفرت القبور وجمعت الرمام في أكياس والمفاجأه
كانت في المقبره القديمه حيث الجثث في أكفانها على نفس هيئتها الخارجيه
قدستها دود الأرض وقواضها من ان تمزق عليهم سترهم وتنثر عظامهم
ركما رميما .... يارباه يارباه .... ما اعظم حرمة عبدك عندك انت خلقتهم وانت
تعلم حالهم ولكن العبره لمن اعتبر وتلك رحمة من رحمتك
مايقارب أربعين قبر من مئات القبور وجدت بتلك الصوره معظمها للشخاص
ودعوا الدنيا قبل ثمانين الى خمسين سنه على العكس من المقبره الحديثه التي
نبشت قبورهم ولم يجدوا إلا رماما وعظما عليهم رحمة الله جميعا
لطلما سمعت عن رموز مضيئه في محيطها الاجتماعي راوها لنا قصصا كنت
بعقلية طفله اصنفها انها حكايات مؤسطره .
لكن قبل خمسة عقود كان عجوز تسعيني احبه الناس وهاموا احفاده عشقا
لسيرته المعطره بالرحمه والمحبه والعطف والسماحه .
حتى الشجره التي كانت عند قبره ضلت تنبت فروعا من لحائها ظلالة وافره تضله
فلم يكن إلا فقيرا معوزا كان يربط على بطنه من شدة الجوع ولم يملك
من المال إلا يبس من الارض ينتظر موسم المطر ليزعها حبا تأكل منه الناس
ودواب الارض ، الناس من حوله تنتظر جني الثمر وهو يذهب بسنابله صغار الصبيه
قبل ان تؤتي ينعها ويتكرر المشهد على ناظريه وتغشوه الرحمه
بهولاء الصغار الذين لايطقون صبر مجئ حصاد
فهو يعرف مامعنى الطفوله التى حرج عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم
وان عظم الصلاه كاركن فهو يخففها عند بكاء طفل بل يدعه يلهو ويلعب على
ظهره ساجدا كذلك حال هذا الشيخ الامي كان يضع حفيديه على كتفيه كلاهما معا ويجعل
ظهره راكبة لهم وشعره مرتعا لعبهم لم ينساه احد من أطفال عصره ولم
ينسى معالمه حفيده الذي يقول "لو ارى رجله وعظام ساقه لعرفته" اتراه ملهما
به
لنه جده ؟ لا والله بل مواقف حنانه ورحمته ارسخت في عقل ذاك الطفل صورت
دعائم جسده التي اعتلها وتسلق عليها وقبلها منظرا مخلدا لاينسى
مرؤته سجلت بما ذهب وأخلاقه عطرت بطيب مسك
كرمه الله عند وفاته وهذه مكرمه مغلفه بعظه لتراه الاعين ينقل في اسعاف
وغيره يضع رفاته في اكياس
ألم تكن الاخلاق هي الدين؟؟ ألم يكن الدين هو التعامل ؟؟ ألم يكن التعامل
افضل من التقرب بالعباده ؟؟ وهذا شيخ امي لايعرف من الدين ربما إلا الفاتحه
وشهادة التوحيد .
اخيرا ألم يكن بيت في أعلى الجنه لمن حسن خلقه ؟؟
الهاشميه4 |